أعاد كشف الإسكندرية الأثري الذي تم الإعلان عنه مساء أمس الجمعة سيرة الملكة الأشهر فى التاريخ وهى كليوباترا السابعة، حيث أعلنت البعثة المصرية الدومينيكانية التابعة لجامعة سانتو دومنيجو برئاسة الدكتورة كاثلين مارتينيز، والعاملة بمعبد تابوزيريس ماجنا بغرب الإسكندرية، في الكشف عن 16 دفنة أثرية في مقابر منحوتة في الصخر من طراز لوكلي "فتحات الدفن الحائطية" والتي شاع استخدامها في العصرين اليوناني والروماني. وأكدت وزارة السياحة والآثار في بيان لها أنه خلال العشر سنوات الأخيرة، عثرت البعثة على مجموعة مهمة من اللقى الأثرية التي غيرت تصورنا عن معبد تابوزيريس ماجنا، حيث عثر داخل جدران المعبد على عدد من العملات التي تحمل اسم وصورة الملكة كليوباترا السابعة، بالإضافة إلى العديد من أجزاء التماثيل التي يعتقد أنها كانت تزين ساحات المعبد فيما مضى، بالإضافة إلى الكشف عن لوحات تأسيس المعبد والتي أثبتت أنه تم بناؤه على يد الملك بطليموس الرابع. تقول الدكتورة ريهام حسن، المدرس بكلية الآثار بجامعة عين شمس فى تصريحات خاصة ل"بوابة الأهرام " إن الملكة كليوباترا السابعة هي آخر الملوك البطالمة فى تلك الحقبة التاريخية التي استمرت فيما يقرب من قرنين من الزمان، فهى ابنة بطليموس الثانى عشر الذي عرف بلقب الزمار، مؤكدة أن كل المراجع التاريخية تثبت أنه لكي يفوز البطالمة بولاء العناصر المختلفة التي يتكون منها سكان مصر فقد لجأوا إلى وسائل شتى كان في مقدمتها استغلال المعتقدات الدينية السائدة بين رعاياهم،. فتم ابتكار الديانة الجديدة المكونة من الثالوث المقدس وهو :سيرابيس،وإيزيس، وحربوقراطيس،وكانت هذه الخطوة بمثابه الركيزه الأولى لتأسيس دولتهم الجديدة التى تعرف بالبطالمة. وتضيف ريهام حسن أن العملات التى ترجع لعهد كليوباترا السابعة كانت متنوعة مابين عملات فضية وأخرى برونزية، حيث نجد أن النقود الفضية تحمل على الوجه رأس الملكة وعلى الظهر صورة النسر، وهو شعار العملة البطلمية منذ بدايتها، فكانت صور الملوك تتغير على وجه العملة مع ثبات صورة النسر البطلمي، وبالتالى امتد ظهوره على عملات كليوباترا فظهر واقفاً على الصاعقة وتحت جناحه الأيمن فرعي شجرة النخيل وأمامه تاج الآلهة إيزيس، وعبارة الملكة كليوباترا باللغة اليونانية، أما العملة البرونزية فكان الوجه أيضا عليه صورة كليوباترا السابعة وعلى الظهر النسر البطلمي واقفا على الصاعقة وأمامه قرن الخيرات ونفس العباره اليونانية. وتعتبر كليوباترا أول ملكة يتم وضع صورتها على العملة منفردة، على الرغم من اشتراك عدد من الملوك معها في فترة حكمها، هذا بالطبع إلى جانب صورها مع كل منهم. وتوضح الأثرية ريهام حسن أن هناك جدل كبير بين العلماء حول العملات التي تنتمي لعصر كيلوباترا السابعة من حيث تشابهها مع بعض الملكات البطلميات اللائى تم تصويرهن على العملة، حيث ملامحها الشخصية على العملة اختلفت من موقع إلى أخر ومن فئة إلى أخرى ومن مادة صنع إلى أخرى أيضا. وتضيف ريهام حسن أنه فى عدد من القطع تظهر كليوباترا السابعة فيها بصورة جميلة واضحة وفي مرحلة الشباب والجمال وفي قطع أخرى تظهر بصورة سيئة الملامح تفتقر إلى الجمال والأنوثة التى أشاد بها المؤرخون، وأحيانا تكون القطع غير واضحة المعالم بسبب عده عوامل ربما ترجع إلى ظروف المناخ،أو غير ذلك مثل المنطقة التي عثر عليها فيها،وفي بعض القطع ظهرت كامرأة عجوز ظهرت على ملامحها علامات تقدم العمر، وكان ذلك من الغرابة في عملتها حيث أنها لم تتجاوز عند وفاتها الأربعين عاما بل كانت في 39 من عمرها.
لمدة 21 سنة حكمت كليوباترا السابعة مصر وخلال تلك الفترة ظهرت العديد من العملات التي حملت صورا وشعارات تتعلق بشكل أو بآخر بهذه الفترة التاريخية، وتؤكد ريهام حسن من كلية آثار عين شمس أنه نستطيع تقسيم العملات فى عهد كليوباترا السابعة إلى ثلاث مجموعات رئيسية، منها مجموعة العملات التي تم سكها في الإسكندرية، و مجموعه العملات التي تم سكها في قبرص، وأخرى تم سكها في سوريا،وتنوعت مجموعة العملات التي تم سكها في الإسكندرية والتي تنوعت ما بين العملات ذات فئة ال 40 دراخمة، ويظهر عليها الحرف اليونانى Μ،وفئة أخرى تمثل ال80 دراخمة،ويظهر عليها الحرف اليونانىΠ،وهى الرموز التى استمر استخدامها فى الفترات الأولى من حكم الرومان لمصر، وهو عهد الإمبراطور أغسطس. بالإضافة إلى استمرار ظهور العملات من فئة ال 4 دراخمات (التترادراخمة) ذو العلامة ΠΑ علامة دار سك الإسكندرية والتى تعتبر امتداد لشكل العملات التي ظهرت في عهد بطليموس الثاني عشر، حتى أنها كانت تظهر بنفس الصورة الشخصية لبطليموس الثانى عشر. وأسفر الكشف الأثري الأخير فى المنطقة التى يخمن بعض الباحثين الأثريين بنوع من الظن والشك أنها تحتمل أن تكون تضم مقبرة كليوباترا السابعة العديد من القطع الأثرية المهمة، حيث أوضحت الدكتورة كاثلين مارتينيز، أنه تم العثور على مومياوات عليها بقايا تذهيب وتحمل زخارف مذهبة تظهر المعبود أوزوريس إله العالم الآخر، بينما ترتدي المومياء الأخرى على رأسها تاج الآتف والمزين بقرون وحية الكوبرا عند الجبين، أما عند صدر المومياء تظهر زخرفة مذهبة تمثل القلادة العريضة يتدلى منها رأس الصقر رمز المعبود حورس. الدكتور خالد أبو الحمد مدير عام آثار الإسكندرية، قال إن البعثة عثرت خلال هذا الموسم على عدد من اللقى الأثرية أهمها قناع جنائزي لسيدة، وثمانية رقائق ذهبية تمثل وريقات اكليل ذهبي، وثمانية أقنعة من الرخام ترجع إلى العصرين اليوناني والروماني، وتظهر هذه الأقنعة دقة عالية في النحت وتصوير ملامح أصحابها. كشف الاسكندرية عملات كليوباترا عملات كليوباترا الدكتورة ريهام حسن كلية الاثار جامعة عين شمس كليوباترا وابنها قيصرون بمعبد دندرة بقنا احدي تماثيل كليوباترا