أثار خبر اعتقال السلطات الأمريكية للكاتبة الصحفية منى الطحاوى اليوم الأربعاء جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر وفيسبوك"، وذلك عقب تداول عدد من النشطاء فيديو لها، وهي تقوم بتمزيق إعلان مسيء للنبي محمد فى عربة مترو الأنفاق. وأثار قيامهم تمزيق الإعلان تساؤلات كثيرة، حيث يأتي مناقضًا لمواقفها، فقد سبقت واتهمت جامعة ييل ب"الجبن" فى إحدى مقالاتها بجريدة "واشنطن بوست"، لتراجعها وخوفها من نشر صور مسيئة للرسول فى كتاب كان سيصدر عن قسم النشر التابع للجامعة. وتعد الطحاوى شخصية صاحبة آراء متغيرة، فهى تلك الصحفية التى عُرف عنها معارضتها لجماعة الإخوان المسلمين، ثم نجدها تدافع عنهم، بعد حوار أجرته مع مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف، وقامت بتسجيل انطباعاتها عن الحوار، في مقال كتبته في صحيفة "فور وارد اليهودية الأسبوعية" أشارت خلالها إلى حق الإخوان في العمل السياسي في مصر، باعتبارهم "الرجل الأخير الواقف" في مقابل الحكومة المصرية، مشيرة إلى حدوث تغير إيجابي في الخطاب السياسي للجماعة خلال السنوات الأخيرة". وأضافت فى مقالتا، قائلة: "باعتبارى مسلمة مصرية ليبرالية علمانية، أعتقد أنني يجب أن أدافع عن وجود الإخوان في المسرح السياسي في مصر، مبررة ذلك بقولها: "إذا لم أفعل هذا، فإنني إذن مذنبة تماما مثل النظام، الذي سحب الأكسجين من الجسد السياسي". وفى الوقت الذى تهاجم فيه الطحاوي الحجاب والنقاب، وهو ما جعل بعض الأصوات المصرية تطالب بإهدار دمها، لقبتها بعض المنظمات الإسلامية فى أمريكا "قائدة مستقبل الإسلام"، حيث هاجمت الطحاوي الحجاب والنقاب، فى أكثر من مقالة لها، بل اعترفت فى مقالات نشرت عنها، أنها كانت محجبة لتسع سنوات، وأنها عانت خلالها الكثير من عمليات التحرش الجنسي من قبل الرجال، وأن ما عانته وهي محجبة في مصر لم تشهد له مثيلاً حتى أثناء إقامتها في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد أشارت فى مقال لها قائلة: "ارتديت غطاء الرأس طوال تسع سنوات. وقد ساهم جدل حصل بيني وبين امرأة ترتدي الحجاب الكامل في مترو أنفاق القاهرة في حسم قراري برفض الدفاع عنه، فقد سألتني المرأة التي تلتحف بالسواد من رأسها حتى إخمص قدميها: لماذا لا أرتدي الحجاب الكامل؟ فأشرت إلى حجاب الرأس الذي أضعه وسألتها "أليس هذا كافياً؟" فقالت "إذا أردت قطعة حلوى، هل تختارينها غير مغلّفة أم مع غلاف؟" أجبتها "لست قطعة حلوى.. ليست النساء قطعة حلوى". عملت منى الطحاوي، مديرة تحرير القسم العربي لمنظمة أخبار المرأة الدولية في نيويورك، ومراسلة سابقة لوكالة رويترز للأنباء والجارديان البريطانية، وانتقلت إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ 9 أعوام لتعمل هناك كاتبة ومحاضرة فى شئون الشرق الأوسط والإسلام. وتظهر مقالاتها فى عدد من الصحف الأمريكية الشهيرة، كما أنها تكتب عمودا بصحيفة بوليتيكن الدانماركية، وشاركت في الحوارات التي تبعت أزمة الرسوم الكاريكاتيرية، التي نشرت في الدانمارك عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أواخر 2005. كما فازت الطحاوى أيضًا بجائزة "إلياف سرتاوى" لصحافة الشرق الأوسط، التي تمنح للمقالات التي تهدف لزيادة التفاهم بين العرب والإسرائيليين.