من الأذكار التى يعظم ثوابها، ويمحو بها الذنوب والخطايا، الاستغفار، وهو أن تطلب الغفران من الله بلسانك وقلبك. قال الله تعالي: «ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا» وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الاستغفار، فلا يدع وقتًا دون ذكر الله عز وجل واستغفاره، ومع أنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فهو العبد الشكور، والنبى الشاكر، والرسول الحامد. وعن أبى هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة». وعن الأغر المزني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنى لأستغفر الله فى اليوم مائة مرة». وفى لفظ: «يا أيها الناس توبوا إلى الله، فإنى أتوب فى اليوم إليه مائة مرة». وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة: «رب اغفر لى وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم». وعن عائشة رضى الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: «سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك»، قالت: قلت يا رسول الله، ما هذه الكلمات التى أراك أحدثتها تقولها؟ قال: «جعلت لى علامة فى أمتى إذا رأيتها قلتها: « إذا جاء نصر الله والفتح» (النصر: 1) قال ابن تيمية رحمه الله: «العبد دائمًا بين نعمة من الله يحتاج فيها إلى شكر، وذنب منه يحتاج فيه إلى استغفار، وكل من هذين من الأمور اللازمة للعبد دائمًا؛ فإنه لا يزال يتقلب فى نعم الله وآلائه، ولا يزال محتاجًا إلى التوبة والاستغفار، ولهذا كان سيد ولد آدم وإمام المتقين يستغفر فى جميع الأحوال».