أثارت قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن تأجيل امتحانات نصف العام واستكمال الدراسة عبر الأون لاين ترحيبا كبيرا في مختلف الأوساط الشعبية وبعثت برسالة اطمئنان للأسر المصرية على صحة وسلامة أبنائهم الطلاب مع تزايد معدلات الإصابة بفيروس كورونا. وثمن أطباء قرارات الرئيس السيسي وأكدوا أنها ستحد من انتشار الوباء في مصر وتعكس حرص الرئيس على صحة المصرييين. وتضمنت قرارات الرئيس السيسي، بأن تكون إجازة نصف العام من 16 يناير حتى 20 فبراير المقبل، وإجراء الامتحانات عقب إجازة نصف العام في حالة استقرار أعداد إصابات كورونا أو تأجيلها للعام الدراسي الثاني، كما وجه باستكمال الدراسة لمدة أسبوعين من المنزل اعتبارا من الثاني من يناير المقبل، وإجراء امتحانات المرحلة الثانوية الصفين الأول والثاني من المنزل بنظام التابلت. وأكد عدد من الأطباء والتربويين ل "بوابة الأهرام"، أن هذه القرارات مهمة جدا في الوقت الحالي، وتعد هدية من الرئيس السيسي للمصريين بمناسبة السنة الجديدة، وتؤكد خوف الرئيس والدولة بشكل عام على أبنائها، مشددين أن الوضع الحالي يحتاج إلى هذه الإجراءات الصارمة لأن ذروة كورونا في شهر يناير وفبراير، ولابد من منع تفشي الفيروس. قرارات ثمينة الدكتور عبد العظيم الجمال أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة قناة السويس، أكد أن قرارات الرئيس جاءت لتثلج قلوب أولياء الأمور والطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمعلمين، حيث ازدادت حدة ووتيرة الموجة الثانية من فيروس كورونا في الأيام الأخيرة، وأصبحت أعداد الإصابات والوفيات مخيفة جدا، وكان الجميع ينتظر من وزارتي التعليم والتعليم العالي اتخاذ هذه القرارات منذ أن بدأت أعداد الإصابات في الارتفاع مرة أخرى. كما أكد ل "بوابة الأهرام"، أنه قد تم بالفعل تدريس غالبية المناهج، لذلك كان ينادي دائما بوقف الدراسة بالنظام الحالي واستمرارها بنظام الدراسة عن بعد، وجعل الامتحانات "أون لاين"، حفاظا على صحة الطلاب وأساتذة الجامعات والمدارس والعاملين بها. خطة بديلة ويرى أستاذ المناعة بجامعة قناة السويس، أن المعضلة الرئيسية في الترم الثاني إذا استمرت أعداد الإصابات والوفيات في التزايد، لذا فلابد لوزاراتي التعليم والتعليم العالي إعداد خطة بديلة من الآن تعتمد على الدراسة عن بعد وكذلك تقييم وامتحان الطلاب عن بعد خاصة في الكليات ذات الكثافة الطلابية العالية، ولابد من توفير الدعم الفني واللوجستي والبنية التحتية لتطبيق هذا النظام. ويتفق الجميع أن لا استغناء عن الصحة والتعليم، لذلك يؤكد "الجمال"، أنه لابد من الحفاظ على صحة أبنائنا الطلاب واستمرار العملية التعليمة على النحو الأمثل بما لا يعرض صحتهم وصحة أعضاء هيئة التدريس للخطر. الكرة في ملعب المواطن وثمن الدكتور عبد العظيم الجمال، قرارات الرئيس السيسي، مؤكدا أنه بعد هذه القرارات الصائبة التي تأخرت الوزارات في اتخاذها أصبحت الكرة في ملعب الأسر المصرية، لذا لابد من الحفاظ على أنفسهم من خطر العدوى، وعدم الخروج من المنازل إلا عند الضرورة القصوى وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي على النحو الأمثل، وكذلك منع الطلاب من الذهاب إلى الدروس الخصوصية، فمع قرارات الرئيس والتزام المواطنين سنعبر من هذه الأزمة بسلامة. منع تفشي الفيروس ويؤكد الدكتور محمد البيلي أستاذ طب الأطفال، أن هذا القرار صائب خاصة في هذا التوقيت، لأن السلالة الجديدة لكورونا والموجة الثانية للفيروس، تستهدف الصغار وسريعة الانتشار وتعد أخطر، لذا كان من الضروري غلق المدارس حفاظا على صحة الطلاب، وكذلك المعلمون لأن التجمعات بالمدارس تنشر العدوى بشكل أكبر، والأهم حاليا صحة المواطن، وهذا ما تشير إليه قرارات الرئيس. ويبين أستاذ طب الأطفال، أن هذه القرارات طوق النجاة من زيادة عدد الإصابات، مع التزام الجميع بعدم الخروج من المنزل إلا بالضرورة القصوى، والالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية، وارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وبذلك سوف نحد من انتشار الموجة الثانية في مصر. التأثير العلمي ومن الناحية التعليمة، ترى الدكتورة بثينة عبد الرؤوف الخبيرة التربوية، أن قرارات الرئيس عبد الفتاح السيسي مهمة جدا رغم أنه كان يجب على وزارة التعليم أن تتخذها منذ أكثر من أسبوع، لمنع تفشي فيروس كورونا، خاصة في هذه الفترة التي تعد بداية لذروة الموجة الثانية للفيروس، وازدادت الإصابات بين الطلاب والمعلمين خلال هذه الفترة. وتؤكد أن التدريس بالمدارس ينتهي بشكل عام يوم 15 ديسمبر ويذهب الطالب للمدرسة للمراجعة حتى موعد الامتحانات فقط، ومع التعليم عن بعد والمحطات التليفزيونية التي بثتها وزارة التربية والتعليم، والبرامج الالكترونية، كان الطلاب يذهبون للمناقشة حول ما يدرسون الكترونيا، وكانت المدرسة ليس لها أي دور أو أهمية هذه الفترة، لذا لا يؤثر علميا على الطلاب غلق المدارس. ماذا لو تم تأجيل الامتحانات للعام الدراسي الثاني؟ تجيب الخبيرة التربوية، أن التعليم منذ سنوات كان يحدد مصير الطالب بامتحان واحد في العام، فإذا حدث وتم تأجيل الامتحانات للعام الدراسي الثاني، فلا يوجد أي مشكلة أو أزمة بل إنه شىء جيد، فالامتحان سيعتمد على المادة العلمية التي درسها الطالب وما حصله في العام الدراسي بالكامل، وهذا شىء جيد لا يضر أحدا، ولا يظلم الطلاب.