تم وضع قرية أبو مناع بحري التابعة لمركز دشنا شمالي قنا ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي حياة كريمة للوصول إلى الفئات الأكثر احتياجًا وتقديم المساعدات اللازمة لها في الصحة والتعليم والمشروعات الخدمية من مياه وصرف صحي، وهي المبادرة التي ينظر لها الأهالي على أنها ربما تكون طوق نجاة لهم من توقف خدمات المستشفي والصرف الصحي والكهرباء ومياه الشرب. وتضم قرية أبومناع بحري أقدم مستشفي في قري قنا، حيث تم إنشاؤه في عهد الملكية بمساحة تبلغ أكثر من فدان، وقد تحول لخرابة منذ 18 سنة بسبب تحويله لوحدة صحية في عهد وزير الصحة حاتم الجبلي، حيث تحول المستشفي لملعب كرة قدم، ومساحة تركن سيارات النقل والشحن فيها احتياجاتها وتكتفي بوجود ممرض وحيد وعدد من الموظفين الإداريين دون أي خدمة صحية حقيقية. عبد الرحمن محمد مواطن بالقرية أكد ل"بوابة الأهرام " أن أجهزة المستشفي القديم تم الاستيلاء عليها وتم وضعها في المستشفيات المركزية بعد أن قرر حاتم الجبلي وزير الصحة تحويل مستشفيات القري لطب الأسرة، مؤكدا أن المستشفي صار "خرابة" ولا توجد فيه ترميمات للمباني بل، فقط مساحة كبيرة خالية بدون أي استغلال، مما أجبر مرضي الفشل الكلوي علي استقلال مواصلات بعيدة لمستشفيات القري. وأضاف عبد الرحمن محمد، أن مرض الفشل الكلوي أصاب أهلها بسبب حرمان القرية من المياه النظيفة، حيث إن الأهالي مازالوا يشربون من مياه آبار ارتوازية، ويعانون من انقطاع المياه خاصة في فصل الصيف، مما جعلهم يتجهون بجراكن مياه لجلب مياه الشرب لاحتياجاتهم، مؤكدا أن هذا دعا المواطنين والجمعيات الأهلية لإقامة وحدة غسيل كلوي بالتبرعات ومازالت الإنشاءات جارية لها بسبب معاناة المواطنين. عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، أكد أن أعمال الصيانة متوقفة في مستشفي قرية أبو مناع بحري منذ أكثر من 16 سنة، لافتا إلى أنه يعتبر أكبر مستشفي في كل قري قنا تم تحويله لوحدة طب أسرة، وأن الثاني في المساحة هو مستشفي قرية حجازة بحري بمدينة قوص، والذي تبلغ مساحته 3 أفدنة والذي يضم سكنا للأطباء مهجورا رغم تجهيزاته الحديثة. مؤكدا في تصريحات صحفية أنه تم تحويل المقاول المسئول عن مستشفي أبومناع للتحقيق معه. تعتبر قرية أبومناع بحري من أقدم القري وذات الكثافة السكانية العالية بل موقعها الجغرافي بين القري والنجوع جعلها أشبه بمدينة تجارية، ورغم ذلك تعاني من مشكلات كثيرة من ضمنها مياه الشرب وتوقف مشروع الصرف الصحي منذ أكثر من 20 سنة مما يجعل الأهالي يتكبدون مسافة كبيرة لجلب المياه أدي توقف مشروع الصرف الصحي لاضطرار الأهالي لكسح الصرف الصحي وإلقائه في الترع مما أدي لأضرار بيئية، ناهيك عن انتشار القمامة في الشوارع لعدم قيام الوحدة المحلية بوضع سلات قمامة أو ألقائها في أماكن بعيدة مخصصة لها، هذا بالإضافة لتهالك الطرق لعدم وجود صرف جيد. إبراهيم حمدي مواطن بالقرية يؤكد أن انتشار القمامة واشتعال النيران بها أدي لتلف كابلات الكهرباء، مما جعل القرية تعاني من الانقطاع المتكرر للكهرباء ليزداد الأمر سوءا في درجة حرارة مرتفعة، مطالبا بأن تقوم المحليات بدورها الحقيقي في خدمة المواطنين. وأضاف حمدي، أن شركة الصرف الصحي وعدت المواطنين مئات المرات بالانتهاء من مشروع الصرف الصحي وتوصيل الخدمة للمواطنين دون جدوي، أسوة بقري قنا التي تم توصيل المشروع لها، مؤكدا أن الري يفرض غرامات علي المواطنين بسبب إلقاء المخلفات في الترع، والمواطنون معذرون لعدم وجود خدمات مقدمة لهم. ويقول طه محمود، من أهالي القرية، إن غرف الصرف الصحي المتوقفة في القرية تؤدي إلى انتشار الناموس والحشرات والأوبئة والأمراض، كما أنها أصبحت عائقا في الشوارع حيث تم بناؤها بشكل عشوائي، فمثلا نجدها في منتصف الشارع وتعلو بكثير عن مستوى الشارع، وأخرى تتسبب في وقوع حوادث بسبب ارتفاعها، كما تقع الحوادث بكثرة مثل سقوط أحد الأطفال بسبب انكسار غطاء إحدى الغرف. تم توصيل الكهرباء في القرية في سبعينيات القرن الماضي، ورغم ذلك لم يتم عمل محولات جديدة تراعي الكثافة السكانية للقرية التي وصلت لنحو 200 ألف نسمة، مما جعل الأهالي يعانون من انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب خاصة في وقت الصيف في ظل درجة حرارة مرتفعة تصل لنحو 45 درجة مئوية. وأوضح حسن قاسم مواطن بالقرية، أن المسئولين في شبكة الكهرباء لايردون علي استفسار المواطنين ومطالبهم بوضع محولات وكابلات كهربائية جديدة، مما جعل الأهالي يتجهون لشراء المولدات علي حسابهم بسبب انقطاع الكهرباء لمدة قد تصل لنحو 24 ساعة متصلة، مطالبا بمحاسبة المسئولين. جدير بالذكر أن محافظ قنا أكد في تصريحات صحفية سابقة أنه سيتم توسعة محطة مياه شرب مدينة دشنا المقامة علي نهر النيل كي تكفي احتياجات القري ومنها قرية أبومناع بحري ..ويبقي السؤال هل تكون مبادرة حياة كريمة هي طوق نجاة للقرية؟