سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تربويون: التعليم عن بُعد حجر أساس لتحقيق نهضة حقيقية.. "وزارة التعليم" تمد الطلاب بأحدث وسائل التكنولوجيا المتطورة.. شحاتة: المستقبل في التعليم عبر الوسائط.. والتطبيقي سيتم في المعامل
بات السؤال عن مستقبل التعليم عن بُعد مُلحًا بعد أن شهد العام الدراسي توجهًا رئيسيًا في استخدام التكنولوجيا لإجراء الاختبارات والامتحانات، وللتواصل بين المعلمين والطلاب على مستوى جميع المراحل الدراسية، وهي الخطوة التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ضمن إجراءات الدولة الاحترازية لمواجهة انتشار وتفشي فيروس "كورونا" المستجد. ووفقًا لتصريحات الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، فإن قفزة كبيرة حدثت في استخدام منصات التعلم عن بُعد بسبب التأثيرات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ما دفع الوزارة إلى تزويد طلابها بتكنولوجيا؛ منصات التواصل عن بُعد والمكتبات الإلكترونية. خطوات سبقت أزمة "كورونا" يقول الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، إن التعليم الإلكتروني، والتعليم عن بُعد، العمود الفقري لمنظومة تطوير التعليم في مصر، موضحًا: "مُنذ عاميين، بدأ استخدام بنك المعرفة، باعتباره أكبر مكتبة إلكترونية في الشرق الأوسط، بالإضافة لاستخدام التابلت في العملية التعليمة للصفين الأول والثاني الثانوي، وتم تدريب المدرسين والتلاميذ، في مراحل سنوات النقل، على استخدام التطبيقات النقالة بجميع أنواعها". ويضيف شحاتة ل"البوابة نيوز": "قبل كورونا، الطلاب استطاعوا أن يتعاملوا بنجاح مع تقنيات التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية"، مؤكدًا أن الهدف الذي تسعى إليه الدولة، هو التوسع في التعليم عن بُعد، لمنع التزاحم والاختلاط في المدارس، حيث أبدت وزارة التربية والتعليم اهتمامًا واضحًا بالتعليم الإلكتروني قبل أزمة كورونا، بإنشائها للفصول الافتراضية، والمنصات التعليمية، والمكتبة الإلكترونية التي تحتوي على مناهج رقمية تفاعلية تتضمن كافة المناهج التعليمية. ويشير الخبير التربوي إلى أن العام الدراسي القادم سيشهد نوعين من التعليم؛ الأول وجهًا لوجه في الجانب العملي والتطبيقي، والثاني التعليم عن بُعد في الجانب النظري، ما يقلل من المصروفات، ويساعد على؛ سرعة التواصل بين المُعلم وطلابه، منوهًا بأنه تم التوسع في الطاقة الاستيعابية لشبكات الإنترنت، وقواعد البيانات المطلوبة، خلال السنوات الماضية، حيث تستخدم الوزارة 3 محاور رئيسة في التعليم عن بُعد هي؛ التعليم، والبحث، والتقويم وإجراء الامتحانات. التعليم الهجين في المدارس والجامعات من ناحيته، يقول الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوي، ورئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، إن التعلُم عن بُعد كان ضرورة مُلحة لتطوير التعليم في فترة انقطاع الدراسة بسبب كورونا، خاصة وأن التعليم وجهًا لوجه في ظل الجائحة يشكل خطورة على حياة الطلاب والمعلمين. ويُتابع مسعد ل"البوابة نيوز": "وزارة التربية والتعليم كانت موفقة جدًا في إدارة منظومة التعليم عن بُعد أثناء الجائحة، لأن التعليم االإلكتروني خطة بدأتها الوزارة قبل أزمة كورنما بعامين، كما حدث مع طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي، واستخدامهم للتابلت، ما سهل من استخدامه في ظل كورونا، كما أن الوزارة لديها الاستعدادات والبنية التحتية اللازمة لاستخدام نظام التعليم عن بُعد". ويؤكد رئيس قطاع التعليم الأسبق، أن الأعوام الدراسية القادمة ستشهد تغيرًا جذريًا في منظومة التعليم، موضحًا: "التعليم بعد كورونا لن يكون مثل التعليم بعد كورونا، بمعنى آخر أن العام القادم في المدارس والجامعات لن يشهد طالبًا يذهب إليهما لمدة 6 أيام في الأسبوع، لكن فقط يومين أو ثلاثة على الأكثر لتعلم الأنشطة والمهارات وتلقى التعليم وجهًا لوجه، أما الأيام الأخرى فسيظل في منزله، ليتلقى تعليمه النظري عن بعد، وهو ما يُعرف بالتعليم المُدمج أو الهجين". ويشير مسعد، إلى أن التعليم عن بُعد سيساهم في تقليل كثافة الفصول والمدرجات، مُضيفًا: "أزمة كورونا قدمت تجربة في التعليم قابلة للنجاح، ولن تكون استثنائية، بل جزءًا من التعليم المصري في المدرسة والجامعة، وحاليًا يتم التخطيط لتوزيع أيام الأسبوع بين التعليم عن بُعد والتعليم وجهًا لوجه، والمجتمع لم يكن يقبل التعليم عن بُعد قبل أزمة كورونا، لأننا نخشى من التغيير".