أثنى الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، في كلمته خلال الاحتفال بتدشين الكراكة "مهاب مميش" على انضمامها كأكبر كراكة في الشرق الوسط وأفريقيا لأسطول هيئة قناة السويس والتي تعد إضافة غير مسبوقة لأسطول كراكات الهيئة بما تحمله من مواصفات وإمكانات عملاقة سوف تحدث نقلة نوعية في إمكانات وقدرات القناة من حيث تنفيذ أعمال ومشروعات التكريك داخل مصر وخارجها. وقال إن الإضافة التي تمثلها هذه الكراكة تأتي تنفيذًا لتوجهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على تعظيم أصول الهيئة وتطوير وتحديث أسطول الكراكات والوحدات البحرية التابعة لها، ضمن الإستراتيجية الشاملة لهيئة قناة السويس 2023. وأضاف أن الهيئة شرعت منذ عدة سنوات للتعاقد مع إحدى كبرى الشركات العالمية المتخصصة في مجال بناء الكراكات وهي شركة رويال IHC الهولندية بغرض بناء كراكتين هما الكراكة مهاب مميش والكراكة حسين طنطاوي التي تصل من هولندا في أغسطس من العام الجاري. وأشار رئيس هيئة قناة السويس إلى أن الكراكة مهاب مميش تتميز بمواصفات فنية متقدمة تضعها في الفئة الأولى عالميًا بين مثيلاتها حيث يبلغ طولها 147.4 مترًا وعرضها 23 مترًا وغاطسها 5.50 مترًا مع قدرة على التكريك حتى عمق 35 مترًا كما أنها مزودة بأحدث أنظمة التحكم والسلامة والأمانطبقًا لأحدث معايير هيئات الإشراف والتصنيف الدولية فضلًا عن قدرتها الفائقة على التكريك في مختلف أنواع التربة بما في ذلك التربة الصخرية وهو ما يتلاءم مع متطلبات أعمال الصيانة الدورية في قناة السويس ويوفر لخزانة الدولة نفقات باهظة بالعملة الأجنبية. وأوضح أن مشاعر الفخر والاعتزاز تتزاحم في نفوسنا جميعًا بعد أن عبرنا أزمة استثنائية جاءت بمثابة اختبار لقدرات وخبرات هيئة قناة السويس على إدارة وتشغيل الممر الملاحي الأهم دوليًا والذي لا يتحمل الإغلاق لساعات قليلة ناهيكم عن أيام وأسابيع وربما شهور كما روج البعض وقد تابعنا ما أحدثته ستة أيام من توقف الملاحة من أثر واضح على حركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد العالمية وأسعار النفط لقد عبرنا هذه المحنة الصعبة وتعاملنا معها بكل كفاءة وخبرات نادرة وقدرات مادية بفضل الله ورعايته وبمساندة القيادة السياسية وتصميم رجال هيئة قناة السويس البواسل من كل الفئات والتخصصات. وتوجه الفريق أسامة ربيع بالشكر والتقدير لرجال إدارة الكراكات على ما سطروه من ملحمة استثنائية على مختلف الأصعدة الفنية واللوجيستية على مدار 6 أيام متواصلة جعلت العالم ما بين منبهر وغير مصدق، كما أثنت المنظمة البحرية الدولية ما قامت به الأجهزة المعنية في الدولة المصرية وفي مقدمتها هيئة قناة السويس من جهود كبيرة وناجحة للتغلب على أزمة السفينة الجانحة وإعادة فتح القناة للملاحة ،كذلك قدمت الخط الملاحي إيفير جرين الشكر للهيئة تقديرًا للجهود التي بذلتها وسرعة تعويم السفينة بشكل آمن واحترافي. وأكد الفريق أسامة ربيع أن هيئة قناة السويس قد تنبهت منذ وقت مبكر إلى أهمية مواكبة التطورات الجارية في أساطيل الملاحة البحرية وأجيال السفن التجارية الجديدة حيث بدأنا في تنفيذ استراتيجية التطوير المتكاملة 2023 والتي ترتكز على عدة محاور وهي تطوير المجرى الملاحي وتطوير الأسطول البحري من الكراكات والقاطرات فضلًا عن التحول الرقمي وتطوير الإمكانات البشرية. ولفت الفريق ربيع إلى أن هناك نتيجة أخرى لا بد وأنها استوقفت الكثيرين على مستوى العالم ألا وهي سقوط كافة الإدعاءات بوجود بدائل لقناة السويس يمكنها أن تكون بمثابة خصم من رصيدها الذي ترسخ على مدار أكثر من قرن ونصف القرن منذ افتتاحها أمام حركة الملاحة العالمية 1869 فقد رسخت هذه الأزمة أهمية قناة السويس كونها الممر المائي الاستراتيجي الذي يؤثر بقوة في الاقتصاد وحركة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد العالمية وليس أدل على ذلك سوى وجود أكثر من 422 سفينة تقف على مدار أيام إغلاق القناة منتظرة إعادة الملاحة فيها للعبور في كلا الاتجاهين دون أن تحول منها مسارها إلى طرق بحرية بديلة لذلك نقولها بكل ثقة وبفضل الله لم يعد ثمة مجال لأي دعاوى تحاول أن تختصم من حق قناة السويس أو تهون من أهميتها الاستراتيجية للعالم أجمع. وتقدم الفريق ربيع بالشكر لرؤساء هيئة قناة السويس السابقين مشيدًا بدور الفريق مهاب مميش على وجه الخصوص في تنمية قدرات هيئة قناة السويس وتعزيز إمكاناتها وتحقيق العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة وتحمل عبء المسئولية في وقت حرج كانت البلاد تعاني فيه من عدم الاستقرار عقب ثورة 25 يناير كما كان مسئولًا أمام القيادة السياسية عن تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة في فترة زمنية لا تتجاوز عامًا واحدًا وهو الإنجاز الذي سيذكره التاريخ وترويه الأجيال.