منذ أسابيع قليلة كتبت مقالا تحت عنوان «ريتا.. أغيثينى» أتعجب فيه مما يحدث للمصريين.. وأرثى فيها زمناً جميلا مضى وولى.. قبل أن تصل بنا الحال إلى ما نحن عليه الآن من حالة الشقاق المفتعلة بين المسلمين والمسيحيين والتى يتزعمها مجموعة من المتطرفين من كلا الجانبين.. دون أن يدرك الجميع دور العدو الأكبر الذى أكده لنا من أيام رئيس الموساد السابق «عاموس يالين» فى اعترافاته بدور جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الخفى منذ عام 1979 فى إشعال الفتنة الطائفية فى مصر.. وبعد نشر الموضوع جاءتى عدة تعليقات تحدثت جميعها عن العلاقة الحميمة التى كانت بين المسلمين والمسيحيين والتى دامت مئات السنين ومازالت حتى الآن لتؤكد رفضهم جميعا لما يحدث الآن بين أبناء مصر مسلمين ومسيحيين.. وبعد أحداث الجيزة وكنيسة العمرانية فوجئت بإحدى جاراتى تتصل بى مستغيثة لمعرفة ما كان ومصير ابن أخيها مايكل الذى تم القبض عليه فى تلك الأحداث.. تأكد لى أننا مازلنا أبناء وطن واحد نلجأ لبعضنا البعض فى الشدائد. فوجدت أن تعليقات القراء جديرة بأن أنشرها هنا لأؤكد لنفسى ولكم أن مصر بخير وعلينا جميعا أن نتساءل ونسأل أنفسنا: ما أسباب ما يحدث للمصريين!! وإليكم عينة مختصرة من هذه التعليقات: عماد رضوان: عجبنى مقالك وأكيد أنا عارف كل الأشخاص اللى ذكرتيهم وأذكر ميخائل اللى أثر فى أنا أيضا كثيرا ذهب إلى حرب اليمن ولم يخرج من الجيش للآن كان مهذبا جدا، طويلا جدا مسيحيا جدا مصريا للنهاية مات فى معركة الدبابات الكبرى الفرقة الثانية وكانت تنتظره عروسه للزواج وكان يطلب من الحاجة لطيفة دائما أن تصلى ليكتب الله لنا النصر وينهى كلامه بآمين يا رب العالمين . مروة ماهر: تسلم إيديكى يا أستاذة كاميليا مقالة تجنن بس المشكلة إيه اللى حصل للمصريين عموما مش بس مسيحيين ومسلمين ده كل الناس مع بعض محدش بقى طايق حد ولاحد بيساعد حد تحسى أن الناس كارهة نفسها مش بس كارهين بعض يا بختكم أنكم عشتوا فى زمن الناس كانت بتحب بعض ويا بختنا أننا بنلاقى حد يحكيلنا ده وياعينى على أولادنا اللى لا شافوا ولا هيلاقوا حد يحكيلهم. نفين العارف:أعجبتنى كثيرا قصة زميلتك ريتا لأننا جميعا لدينا ريتات كتار فأنا لدى أصدقاء مثل ريتا ليس فقط من أيام المدرسة بل الجامعة والعمل أيضا. أما عن اللى حدث فى مصر أنا حقيقى مش قادرة أستوعبه أو أفهمه. ما احنا طول عمرنا عايشين مع بعض يد واحدة عصبة واحدةة وأحب أن أقول لك إن أعز جيران جدتى كانوا طنط تريز وطنط منى. كم لعبوا معى هم وأولادهم وكم حنوا على مثل أمى ده أنا لما كانت أمى تعاقبنى كنت بالجأ لهم للخلاص من هذا العقاب. تفتكرى اللى حصل لمصر ده بسبب أن ما فيش هدف قومى يمشى وراءه المصريون. محمد حسين: مهم جدا الاستمرار فى رصد هذه اللحظات وهذه الحياة التى عشناها ولكل منا سواء كان مسلما أو مسيحيا حكايات فى السكن والمدرسة والجامعة والعمل حكاية مصرية وأنا أدعوكى بأن تطلبى من الأصدقاء أن يكتب كل منا حكايته بتلقائية شديدة وحتى لو امتلأت بالأخطاء النحوية أو الهجائية سجلى هذا وانشريه فى «صباح الخير» فالروح التى تحملها الكلمات أهم من الضبط النحوى وتلقائية الحكاية والمحبة أهم من تنميق السطور أرجوكى استمرى لأننا فى حاجة إلى ذلك علنا نقضى على الرياح الشيطانية التى تسيطر على مناطق بالوطن.