سيطرت الشهوات عليه وفشله في ارتكاب المزيد من الرذيلة، دفعه للانتقام من عشيقته عبير فقتل طفلتها بوحشية أثارت التساؤلات.. "بأي ذنب قتلت؟" فما تزال فجر طفلة في عمر الزهور.. ولماذا ذابت عظامها وألقيت بقاياها في الصرف الصحي؟ تجرد القاتلان من كل مشاعر الإنسانية (عيد المتهم الأول، والثاني ابن عمه سمير) اتفقا على خطة لاستدراج الطفلة "فجر – 12 سنة" بعيدا عن مسكنها الجديد بشارع العروبة بالطالبية وقتلاها وحاولا إخفاء الجريمة بأبشع الطرق بعد أن اطمأنت الصغيرة للأول، فقد كان صديقا للأسرة في مسكنهم القديم بحي بولاق الدكرور. بدأت معالم الجريمة تتضح ببلاغ من أسرة الطفلة لقسم شرطة الطالبية يفيد بتغيبها عن المنزل ومعها هاتفها المحمول، وعلى الفور وجهت مديرية أمن الجيزة بسرعة كشف غموض حادث اختفاء الصغيرة وضبط مرتكبي الواقعة. كشفت التحقيقات أنه في الآونة الأخيرة ارتبطت أسرة الطفلة المتغيبة بشخص يدعى (عيد م س ب) يعمل سباكًا والذي تعرف على "عبير" والدة الطفلة المتغيبة منذ حوالي عامين أثناء تردده على شقتها يومين متتاليين لإجراء بعض إصلاحات السباكة، وتطورت المعرفة إلى علاقة عاطفية حتى عاشرها معاشرة الأزواج بمنزلها وتعددت اللقاءات الجنسية بينهما وقاما بتحرير عقد زواج عرفي رغم أنها لا تزال متزوجة من "أسامة. ع" والد أبنائها. احتل المتهم مكانة طيبة في قلوب أبناء "عشيقته عبير"، بمن فيهم الطفلة "فجر" فقد كان يتصل بوالدتهم عبر هواتفهم المحمولة، ويقدم لهم الهدايا باستمرار، حتى اتفق مع الأم برفع دعوى خلع من زوجها، ليتمكنوا من الزواج، إلا أن "عبير" تراجعت عن تلك الدعوى منذ حوالي شهر قبل اختفاء ابنتها. وأجبرت أسرة الطفلة على ترك منزل بولاق الدكرور هربًا من "العشيق" لافتضاح العلاقة بين (عيد، وعبير) التي أصبحت حديث أهل المنطقة وتوجهوا إلي منطقة الطالبية، إلا أنه استمر في الضغط عليها بمطارتها ليكمل علاقتهما الآثمة، ولكنها رفضت المثول لرغباته وتهربت منه، فعقد العزم على الانتقام وقرر إزهاق روح الطفلة انتقاما من أمها. أكدت التحريات أن المتهم الأول "عيد" كان برفقه الطفلة "فجر" بمنطقة سكنها بالطالبية قبل وقت اختفائها واصطحبها عبر المواصلات إلي منزل ابن عمه "سمير" في بولاق الدكرور، مما أثار الشكوك حولهما، وأمرت النيابة باستدعائهما والمثول للتحقيقات. أنكر المتهمان في بدء الأمر واقعة خطف الطفلة فور ضبطهما، وتلاحظ وجود غرز جراحية حديثة برأس "عيد" وبمناقشته عن سببها فافتعل حادثة وادعى أنها جراء الاعتداء عليه من مجهولين وقاموا بسرقته أثناء سيرة بطريق كرداسة. وبتضييق الخناق عليهما انهارا واعترفا سويا بارتكاب الجريمة باستدراج الطفلة "فجر" لمسكن "سمير" وإزهاق روحها دون شفقة ولا رحمة ببراءة طفولتها. وخلال التحقيقات اعترف "عيد" بأنه اتصل يوم ارتكاب الجريمة بالطفلة "فجر" وطلب منها مقابلتها بعد أن أغراها بشراء هاتف محمول جديد كهدية لها، مستغلا حداثة سنها واطمئنانها له، وبالفعل توجها إلى منزل ابن عمه "سمير" وجلب لها "عيد" بعض الحلوى، وصعدا لمنزل ابن عمه الذي أخلى الشقة تمهيدا لجريمتهما بإرسال نجلته "شيماء" للإقامة مع شقيقتها يومين بحجة تغيبه عن المنزل لظروف العمل. مكث المتهمان مع الطفلة "فجر" حوالي ساعتين بالشقة ثم قام "عيد" بوضع لاصق طبي على عينيها لتقديم المفاجأة التي وعدها بها واصطحبها المجرمان لشقة أخرى بالدور الأخير لإعطائها "التليفون الجديد" وفور دخولهم قيداها، وفي هذه الأثناء انتاب "سمير" حالة من الهيستريا وأخذ يلوح بقطعة حديد يمينا ويسارا وتعدى على الصغيرة وضربها ثلاث مرات على رأسها وهو مغلق عينيه، فأصيب رفيقه "عيد" هو الآخر في رأسه. ترك المجرمان الطفلة على قيد الحياة حوالي ساعة وتشاجرا سويا جراء إصابة "عيد"، وأخيرا اتفقا على قتلها، فالأول شل حركتها والثاني كتم أنفاسها بيده حتى تأكد من موتها وجلس القاتلان بجوار جثتها حتى الصباح ثم جرداها من ملابسها ووضعا جسدها ببرميل مليء بمادة "البوتاس" الكاوية وسلطا النار صوب البرميل حتى تحلل الجثمان عدا بعض العظام. ولإخفاء معالم جريمتهما والاحتفاظ بما تبقى من عظام الطفلة بعيدا عن الأعين، قاما بإنشاء وصلة صرف صحي بدورة المياه بها كوع لأعلى وسكب بها سائل البوتاس وبقايا جثتها المتحللة بالصرف الصحي للتخلص منها وموارتها نهائيا. ولم يكتف الآثمان بما فعلاه من جرم في حق الطفلة البريئة التي قتلاها بغير ذنب بل أرادا التربح من ورائها، فقد أوهما والديها أن نجلتهما لا تزال على قيد الحياة وساوماهما على مبلغ 50 ألف جنيه لإعادتها وإطلاق سراحها، إلا أن أجهزة البحث الجنائي وباستخدام التقنيات الحديثة نجحت في تتبعهما والقبض عليهما واعترفا بكامل تفاصيل الجريمة. أسندت النيابة العامة للمتهمين خطف وقتل المجني عليها الطفلة "فجر. أ" عمدا مع سبق الإصرار وسرقة هاتفها المحمول. وأخيرا حددت محكمه استئناف القاهرة برئاسة المستشار عبده أحمد عطية الأودن 13 يناير المقبل لنظر أولى جلسات محاكمة سباك وابن عمته في قضية خطف وقتل الطفلة "فجر" مع سبق الإصرار والترصد.. والتي ستعقد أولى جلسات المحاكمة أمام الدائرة 30 جنايات الجيزة.