في ظل الانقسام السياسي الحاد والأزمات الاجتماعية والصحية التي تشهدها الولاياتالمتحدة، سادت حالة من الترقب والتوتر لدى كبرى الشركات الناشرة للإعلانات على الإنترنت، حيث تابع الناشرون في أنحاء الولاياتالمتحدة مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وهم على أهبة الاستعداد لحظر أو إيقاف أو تعديل الإعلانات للحيلولة دون ظهورها في المواقع التي تنشر الأخبار الكاذبة أو المحتويات التي تحرض على العنف والكراهية خلال أو بعد مراسم التنصيب . فقبل ساعات من تنصيب بايدن، اتخذ بعض « الناشرين» للمحتوى الإعلاني على الإنترنت قرارا حازما بحظر الإعلانات على المواقع الإخبارية بشكل كامل، تماما كما حدث خلال أحداث الشغب عندما اقتحمت مجموعة من أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب لمبنى الكونجرس «الكابيتول هيل» في العاصمة الفيدرالية واشنطن. غير أن ذلك الحظر استمر 48 ساعة فقط وبعدها عاد المحتوى الإعلاني في الظهور على نفس المواقع . وبشكل عام، ونظرا لأهمية الإعلان في تمويل غالبية المواقع المجانية على الإنترنت سواء منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع الإخبارية، فإن بعض الشركات الناشرة للإعلانات ترى أن الحظر التام لا جدوى منه والأفضل في ظل هذه الأزمات الوطنية أن يتم اعتماد تقنيات تكنولوجية أكثر دقة تسمح بعرض المحتوى الإعلاني في الموقع المناسب بدون أن ينزلق ذلك المحتوى إلى المواقع التي تساعد في نشر الشائعات وتروج للعنف، وبذلك يكون قد تحقق التوازن بين الحفاظ على سلامة العلامة التجارية للمعلنين وبين المسئولية الاجتماعية للشركات الناشرة للإعلانات في ظل أي أزمة تواجهها البلاد. ورغم أن أصحاب العلامات التجارية دائما ما يريدون تجنب عرض إعلاناتهم على مواقع تقدم محتوى يحرض على العنف أو الكراهية على سبيل المثال، فوفقا لتقارير إعلامية أمريكية، فإنه خلال الفترة من أكتوبر 2020 إلى منتصف يناير 2021 ، قام1688 ناشرا بتشغيل 8776 إعلانًا على مواقع إلكترونية مصنفة على أنها تنشر أخبارا مزيفة ونظريات المؤامرة حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، وذلك وفقا لمركز» نيوز جارد» لتتبع المعلومات المضللة للانتخابات. وتحث بعض الشركات الإعلانية عملاءها تشغيل عدد محدود من الإعلانات بدلاً من حظرها خلال فترة التنصيب طالما أنهم يشترون إعلانات من قوائم المواقع المعتمدة. ورغم ذلك فإن غالبية الشركات تتخذ اتجاها أكثر صرامة مع « مواقع السوشيال ميديا» التي تعد مركزا ضخما لنشر الشائعات ومساهما كبيرا في نشر المحتويات التي تحرض على الفوضى ، ولذلك تفضل معظم الشركات الناشرة حظر المحتوى الإعلاني على السوشيال ميديا خلال يوم التنصيب أو اعتماد تقنية القوائم السوداء على أقل تقدير لضمان تجنب العرض على المواقع غير المرغوب فيها .