"الموسوعة النقدية لقصيدة النثر العربية"، عمل كبير من سبعة أجزاء، يصدر تباعًا في المملكة العربية السعودية، وهي من إعداد الشاعر والباحث المصري عبد الله السمطي، المقيم في الرياض منذ عام 1995. يوضح السمطي، في حديثه ل"بوابة الأهرام"، أن الجزء الأول يصدر في ديسمبر المقبل بعنوان "المقدمة: قصيدة النثر.. المصطلح وإشكالياته"، وقد تمت الموافقة على إصدار الموسوعة بمعرفة وزارة الإعلام والثقافة السعودية، وحصلت على أرقام إيداع من مكتبة الملك فهد الوطنية، ويتشكل المجلد الأول من أكثر من ألف صفحة. وقد صمم أغلفة الأجزاء السبعة ووضع "لوجو" الموسوعة الفنان السكندري راضي جودة. يشير السمطي، صاحب دواوين "فضاء المراثي" و"فيديو كليب للزعيم" و"الجميلات لا يفعلن هكذا" وغيرها، إلى أن الموسوعة تعد الأولى من نوعها التي تركز على "قصيدة النثر العربية" بمثل هذه الاستفاضة، وهي تعالج نقديًّا وتدرس تحولات قصيدة النثر منذ انبثاقها في بدايات القرن العشرين، وترصد تحولات الشعرية العربية عبر هذه القصيدة طوال القرن الماضي، حتى لحظتنا الراهنة. ويقول السمطي، الأكاديمي الذي أنجز أطروحاته الجامعية حول "قصيدة النثر" أيضًا، إنه كان يحلم بإضافة عمل مؤثر إلى الثقافة العربية، وهذه الموسوعة خطوة على طريق الحلم الكبير. ويوضح أن محاور موسوعته الأساسية هي: دراسة تجليات قصيدة النثر العربية بدءا من إشكالياتها الاصطلاحية وإرهاصاتها الأولية التي أسهمت في بزوغها وانبثاقها خلال النصف الثاني من القرن العشرين، والتركيز على أبرز الملامح والخواص الفنية والجمالية في قصيدة النثر عبر قراءة أبرز أصواتها وشعرائها. ومن محاورها أيضًا: تبيان الإشكاليات الفنية التي تتجلى في قصيدة النثر، وقراءة التجارب الشعرية في قصيدة النثر من خلال أبرز أصواتها في الوطن العربي خلال العقود الماضية، وتقديم الأصوات الشعرية الجديدة، والظواهر التجريبية في قصيدة النثر، ومتابعة النتاج الإبداعي الجديد في أفق هذا الشكل الشعري. ثم تنهض الموسوعة، وفقًا للسمطي، إلى قراءة تجارب أبرز الشعراء الذين أنتجوا في هذه القصيدة، وإصدار كتاب عن كل شاعر من هؤلاء الشعراء سواء ممن مثلوا مرحلة التأسيس الفني والجمالي لقصيدة النثر أم ممن بزغت تجاربهم في العقود الأخيرة. ويستطرد السمطي: في سعي هذه الموسوعة النقدية إلى قراءة قصيدة النثر، تشكل النصوص الإبداعية منطلقنا الجوهري، وسوف تكف الموسوعة عن تكرار الرؤى والأفكار التي طرحت مرارا من قبل، كما أنها ستكف عن تكرار بعض التعريفات النظرية، حيث تمثل هذه التعريفات التي ستكون بطبيعة الحال منسوخة من بعض الكتب النظرية أو المترجمة عبئا على صفحات الموسوعة، وهي طريقة لم تعد مجدية – فيما نرى– في البحث الأدبي الجاد، فالبحث عن معرفة جديدة يتطلب قدرا من المغامرة الكتابية، وقدرة على استثمار المصادر استثمارا يفضي إلى تكوين رؤى مغايرة.