اجتمع ثلاثى الشر من أجل تحقيق هدف واحد ظلوا يحلمون به جميعا منذ نعومة أظفارهم فكان طموحهم هو أن يصبحوا من أصحاب السطوة والجاه وسط عالم يعتقدون أنه لايعترف إلا بلغة المال وبعدما اتفق الثلاثة «محمد» و«محمود» و«عبد الرحمن» تحت قيادة الأكبر سنا والأكثر خبرة «محمد» على أن يبدأوا مشوار تجارة السموم البيضاء لم يلبثوا أن يستمروا طويلا لينتهى هذا المشوار سريعا بالسقوط فى قبضة الأمن. كعادة الجرائم التى لم تكن تعرفها مدينة أسوان المعروف أهلها بالنخوة والكرم والأمانة نشأ «محمد» الخمسينى العمر والذى ينتمى لمحافظة أخرى قبل أن يأتى بصحبة أسرته إلى أقصى الجنوب بحثا عن مورد رزق وكعادة أهل الجود والكرم لم يبخل أى منهم على استضافة الأسرة بإحدى القرى القريبة جدا من المدينة وهى قرية مسالمة لايعرف أهلها عن الجريمة شيئا. داخل هذه القرية خدع «محمد» أهلها من خلال تظاهره بالسماحة والطيبة وفى الوقت الذى كان يزاول فيه نشاطه الإجرامى خارج القرية بالبلطجة تارة وبترويج السموم البيضاء تارة أخرى ظل موضع ثقة كبيرة من العائلات. ومرت السنوات واحتفل «محمد» بزواجه من إحدى فتيات القرية وظل يخرج نهارا واهما زوجته وأهلها بأنه يعمل فى سمسرة العقارات التى تدر عليه دخلا كبيرا حتى اكتشفت أمره بالصدفة عندما عثرت على لفافة كبيرة من البانجو مخبأة داخل إحدى غرف مسكن الزوجية الأمر الذى عقد من الأمور وأشعل نار الخلافات حتى ذهب كل منهما إلى طريقه. لم يضع محمد فى حساباته شيئا آخر سوى توسيع نشاطه فى ترويج المواد المخدرة وخرج من القرية ليقيم فى المدينة بعدما افتضح أمره واكتشف الأهالى حقيقته ومصدر ثروته وفى المدينة بدأ البحث عن من يعاونه فى نشاطه المتنوع والجديد ليجد ضالته فى «عبد الرحمن» الذى كان واحدا من زبائن الإدمان وبعدما أغرى المال هذا الشاب أقنع الزعيم «محمد» بالمزيد من التوسع والتنوع مابين بانجو وأقراص مخدرة ورشح له «عبد الرحمن» شابا آخر يدعى «محمود» وشهرته «طماطم» ليكون هو الضلع الثالث الموثوق فيه فى عمليات الترويج التى كانت تبدأ بإبرام الصفقة خارج المحافظة ثم نقلها إلى أحد المخازن بإحدى القرى وأخيرا تجزئتها فى لفافات وأكياس صغيرة تمهيدا لترويجها. مع النشاط المكثف لثلاثى الشر رصدت الأجهزة الأمنية تحركاتهم وكان لابد وأن تسدل الأجهزة الأمنية الستار على هذا المسلسل طبقا لتوجيهات اللواءين عصام عثمان مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسوان وأحمد الراوى مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية تتبع فريق من رجال المباحث قاده رئيس مباحث المركز الرائد محمود عبد المعز نشاط الثلاثى الآثم؛ حيث كشفت تحريات فريق البحث عن قيامهم بمزاولة نشاط غير مشروع فى مجال الاتجار فى المواد المخدرة. وأكدت التحريات أن «محمد » الزعيم الذى يقود التشكيل قد بدأ فى مزاولة نشاطه منذ فترة طويلة وكان دائم التخفي والهرب من المطاردات الأمنية وخلال الفترة الأخيرة اختار وكرا آخر لترويج سمومه خارج المدينة مستعينا بكل من محمود الشهير ب «طماطم» و«عبد الرحمن». على الفور تم إخطار اللواء أحمد الراوى مدير الإدارة العامة للمباحث بما ورد من معلومات وتحريات ليوجه بتقنين الإجراءات والقبض عليهم متلبسين بحيازة السموم البيضاء. وبالتنسيق بين مباحث مركز أسوان ومكتب مكافحة المخدرات حدد رجال الشرطة السريون وكر ثلاثى الشر خاصة بعد أن أكدت المصادر السرية تواجدهم فجر أحد الأيام للاتفاق على صفقة جديدة وكبيرة يتم التمهيد لها. تحركت قوة أمنية بقيادة كل من الرائد محمود عبد المعز والنقيب محمود عبدالحميد إلى المكان المحدد ليتم تطويق المنطقة وفى سرية تامة تسللت القوة داخل إحدى المنازل لتلقى القبض على الثلاثى متلبسين بحيازة 35 لفافة من البانجو وكمية من الأقراص المخدرة و9 أكياس شفافة معبأة بالسموم البيضاء، بالإضافة إلى ماكينة تقطيع ولحام أكياس ومقص وهواتف محمولة ومبلغ مالي. وتم تحرير المحضر اللازم وعرض المتهمين على النيابة العامة حيث أمر المحقق بحبسهم وتحريز المضبوطات.