أثار اكتشاف عدد من السعوديين لأحد النسور التجسسية الإسرائيلية العملاقة في سماء مدينة حائل الكثير من التساؤلات الهامة أبرزها؛ ما الذي يدفع إسرائيل إلى تجنيد هذه النسور للتجسس فوق منطقة حائل الواقعة في شمال السعودية؟. والأهم من هذا، هل باتت الحيوانات هي السلاح السري لتل أبيب ضد العرب؟. السؤال الثاني بالتحديد كان محور اهتمام بعض من وسائل الإعلام اللبنانية التابعة لحزب الله، التي اتهمت إسرائيل بوضع حيوانات منها؛ الكلاب والحمير والطيور التجسسية في مناطق الجنوب اللبناني. وهي الحيوانات التي يتم تزويدها بأجهزة تجسس حساسة وكاميرات دقيقة لرصد كل كبيرة وصغيرة تجري في الجنوب اللبناني. الأمر الذى دفع بقيادات الحزب أكثر من مرة إلى قتل هذه الطيور والحيوانات وعرض أجهزة التجسس التي تم تزويدها بها أكثر من مرة. تشير بعض الدراسات والتقارير الإسرائيلية إلى أن استخدام الحيوانات في الجيش الإسرائيلي يعود إلى أيام حرب 1948، حيث كانت القوات اليهودية قليلة العدد بالنسبة للجيوش العربية التي كانت تنتشر في جميع أنحاء فلسطين، خاصة الجيوش العراقية والمصرية، وهو ما دفع بالجيش الإسرائيلي إلى انتهاج سياسة "الخراف أو الماعز الملغمة"، حيث عانى الجنود العرب في كل من الجيشين من أزمات وجوع، وكانوا يبحثون عن هذه الحيوانات من أجل ذبحها وأكلها، وهو ما ساهم في وقوع الكثير من الضحايا العراقيين بالتحديد من وراء هذا الأمر. بالإضافة إلى استخدام إسرائيل أيضا لهذه الحيوانات في أثناء حرب الاستنزاف مع مصر، حيث قالت صحيفة هاآرتس في تقرير لها نشر منذ فترة بمناسبة الاحتفال بما أسمته الانتصار في حرب عام 1967: إن السلاحف أو "الترسا" بالتحديد كانت بمثابة الرادارات الحيوانية التي نقلت الكثير من المعلومات عن المصريين. لم تتخل إسرائيل عن استخدام هذه الحيوانات بغرض التجسس في الوقت الحالي خاصة مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، سواء الأولى في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي أو الأخيرة التي اندلعت في عام 2000. استغل الإسرائيليون وجود الكثير من الكلاب الضالة في الضفة الغربية، ودسوا بينها الكثير من الكلاب المدربة على التجسس، وهو ما كشفه التليفزيون الفلسطيني في أثناء الانتفاضة إلا أن إسرائيل التزمت الصمت التام عليها. اللافت للنظر أن الفلسطينيين كانوا أبرز من استخدام هذا السلاح الإسرائيلي ضد قلب تل أبيب نفسها، عندما قاموا بدورهم بتدريب بعض الكلاب الضالة على مهاجمة المعابر الحدودية التي وضعها الجيش الإسرائيلي لتمزيق الضفة الغربية، وهو ما دفع بالجيش إلى جمع كل الحيوانات خاصة الكلاب من الضفة الغربية حتى لا يستخدم هذا السلاح ضدهم.