سوريا غنيم تكتب على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء أنا مصر عندي أحب وأجمل الأشياء بحبها وهي مالكة الأرض شرق وغرب وبحبها وهي مرمية جريحة حرب بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء لم أجد لا أجمل ولا أروع من كلمات الرائع المبدع صلاح جاهين أعبر بها عن إحساس كل المصريين - كبارًا وصغارًا - عن عشقهم وحبهم لأم الدنيا وهم يتابعون بكل فخر وإعزاز مشهد نقل جزء من تاريخ العظمة المصرية للعالم أجمع بأبسط لغة عرفها التاريخ ألا وهي لغة الحضارة المصرية القديمة التى يقف عندها العالم على قدم وساق مع كل حدث صغر أو كبر حجمه يخص الحضارة المصرية القديمة.. العالم أجمع من شرقه إلى غربه التف حول مصر.. وتابع بكل حب وشغف موكب المومياوات الملكية الذى حمل 22 مومياء لملوك وملكات عظماء الفراعنة فى موكب مهيب خرج من المتحف المصرى فى ميدان التحرير يجوب خط السير المحدد له فى شوارع القاهرة حتى وصوله إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط.. والفسطاط هى منطقة مصر القديمة التى تمثل ملتقى الأديان والحضارات عند كل المصريين لأنها تجمع مسجد عمرو بن العاص أول مسجد تم بناؤه فى مصر والمعبد بن عزرا اليهودى والكنيسة المعلقة وحفائر الفسطاط وبالقرب من مقياس النيل بالروضة وقصر محمد على والمانسترلي بالمنيل.. لذا علينا أن نشكر ونحيي من اختيار مكان هذا المكان لإقامة المتحف لأنه اختيار رائع ومتميز؛ لأن الزائر والسائح القادم لزيارة متحف الحضارة يجد نفسه بين أحضان الحضارة المصرية القديمة والحديثة يجد نفسه يتذوق عظمة مصر.. محاطًا بالكثير من مزيج أنواع التاريخ والحضارة مصرية مسيحية يهودية فرعونية آثار ضخمة وعظيمة على كل شكل ولون. والسبت الماضي تزينت القاهرة وارتدت ثوب البهجة والفرحة.. تزين المصريون بكل ميولهم وانتماءاتهم.. الكل لبس ثوب الفخر والعزة.. الكل يشهد ويتابع المشهد المهيب الذي يتابعه العالم أجمع لكي يكون شاهد على قدرات وإمكانات المصريين الحديث وفخره بأجداده الفراعنة وهذا الفخر عبر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى طريقة ومشهد استقباله 22 من المومياوات الملكية لملوك وملكات قدماء المصريين التى يفتخر بتاريخها الحافل بإنجازات وانتصارات التاريخ المصرى على مر العصور.. وجمال وروعة المشهد بدا من الخروج من المتحف المصري بالتحرير مرورًا بالسير فى كورنيش النيل وصولا إلى متحف الحضارة بالفسطاط يؤكد جهدًا كبيرًا بذله كل المعنيين والمهتمين بخروج الموكب الملكى للعالم أجمع بهذه الروعة والإبهار الذى أثنت عليه كل وسائل الإعلام العالمية التي حضرت لتغطية الحدث الحضارى العالمى.. والموكب الملكى كله من أول العربات التى حملت المومياوات والتي كتب عليها أسماء الملوك والملكات باللغة العربية.. والهيروغليفية وهي اللغة المصرية القديمة.. كانت مثار إعجاب المتابعين.. والزينة التي تزينت بها كل الشوارع التى استقبلت الموكب أضفت الكثير من المهابة والبهجة والجمال على موكب الملوك الفراعنة العظماء.. هذا بالإضافة إلى الحفل الفنى الراقى الذى أضفى الكثير من دفء مشاعر وأحاسيس الحب بين كل المصريين وأرض مصر وطن الحضن والحب الذي لا ينتهي إلا بالموت.. والمصريون عاشوا يومًا رائعًا بين الإعزاز والفخر بالفراعنة القدماء.. والفخر بالإنجاز بالمشهد الرائع الذى تم فى موكب نقل المومياوات الملكية لمرقدها الجديد فى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط. وبعيدًا عن الكلام عن بهجة وفرحة المصريين بالمشهد والحدث المبهر الذى هز وأبهر العالم وتابعنا كل وسائل الإعلام العالمية.. علينا أن نلقي الضوء على معنى مومياء وماذا تعنيه بالنسبة للمصريين؟ ولمن لا يعلم أو يدرك أهميتها.. المومياء هى التعبير الذي يطلق على الإنسان بعد تحنيطه.. والتحنيط هو إزالة وتجفيف جسم الإنسان من السوائل التي تجعل الجسد الإنساني يبلى.. واهتم وبرع المصريون القدماء بأمر التحنيط من وازع ديني.. لاعتقادهم وإيمانهم بالبعث من جديد وأنهم جزء من كل الكائنات في الكون؛ فالشمس تشرق وتغيب ثم تعود.. والقمر يختفي ويعود بدرًا.. والزرع يموت وينبت من جديد.. والنهر يجف ويعود فيضانًا.. ولهذا كان لديهم اليقين أن هذه الحياة ليست النهاية.. وأن الروح يجب أن تعود للجسد.. ولكن كيف والجسد يبلى.. لذا فكروا في التحنيط لكي تعود الروح وتجد الجسد ويعود المصري من جديد إلى أرض مصر مرة أخرى.. وهذه هي الجنة بالنسبة لهم.. فهم لم يتصوروا الجنة بعيدة عن أرض مصر. [email protected]