فى 17 فبراير من عام 1799م، منذ 223 سنة، كان على قرية أبومناع بحري بدشنا، أن تواجه الحملة الفرنسية المدججة بأحدث أنواع الأسلحة فى الجبل، خاصة بعد محاولة الثوار فى الصعيد الاشتباك مع المحتلين لاسترداد مدينة قنا يوم 12 فبراير، وفشل الثوار فى استرداد المدينة العتيقة من إيدى الاحتلال. "بوابة الأهرام" ترصد قصة قرية أبومناع بحري التى دخلت فى التطوير ضمن المبادرة الرئاسية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، حياة كريمة وتراثها الثقافى، حيث تضم أقدم الأعتاب الخشبية المنقوشة على مقامات الأولياء العديدة بالقرية مثل مقام الشيخ الجندي وغيره من المقامات . فى كتابه مصر المجاهدة فى العصر الحديث يشرح المؤرخ عبدالرحمن الرافعى، خريطة القرية القديمة التى وقعت فيها المعركة منذ 223 سنة، حيث يؤكد أنها تقع فى شمال دشنا بالقرب من الجبل الشرقى وتبعد عن النيل مسيرة ساعة ونصف، مؤكدا أن معركة أبومناع حدثت فى 17 فبراير عام 1799م. المؤرخ الجبرتى يذكر أن القائد الفرنسي فريان تقدم بقواته بعد أن قام ثوار قنا ومعهم العرب الحجازيون الذين عبروا مكة للوصول إلى أبومناع فى الجبل، حيث أحرق الفرنسيون القرية كاملة، حيث كانت عبارة عن أعشاش من البوص، وقد خرج الأهالى لمقاتلة الفرنسيين بالأحجار والعصي، فلم يكن يملك الأهالى سوى بندقية وحيدة، وقد التهمت النيران أبراج الحمام كاملة التى كانت تتواجد فى القرية فيما قرر العرب الحجازيون الهروب لقري أبنود وقري قفط لمواصلة الحرب ضد الفرنسيين. ويقول الباحث التاريخى الشاذلى عباس ل"بوابة الأهرام" إن الفرنسيين لم يكتفوا بإحراق قرية أبومناع فقط، بل قاموا بإحراق القري المجاورة للقرية، وقاموا بقتل المئات من أهالى القرية، والمئات من جيش العرب الحجازين الذين قدموا من مكةالمكرمة عبر القصير للدفاع عن مدن الصعيد، مؤكدا أن الجبرتى استرسل فى تكوين الجيش الحجازى، حيث ضج الحرم المكى بالبكاء بعد سقوط مصر فى يد نابليون بونابرت ليقرر الشيخ الجيلانى المغربى تكوين جيش يضم أشراف الحجاز ،وسودانيين، ومغاربة، ويمنيين لقتال الحملة الفرنسية فى الصعيد. ويوضح "الشاذلى" أنه بعد إحراق قرية أبومناع تمت المواجهة بين الثوار والفرنسيين لتنتهى الأحداث بإغراق سفينة إيطاليا فى قري قفط فى 3 مارس عام 1799م ، لتتخذه محافظة قنا عيدا قوميا لها كل عام، حيث تم إطلاق مسمى قرية البارود على القرية بسبب تفجير سفينة نابليون بونابرت التى كانت تدعى إيطاليا ،مضيفا أن موقعة أبومناع كانت البداية الحقيقية لانتصار الثوار والمقاومة الشعبية. فى العصر الحالى تضم قري المناعات، أبومناع بحري، وتتبعها قري الشيخ على شرق، ونجع سعيد ونجع عزوز ، أما قري أبومناع غرب وشرق فهى ذات وحدات محلية مستقلة مع نجوعها، وتضم قرية أبومناع بحري، تراثا ثقافيا فى أقدم نقش على الأعتاب الخشبية المتواجدة على واجهات مقامات الأولياء. ويقول الشيخ مبارك الغرباوي ل"بوابة الأهرام" إن نقش الشيخ الجندى قديم جدا، ولا أحد يعرف موطنه من الجيل الحالى من أبناء القرية ، التى تضم تراثا ثقافيا شعبيا، مضيفا أن النقش تعدى ال100 سنة وأنه من المحتمل أن يكون مغربيا. وشهدت قرية أبومناع بحري مؤخرا تفقد عدد من المسئولين من مبادرة حياة كريمة لبعض المرافق بها مثل المستشفى القديمة التى توصف بأنها ثانى أكبر مستشفى على مستوى قري قنا وهى شبه مهجورة ، كما تم تعليق لافتات فرح بدخول القرية التى تعانى من التهميش ونقص الخدمات فى المبادرة الرئاسية لتطوير القري. ويضيف إبراهيم عبداللاه من أبناء القرية ل"بوابة الأهرام" أن قرية أبومناع بحري رغم تمددها العمرانى وكثرة المدارس والمعاهد بها والتى بنيت بالمجهودات الذاتية قديما، إلا إنها تعانى من عدم وجود الصرف الصحى مما جعل المياه الجوفية، تؤدي لتآكل المنازل وعدم وجود مستشفى، وقصر ثقافة، مؤكدا أنه يطمح فى توصيل خدمات الصرف الصحى والارتقاء بالمنظومة الصحية، وخدمات مياه الشرب النظيفة، بعد إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي تطوير القرى المصرية. وأضاف مصطفى زمزم، المدير التنفيذي لمؤسسة صناع الخير فى تصريح ل"بوابة الأهرام" إنه سيتم الارتقاء بكافة الخدمات فى قري قنا التى تشملها مبادرة حياة كريمة بالاتفاق مع وزارة التضامن الاجتماعى، مؤكدا أن كافة القري ستنال الكثير من الخدمات ومنها قرية أبومناع بحري. وأكد أشرف الداودى، محافظ قنا، أن المشروع القومي لتطوير القرى المصرية يمثل المرحلة الجديدة من مبادرة حياة كريمة ويستهدف النهوض بمستوى معيشة المواطنين وتخفيف معدلات الفقر وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية المقدمة إليهم في عدد من المجالات، كالتعليم والسكن والكهرباء والصرف الصحي ومياه الشرب وتطوير الوحدات الصحية وتوفير فرص العمل المستدامة. وأوضح المحافظ أن المشروع فى قنا يستهدف تطوير 5 مراكز هى (أبوتشت - فرشوط - دشنا - الوقف - قوص)، وتضم 19 قرية رئيسية و68 قرية فرعية ويستفيد من المشروع نحو مليون و346 مواطنا من أهالي القري، وتبلغ التكلفة الاستثمارية بكل مركز من 2 إلى 3 مليارات جنيه، حسب احتياجات المركز، لافتا إلى أن هذه المراكز والقرى والنجوع التابعة لها سوف تشهد تطويرا شاملا للبنية الأساسية والخدمات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية، فضلا عن تحسين أوضاع الفئات الأولي بالرعاية بتلك القرى والنجوع. قرية أبومناع بحري قرية أبومناع بحري قرية أبومناع بحري قرية أبومناع بحري قرية أبومناع بحري قرية أبومناع في قنا حاربت الاحتلال الفرنسي بالعصا.. وتضم أقدم عتب وشملتها "حياة كريمة"