شهدت مدينة الاسكندرية حادثا إرهابيا جديدا، راح ضحيته 21 من الأبرياء وأصيب 79 إثر انفجار سيارة ملغومة أمام كنيسة القديسين مارى جرجس والأنبا بطرس عقب الانتهاء من قداس عيد الميلاد المجيد. وأفادت المعلومات الأمنية أن وراء وقوع الحادث سيارة خضراء اللون تحمل لوحات معدنية حديثه أرقامها س ى ج 5149 يرجح أن تكون مبلغ بسرقتها، وكانت تحمل كمية من المتفجرات تراوحت بين 200و 250 كيلو جرام من المتفجرات، أشارت المعلومات الأولية لشهود العيان أنهم شاهدوا السيارة تتحرك فى أثناء خروج المصلين المسيحيين من الكنيسة، وتوقفت بجوار بوابة الكنيسة في منتصف الطريق ونزل منها قائدها مدعيًا أنها تخص أحد المصلين وكانت تتوسط أعدادا كبيرة من الضحايا ومنهم ضابط شرطة تأمين الكنيسة والقوة المرافقة له، وما هي إلا لحظات حتى دوى صوت انفجار قوي غطى أرجاء منطقة سيدى بشر بأكملها وتناثرت معها أشلاء الضحايا وأجساد المصابين، وتحولت لحظة الفرحة بقدوم العام الجديد إلى مأتم. وقد تسبب الانفجار المدوى في احتراق سيارتين مجاورتين للسيارة الملغومة التى ارتفعت عن سطح الأرض قرابة متر ونصف المتر حتى انقلبت، وكانت السيارتان المتأثرتان بالانفجار تحملان لوحات رقم 32992 ماركة كيا و 455307 ماركة بيجو . كما أسفر الانفجار أيضًا عن تلفيات بواجهة الكنيسة ومسجد شرق المدينة المقابل لها، وهرع كل مسلم وقبطي إلى مكان الحادث وكادت تحدث مشادات بين الجانبين لولا تدخل القيادات الكنسية التى أيقنت أن وراء الحادث قوى غير مصرية وغير آدمية، أرادت فقط النيل من النسيج المصري. وأقامت القيادات الكنسية على الفور صلاة لتهدئة النفوس والترحم على شهداء الحادث من المسيحيين والدعاء للمصابين من الجانبين المسلم والمسيحي. وقد تابع المستشار الدكتور عبدالمجيد محمود النائب العام الحادث المأساوي وأمر بانتقال فريق من النيابة العامة باشراف المستشار ياسر الرفاعي المحامي العام الأول لنيابات الإسكندرية لمعاينة آثار الانفجار ومكان الحادث، حيث انتقل مدحت شرف رئيس نيابة المنتزه الذي حاول دخول الكنيسة لكنه لم يفلح بسبب تظاهر عدد من المسيحيين. ورفعهم صليبا خشبيا ملطخا بدماء الضحايا من ذوبهم. ىذكر أن الحادث أعاد للأذهان ذكرى الاعتداء على المصلين المسيحيين العام الماضى فى التوقيت نفسه ولكن بملابسات مختلفة، كما أن الكنيسة التى شهدت الحادث كانت قد شهدت أحداث الفتنة الطائفية عام 2006 أثر قيام أحد المتطرفين ويدعى محمود عبد الرازق بالاعتداء على بعض المسيحيين بإستخدام سلاح ابيض وقتها وتسببت تلك الواقعة فى أحداث فتنة طائفية بمحافظة الاسكندرية استخدمتها وسائل الإعلام الغربي لإحداث الفتنة بشكل واسع. وقد قامت الأجهزة الأمنية بإتخاذ الاجراءات التى من شأنها التوصل إلى مرتكب الحادث والقبض عليه ومعرفة ملابسات الواقعه والعناصر الإجرامية التى دعت لها خاصة بعد أن تلقت مصر العديد من التهديدات خلال الفترة الماضية من تنظيم القاعدة بإستهداف المسيحيين المصريين خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد، ولقد اتخذ الأمن المصري إجراءات كشف غموض الحادث كافة من رفع آثار التفجير وكذا فحص أشلاء الضحايا وبيان سبب وفاتهم ونوعية الإصابات لتحديد نوعية المتفجرات وأماكن تداولها ومصادرها، مرورا بأرقام لوحات السيارة المستخدمة وعلاقتها بالحادث وتحديد مسار السيارة قدر المستطاع، وقد أمرت النيابة العامه بسرعة انتقال ضباط المعمل الجنائى والانتهاء من اعداد التقرير الأولي للحادث وتحديد نوعية المتفجرات، كما بدأت فى سؤال المصابين وحصر شهود العيان للوصل إلى مرتكبي الواقعة وضبطهم .