لا يوجد شعب أمريكي واحد ولكن يوجد شعوب عديدة من مختلف بلاد العالم تعيش على أرض الولاياتالمتحدة؛ والدليل هو المصطلحات المتداولة هناك؛ ومنها (أمريكي من أصل إفريقي) و(أمريكي من أصل إسباني) وغيرها. ما يوحد الأمريكان 3 أشياء، الأول عدم وجود رؤية واحدة يفرضها فريق على آخر فكل مواطن (حر) في فعل ما يريد ما لم يخالف القانون، ولكن الأهم ما توفره مظلة الدولة الأمريكية من حماية لمواطنيها استنادًا لقوتها العسكرية ومستوى معيشة يحلم به كثير من شعوب العالم الفقيرة. ولكن الحرية التي يتمتع بها المواطن الأمريكي قد تنقلب في أي لحظة لتكون عنصر تقسيم وليس وحدة؛ لأنه حر غير ملتزم بأعراف مجتمعية لا يجوز الخروج عليها؛ خاصة إذا فقدت الولاياتالمتحدة أي سبب من أسباب تميزها العسكري والاقتصادي. ويزيد من خطورة الأمر أن الأمريكي بطابعه غير معتاد على التضحية فهو يريد أن يحكم العالم، ويملك أقوى جيش وأقوى اقتصاد دون أن يدفع الثمن من دماء أبنائه أو من قوته اليومي إذا لزم الأمر. حجم الديون الأمريكية حاليًا مشكلة كبرى، وكذلك محاولات تقليل الاعتماد على الدولار كعملة دولية، وصراعها مع الصين مشكلة أكبر، والتوتر العرقي داخليًا خاصة مع ذوي الأصول الإفريقية مشكلة أيضًا. ما حدث في الانتخابات الأخيرة وبعدها هو قمة جبل جليد يخفي تحت السطح مشكلات أخرى تتفاعل لكنها لم تظهر بعد، وأي تراجع أمريكي عن مكانتها الدولية اقتصاديًا وعسكريًا أمام الصين سيفتح الباب لتغيرات كبرى. أمريكا التي نعرفها لن يكون لها وجود بعد 10 سنوات.