قال السفير ماجد عبد الفتاح رئيس بعثة الجامعة العربية لدي الأممالمتحدةبنيويورك، إن سعي المجموعة العربية في نيويورك الذي تشارك الجامعة العربية بتنسيقه مع الجزائر الرئيس الحالي للمجموعة وباقي الدول الاعضاء يهدف ليس فقط إلي التوصل لوقف إطلاق نار إنهاء للأزمة الإنسانية الكبيرة التي يتعرض لها قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي وإنما أيضا لوضع القضية الفلسطينية علي مقدمة أولويات العمل الدبلوماسي الدولي بما يسمح بإعادة بذل جهد جاد لإطلاق عملية تفاوض جدية تؤدي إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية. وألقى عبد الفتاح، في حواره مع "الأهرام ويكلي" اللوم علي تردد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ممارسة الضغط الكافي علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو لحثه علي التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في مرحلة مبكرة مما كان سيؤدي إلى تقليل حجم الدمار والخسائر في الأرواح، مشيرا إلى أنه كان سيكون من المجدي والأكثر نفعا أن يتحرك بايدن عبر اتصالات مباشرة مع قيادات الدول التي تساهم بصورة مباشرة في السعي لإيجاد وقف إطلاق نار، بما في ذلك القيادة المصرية بما لمصر من دور كبير لا يمكن إنكاره في التعامل مع القضية الفلسطينية. وأضاف عبد الفتاح أن اتصالات عربية هامة يجريها الأمين العامة للجامعة العربية أحمد أبو الغيط والعديد من العواصم العربية المعنية بما فيها القاهرة وعمان وتونس بوصفها العضو العربي الحالي بمجلس الأمن والدوحة وغيرها من العواصم تسعي لدعم التحرك نحو اتفاق سريع لوقف اطلاق النار بعد ان تكبد الشعب الفلسطيني في غزة خسائر بشرية كبيرة من شهداء ومصابين بما في ذلك الاطفال والنساء الي جانب التدمير الكبير للمنازل والبنية التحتية وكان أبو الغيط قد قال في كلمة امام جلسة طارئة للبرلمان العربي الأربعاء : إنه «من واجبنا جميعاً أن نوصل الصوت الفلسطيني للعالم في هذه اللحظة النادرة التي تهيأت فيها الآذان لسماع صوت الحق»، متابعًا: «من واجبنا أن نذكر بأن هذه الأحداث الدامية قد بدأت في شهر رمضان المبارك.. أقدس الشهور لدى المسلمين.. عندما سعت سلطات الاحتلال – في استفزاز متعمد- إلى التضييق على المقدسيين في ممارستهم لشعائرهم، ولحقهم في التجمع حول البلدة القديمة، والدخول إلى المسجد الأقصى الذي تهفو إليها قلوب المسلمين جميعاً، لا الفلسطينيين وحدهم.. وهذه كذبة أخرى فضحتها الأحداث.. إذ طالما تبجح الاحتلال بأن مدينة القدس مفتوحة أمام المسلمين لإقامة الشعائر.. بينما الواقع يتحدث عن نفسه». وقال عبد الفتاح ان الولاياتالمتحدة عاقت صدور اي موقف واضح من مجلس الأمن رغم ان المجلس انعقد في 3 جلسات مغلقة وجلسة مفتوحة ولم يتمكن حتي من اصدار بيان صحفي رغم مقترحات مختلفة قدمتها عدد من الدول٫ في الوقت نفسه قال عبد الفتاح ان المشاورات المتعلقة بمشروع القرار الفرنسي حول وقف اطلاق النار ستتم رغم الموقف الامريكي المعلن برفض القرار٫ وهو ما عبر عن وزير الخارجية الامريكي انطوني بلينكن بقوله ان واشنطن لا تعتقد أن قرار من مجلس الامن سيكون قادرا علي حل المشكلة. وحول اجتماع الجمعية العامة الذي جري اليوم الخميس بمقر الاممالمتحدة لمناقشة تطورات الوضع في المنطقة بطلب مشترك من المجموعة العربية والاسلامية٫ قال عبد الفتاح إن الهدف من هذا الجهد هو ارسال رسالة لاسرائيل ولحلفائها وعلي رأسهم الولاياتالمتحدةالأمريكية ان المجتمع الدولي يرفض استمرار العدوان علي غزة ويطالب بايقافه. وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش قد قال في كلمة له في افتتاح جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة إنه يجب التوصل فورا لوقف إطلاق النار. في الوقت نفسه قال عبد الفتاح ان حصر التفكير في التعامل مع الوضع الحالي في مسألة وقف اطلاق النار سيكون خطأ كبيرا لأن كسر دائرة العنف لن يتحقق الا باتفاق سلام ينهي النزاع ويسمح للشعب الفلسطيني في ممارسة حقوقه المشروعة بما فيها دولة علي حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وكانت الحرب الاسرائيلية التي بدأت علي غزة قبل 11 يوما جاءت تالية لاشتباكات في حي الشيخ جراح بالقدس علي خلفية سعي السلطات الاسرائيلية الاستيلاء علي منازل لفلسطنيين وتمريرها لمستوطنين اسرائيليين. وقال عبد الفتاح إن القدس أمر لا يمكن التساهل فيه إطلاقا لا من الجانب الفلسطيني ولا من الجانب العربي٫ لافتا الي ان النصوص الخاصة بموقف القدس كانت العائق أمام التوصل لاتفاق سلام نهائي بين الفلسطنيين والاسرائيليين في مفاوضات مكثفة استضافها الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون في كامب ديفيد عام 2000 بمشاركة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي في حينه ايهود باراك٫ وأضاف أن علي الجميع أن يدرك ان لا حل للمشكلة الفلسطينية بدون القدس.