ونحن على بعد خطوات قليلة من نهاية عام 2020 الذي شهد حزمة هائلة من المصاعب والتحديات، لعل أبرزها وأخطرها كان وباء كورونا بكل تداعياته الإنسانية والاقتصادية، أعتقد أن هناك سؤالا يلح علي ذهني وعلي خاطري هو كيف استطعنا رغم كل هذه المصاعب والتحديات التي داهمتنا على غير موعد في 2020 أن ننجز الكثير وأن نسقط كل الرهانات الخائبة لأعداء مصر علي اختلاف أسمائهم واختلاف انتماءاتهم بأن عام 2020 هو عام الانقضاض علي كل ما تحقق علي أرض مصر بعد ثورة 30 يونيو 2013؟ لقد خاب ظنهم وسقط رهانهم لأنهم فشلوا فشلا ذريعا في أن تصبح لهم قيمة في نظر المصريين الذين لم يصموا آذانهم فقط عن الاستماع للأكاذيب والشائعات والروايات المفبركة التي يجري بثها ليل نهار علي شاشات الفتنة والتحريض وإنما لأن المصريين تيقنوا من أنهم كانوا علي حق في صحوتهم الكبري في 30 يونيو عام 2013 بعد أن أثبتت الأيام وأكدت الأحداث علي مدي 7 سنوات أن هؤلاء مجرد دمي تحركها خيوط مشدودة وراء الحدود. كان عام 2020 في أجندة حلف الشر والكراهية المعادي لمصر هو بمثابة ساعة الصفر التي توهموا أنها الأنسب لهم لتكثيف عمليات الشوشرة وبث السموم ولكن طلقاتهم الفشنك ذهبت أدراج الرياح بل وارتدت إلي صدورهم مثلما ترتد ذخائر الأسلحة الفاسدة إلي صدور من يدوسون علي أزندة البنادق، لأن خطابهم السفيه لم يكن يحوي أي أساس فكري أو أساس اقتصادي أو مرتكز اجتماعي جاذب ومن ثم ازداد تمسك المصريين بالحلم الذي بدأ يتحقق وتظهر معالمه علي أرض الواقع، خصوصا أن عام 2020 لم يترك مجالا للاختيار أمام المصريين سوي الإمساك بالحلم الذي يتحقق أمام أعينهم ساعة بعد ساعة ولحظة بعد لحظة ويستوجب الإمساك به وتدعيمه ومنحه قوة الحياة وقدرة الاستمرار. وأظنني لست بحاجة إلي الحديث عن تفاصيل الحلم الذي تحقق في محطات الكهرباء العملاقة ومشروعات مياه الشرب الضخمة وشبكة الطرق والجسور، ليس في القاهرة فقط وإنما علي امتداد الوادي بأكمله، مع برنامج قوي لاستعادة الوجه الحضاري لمصر وإعادة الاعتبار لنهر النيل والترع المتفرعة منه وتطهير البحيرات والبواغيز لإنعاش حركة صيد الأسماك.. و.. و.. والقائمة تطول! خير الكلام: الغباء هو فعل نفس الشيء أكثر من مرة بنفس الأسلوب وانتظار نتائج مختلفة!