أكد الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية ضرورة توحيد الفتاوى الخاصة بالقضايا والموضوعات التى تهم الأمة الإسلامية بما يسهم فى تعزيز قوتها وتماسكها ومواجهة التحديات التى تعيشها، وحتى لا تصل إلى التشرذم والفرقة، مشددا على عوامل الوحدة التى تجمع الأمة بأدائها للشعائر وتمسكها بالتوحيد. طالب المفتى، اليوم الإثنين، بضرورة التصدى لفوضى الفتاوى لحماية المجتمع من مخاطرها، مبينا أن ذلك لا يأتى بالتشريع فقط وإنما من خلال منظومة متكاملة من الإعلام والثقافة والتعليم إضافة إلى الدور الذى تقوم به دار الإفتاء فى هذا الصدد. وأشار إلى ارتفاع طلبات الفتوى التى تتلقاها دار الإفتاء بمختلف الوسائل الإليكترونية والعادية التى توفرها حيث وصلت إلى نحو 400 طلب يوميا، مرجعا ذلك إلى حالة القلق والتشويش التى تسببت فيها بعض الفضائيات من خلال الفتاوى غير الدقيقة التى تصدرها مما يسبب بلبلة لدى المواطنين . ناشد الجميع بضرورة الرجوع إلى دار الإفتاء لطلب الفتوى الصحيحة فى مختلف القضايا الحياتية، خاصة ما يتعلق منها بالطلاق حيث بلغ عدد الفتاوى التى أصدرتها دار الإفتاء العام الحالى أكثر من 465 ألف فتوى شفهية ومكتوبة وهاتفية فى مختلف المجالات. وطالب جمعة بدراسة قانونية وعلمية لزيادة عدد الجرائم التى تطلب فيها المحكمة الإعدام ، مرجعا سبب هذه الزيادة للتكيف القانونى الذى تراه النيابة والمحكمة وإن لم يصل إلى مستوى الظاهرةالتى تستوجب الدراسة المجتمعية. وبين أن دار الإفتاء، فى إطار التعاون بينها وبين وزارة العدل فى ميدان القضاء الشرعى وعملا بالدستور بالرجوع إلى الدار عند إصدار أحكام الإعدام، تلقت 137 حكما حتى أول ديسمبر الحالى وتنوعت بين القتل والاغتصاب وجلب المواد المخدرة، وتم إبداء الرأى الشرعى فى بعضها ولا يزال البعض الأخر يخضع للدراسة والتحقيق لضمان العدالة. وأكد أهمية التروى والدراسة قبل إصدار أى تعليق على الأحداث العالمية التى تقع أو ما يتعلق منها بالشأن الدينى، مشيرا إلى أن تقرير الخارجية الأمريكى بشأن الحريات الدينية فى مصر والذى أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بيانا قويا علميا للرد عليه وثبت بعد دراسته ضرورة الرد على 7 ملاحظات وهو ما قام به مجمع البحوث الإسلامية. وأوضح أن دار الإفتاء وحفاظا منها على جزء مهم من تاريخ مصر فقد انتهت من أرشفة أكثر من 100 ألف فتوى رقمية وإليكترونية وإيداع نسخ ورقية وإليكترونية بدار الكتب والوثائق القومية وخزينة البنك المركزى المصرى كما انتهت من تنفيذ برامج التطوير المؤسسى لتاهيل الباحثين علميا وعمليا، وتحقيق افضل مستوى من الخدمات الشرعية المتطورة فى العالم.