رائد من رواد كتابة القصة في مصر، كتب "أم العروسة" و"الحفيد" من صميم البيت المصري، كما كتب "محمد رسول الله والذين معه"، فحير جمهوره من القراء فيتخيله جمهوره من محبي القصص الديني شيخاً بعمامة، وجمهور القصص والروايات يرونه كاتباً عصريا ولا يخطر ببال أيهما ذلك المزج المدهش بين نوعى الأدب، إنه الكاتب الكبيرعبد الحميد جودة السحار. وُلد السحار في 25 أبريل 1913م بحي الظاهر في القاهرة لعائلة من التجار، وصادق نجيب محفوظ ،عشق القصص منذ طفولته فكان يشتريها من مصروفه مع أخويه أحمد وسعيد، وأصدر ثلاثتهم أول مجلة أدبية بمجهودهم الذاتي وهم أطفال، فكتبوا الأزجال والقصص والمقالات، ثم قدموا كتاباتهم إلى الرسام والخطاط "فريدون" ليكتب ويرسم المجلة بخطوط جميلة، وقدموها بالمجان إلى المارة في الشارع. زوجته أسرته من ابنة عمه عام 1936م قبل الانتهاء من دراسته، وحصل علي بكالوريوس التجارة من جامعة فؤاد الأول عام 1937م، وعُين بالسلاح الجوي الملكي كمترجم بالدرجة الثامنة. أرسل إلى جريدة الأهرام مقال ونُشر فتبعه بعض مقالات ترجمها لكتاب إنجليز ونشرتها الأهرام في 1937م كما أرسل إلى مجلة المقطم التي نشرت مقاله في صفحتها الأولي، بدأ خطواته الأولى في عالم الأدب كأبناء جيله بكتابة القصة القصيرة التي نشرت في مجلتين بارزتين آنذاك "الرسالة" و"الثقافة"، ثم اتجه إلى كتابة القصص التاريخية فكتب قصته الأولي "أحمس بطل الاستقلال" عام 1943م، ثم روايته التاريخية الثانية "أميرة قرطبة"، اتجه إلى كتابة الإسلاميات منها أبو ذر الغفاري بلال مؤذن الرسول سعد بن أبي وقاص أبناء أبوبكر محمد رسول الله والذين معه الذي عُرض في التليفزيون بثمانينيات القرن الماضي، كما قدم القصص الدينية للأطفال منها قصص الأنبياء والسيرة النبوية، وتجاوز ما كتبه 45 عنواناً. أسس مع أخيه المترجم سعيد جودة السحار مكتبة مصر، حيث قاما بشرائها عام 1932م، وحولاها من مجرد مكتبه لبيع الطباشير والأقلام إلى مكتبة تساهم في إثراء الحركة الثقافية، ساهم في إنشاء لجنة النشر للجامعيين، كتب بعد ثورة 1952م نشيداً (للقوات الجوية) وآخر (للقوات البحرية). دخل مجال السينما منتجا ومؤلفا وكاتباً للسيناريو، وكان أول فيلم يكتبه وينتجه للسينما هو فيلم درب المهابيل 1955م، ثم كتب بعد ذلك العديد من الروايات للسينما منها شياطين الجو 1956م النصف الآخر ألمظ وعبده الحامولي مراتي مدير عام أم العروسة 1963 الحفيد، اسند إليه رئاسة تحرير مجلة السينما 1973م وأنقذها من الأزمة المالية التي مرت بها، توفى في 22 يناير 1975م، أهدته جمعية نقاد وكتاب السينما في مصر جائزتها التقديرية عن مجمل أعماله السينمائية في عام 1975م بعد وفاته بعام.