شارك العالم الكبير الدكتور فاروق الباز، أستاذ البحث العلمي ومدير مركز الاستشعار عن بعد بحامعة بوسطنالأمريكية، عبر تطبيق "زووم"، في ندوة "ممر التنمية"، والتي نظمتها نقابة المهندسين برعاية المهندس هاني ضاحي نقيب المهندسين، وأعدتها شعبة الهندسة الميكانيكية برئاسة المهندس عادل درويش، وبحضور المهندس حسن عبدالعليم أمين عام نقابة المهندسين، والمهندس محمد ناصر أمين صندوق النقابة. في بداية الندوة، رحب المهندس حسن عبدالعليم أمين عام نقابة المهندسين بالعالم المصري الدكتور فاروق الباز، مشيرا إلى أنه قامة مصرية عظيمة يقدرها جموع المصريين وفي القلب منهم المهندسين. وأعرب عبدالعليم، عن سعادته بالمشاركة في الندوة، التي يحاضر فيها العالم المصري الكبير الدكتور فاروق الباز، مشيرا إلى أن الحديث عن ممر التنمية حديث هام ومشوق، لافتا أن مشاركة العالم الكبير للحديث عن هذا المشروع الضخم من خلال نقابة المهندسين قلما يحدث لذلك نعتبره حدثا هاما. وأبدى الباز في بداية محاضرته سعادته للتواجد مع بعض أعضاء نقابة المهندسين المصرية، لافتا إلى أن المهندسين هم النواة والداعمين الأساسيين لمشروع محور التنمية لأنهم الأيدي التي تبني وتعمر. وأشار الباز إلي أن حلم ممر التنمية بدأ خلال فترة الرئيس السادات - رحمه الله - عندما طلب منه إيجاد مناطق جديدة في الصحاري المصرية تصلح للمعيشة. وأضاف: "حاولنا في بداية الأمر التوسع في منطقة الواحات بالصحراء الغربية بالتحديد "الفرافرة"، وأثبتت التجربة أن المعيشة هناك صعبة جدا وبالتالي وجهنا تفكيرنا لإيجاد أماكن جديدة للمعيشة قريبة للنيل، ولفت العالم المصري الكبير إلى أن ممر التنمية برنامج قومي لتحفيز النشاط الاقتصادي وتشغيل الأيدي العاملة ويستهدف المشروع فتح مساحات جديدة في الدولة المصرية للعيش فيها لتخفيف الضغط عن منطقة الدلتا، والتي يتكدس عليها الشعب المصري في مساحة لا تزيد عن 7،5 مليون كيلومتر مربع، لافتا أن المساحة المقترح إنشاء ممر التنمية عليها تفوق هذه المساحة بمرة ونصف أي ما يقرب من 10،5 مليون كيلومتر مربع. وأوضح أنه سوف يسهم في بناء عدد من المدن والقرى على جانبي ممر التنمية، والذي يضم عددا كبيرا من التجمعات غرب النيل والدلتا تبدأ من منطقة العلمين وحتى أسوان، تربط بينها وبين الوادي شبكة طرق برية، ويمتد المحور في المستقبل من تحت أسوان ليعبر إفريقيا كلها، مشددا أن هذا الممر سيعتبر "مفتاح إفريقيا"؛ لأن أي تعاملات تجارية بين أوروبا وإفريقيا ستكون من خلاله مما يعود علينا بالنفع الكبير، مثمنا أن هذا الممر يوازي أو يفوق ما يعود على مصر من قناة السويس. وشدد الباز على هذا قائلا: "ممر التنمية هو مفتاح التقدم لمصر". ولفت الباز في محاضرته إلى أن هذا الممر سوف يفتح مجالات لسوق العمل بمصر، حيث يحتاج تنفيذه ما يقرب من عشر سنوات ويحتاج ما يقرب من أربعمائة ألف يد عاملة ما بين مهندسين وجيلوجيين وعمال. ولفت الباز إلى خطورة البناء على الأرض الزراعية في مصر معبرا عن هذه الخطورة بقوله "الأراضي الزراعية في مصر تتهالك وتنتحر" بحد وصفه، لافتا النظر أن الأراضي الزراعية اختفت تحت المباني، وهذا مؤشر خطر يشير إلى أننا خلال سنوات قليلة لن نجد مصادر للغذاء. وقال الباز خلال محاضرته، يجب علينا تغيير منهج حياتنا والتكاتف للتوسع في مناطق المعيشة، وضرب الباز المثل بما حدث في الهندوأمريكا من تنمية، حيث أقامت كل منهما عدة محاور ساهمت بشكل كبير في هذه التنمية. أقيمت الندوة برعاية المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، وبحضور المهندس أحمد حشيش أمين صندوق النقابة المساعد والمتحدث الإعلامي المهندس خالد عيسي رئيس نقابة مطروح، والدكتور محمد اليماني رئيس الشعبة الكهربائية، والمهندس عبدالله دهينه عضو المجلس الأعلى للنقابة، والمهندس محمد سليم رئيس لجنة التدريب، والدكتور علي عبدالنبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقا، نسق الندوة المهندس محمد عبدالمجيد وكيل الشعبة الميكانيكية. وشارك بالندوة بعض الحضور عبر الزووم من دول أمريكا ولندن والسويد، وأجاب العالم الكبير عن كل التساؤلات التي وجهها له الحضور.