عبدالمحسن سلامة «هو بالفعل عمل خاص وفريد، ليس لأنه أدب الرسائل، وليس لأن هذا الأدب بات نادرا فحسب، أو لأنه رسائل متبادلة بين زوجين (الروائية منى الشيمى، والكاتب أسامة الرحيمى، الصحفى ب«الأهرام»)، فى زمن عزت فيه العلاقات الزوجية السعيدة، بل تأتى فرادته فى جرأة إعلان مشاعر كل منهما تجاه الآخر على الملأ، وبلا تحسب، فى مجتمع ينادى فيه الزوج زوجته باسم ابنها، خاصة فى حضور أحد، لأن كل ما يمت إليها عورة، بما فيه الاسم، ولأنها أيضا تمردت على شكل أدب الرسائل المعتاد بكل خصائصه». ما سبق جزء من المقدمة، التى كتبها الناشر لكتاب «صباح الخير يا منى.. رسائل بنت الشيمى وابن الرحيمى»، وهو كتاب رائع، عبارة عن الرسائل المتبادلة بين الزوجين فى أثناء فترة الحجر الصحى، التى تم فرضها على مدينة الغردقة بسبب جائحة «كورونا». ولأن الزميل أسامة الرحيمى هو نائب رئيس تحرير «الأهرام»، فقد فوجئت حينذاك باتصال منه يخبرنى بأنه محجوز فى الغردقة، هو وزوجته، وأنه لا يستطيع الخروج إلا بعد انتهاء فترة الحجر، وبالتالى لن يستطيع القدوم إلى عمله بالأهرام. طمأنته، وتفهمت المشكلة، ومرت الأيام، وحضر الزوجان إلى مكتبى، ومعهما هذا الكتاب الرائع، كحصيلة لفترة الحجر الصحى. استمتعت بقراءة الكتاب، وضحكت من قلبى، وهو كتاب يعيدك إلى الزمن الجميل، زمن الرسائل والمشاعر، والمشاكسات الزوجية اللطيفة. ربما تكون الآثار الجانبية الإيجابية لجائحة «كورونا» أنها أعادت لم شمل الأسرة من جديد، وأنها أتاحت وقتا أطول للقراءة، والذكريات، وإعادة ترتيب الأوراق. الكتاب ترجمة للعلاقة الروحية، والفكرية، والعاطفية، بين أديبة تمضى فى طريقها برسوخ وتؤدة، وصحفى صاحب تاريخ مهنى عظيم فى الصحافة الثقافية، ووجد كل منهما فى الآخر شريكا مناسبا لما تبقى من سنوات حياته، وكانت النتيجة هذا الكتاب الرائع، والفريد، والمتميز.