على شاطئ الماكس بالإسكندرية، اصطحب "عادل" زوجته "صابرين"، التى ارتبط بها منذ نحو 20 عامًا، وكأنهما يبدآن قصة حب شبابية، وقرر أن يتناول معها الإفطار وسط أجواء هادئة، لايسمع خلالها سوى صوتها، وصوت أمواج البحر، التي تتلاطم كلما ازدادت شدة الرياح. بدأ عادل وصابرين، حياتهما بقصة حب عرفت بها أسرتاهما، حتى جمعهما القدر، وعاشا معًا في منزل واحد، إلى أن رزقهما الله بابنتين، الأولى تدرس حاليا في الصف الأول الثانوي، والثانية في الصف السادس الابتدائي. وبعدما انتهى "عادل وصابرين" من تناول الإفطار على شاطئ البحر، قررا أن يذهبا إلى ابنتيهما في المدرسة، للاطمئنان عليهما، ومعرفة مستواهما التعليمي، ثم عادا إلى عش الزوجية. ولما دخلت "صابرين" غرفتها صرخت بصوت عالٍ من شدة الألم الذي أصابها، وفجأة دخلت في غيبوية، ولم يتمالك الزوج نفسه، حتى انتابته هو الآخر غيوبية، وسقط إلى جوارها في الغرفة. مر الوقت والزوجان ملقيان على الأرض، مصيرهما واحد، حتى حضرت إحدى ابنتيهما، ولما فتحت باب الشقة وجدت الأبوين مصابان بحالة غيبوبة، فصعدت لإبلاغ عمها الذي يعيش في نفس العمارة، بالدور الثالث، لإبلاغه بما حدث. نقل العم "عادل وصابرين" إلى المستشفي الجامعي، ومع مرور الوقت، فارق الزوج الحياة، وعادت الزوجة لحالتها الطبيعية، لتفاجأ بزوجها قد غيّبه الموت. كانت المفاجأة التي روتها الزوجة صابرين، لنيابة الدخيلة برئاسة المستشار محمد عاطف النويشي، أنها كانت تعيش مع زوجها الراحل قصة حب، منذ أن تعرفا على بعضهما وحتى يوم وفاته. وروت الزوجة أن "عادل" أصيب بغيوبة في أثناء توجدهما في الشقة، حزنًا عليها، وتكرر هذا الموقف من الزوج أكثر من مرة.. فكلما أصيبت صابرين بمرض معين، أصيب عادل بنفس المرض، من كثرة الحب الذي يكنه كل منهما للآخر. وحين استمعت نيابة الدخيلة، لأقول أشقاء "عادل وصابرين"، ذكروا أن الزوجين عاشا معًا قصة حب بدأت قبل زواجهما، واستمرت مع مرور الوقت، بل ويزداد الحب كل يوم، وأنهما لم يشاهدا زوجين يعشقان بعضهما مثلما عشق "عادل وصابرين" بعضهما. كان أمس الثلاثاء أحزن الأيام التي مرت على "صابرين" بعد فراق "عادل"، وحين استمعت إليها نيابة الدخيلة اليوم الأربعاء، في المحضر الذي حمل رقم 10832 إداري الدخيلة، لم تتمالك نفسها، وقالت إن كل كلمات الحب لاترقى لوصف المشاعر التي كانت بينها وبين عادل، وأنه مات حزنًا عليها. بالحب بدأت وانتهت حياة الزوجين.. ولم يعد ل"صابرين" سوى الذكريات الجميلة.