أحمد عبدالتواب كلمة عابرة من المبادرات الجميلة للشابات والشباب المصريين الراغبين بجدية فى المشاركة فى البناء، أنهم يتطوعون بالقيام بأعمال تجميل للمشروعات الجديدة التى يتحمسون لجدواها ولقدرتها على إحداث نقلة فى حياة المصريين، فضلا عن أن مشاركتهم تنطلق أساسا من إحساسهم الفنى الأصيل الذى يريدون له أن يتجسد فى الواقع وأن يحظى بأكبر جمهور ممكن. وقد اتسعت هذه الظاهرة الإيجابية ولم تتوقف عند القاهرة وحدها، بل امتدت إلى عدد من المحافظات، مثل أسيوط والمنيا ودمياط والمنوفية والغربية وكفر الشيخ، وغيرها. حيث أصبح من المناظر المألوفة أن يجتمع عدد من الفنانات والفنانين الشباب ليرسموا على جدران المنشآت الجديدة. ومن هذه الأعمال الرائعة كان تجميل الأحياء الجديدة المخصصة لانتقال سكان العشوائيات الخطيرة، فرسموا على جدران العمارات والنوادى والمساجد والكنائس والمصالح الحكومية، وحتى المجمعات التجارية..إلخ، مما أضفى على البيئة الجديدة جمالا أظهر عظمة هذه المشروعات، كما أنه أسس واقعا جديدا مهما للسكان الجدد، خاصة الأطفال، عندما يفتحون عيونهم من شرفات ونوافذ منازلهم، أو فى أثناء سيرهم، على تشكيلات وألوان تبعث البهجة فى النفوس. هذه المبادرات فى حاجة إلى تشجيع ودعم، بما ينبغى ألا يتوقف عند التقدير الأدبى، الذى هو مهم بالطبع، ولكن أيضا بما يدفع عمليا بهذه الخطوة إلى الأمام، بتوفير المساعدات التقنية والنقدية والعينية، واتخاذ إجراءات تسهل على الشباب مهمتهم التى تعود بمنفعة على عموم المواطنين، أولا بتجميل المشاهد، وثانيا ببعث الأمل فى إمكانية أن تقوم مصر بسواعد أبنائها باجتثاث جذور القبح الذى تفشى عبر عقود، وبإمكانية إحداث نقلة نوعية ترقى بها مصر إلى ما يستحقه أبناؤها. ولقد سبقت محافظة أسوان بإبداء الحرص على ألا يقتصر الأثر الإيجابى على المدن الكبرى، وإنما أن يطول أيضا القرى الأكثر فقراً واحتياجا، فقامت منذ عدة أشهر بوضع خطة عمل للأجهزة المحلية، ودعت نحو 140 من الشباب للمشاركة، فوفرت عليهم جهد الاختيار، وتوجه الجميع إلى قرى أبو الريش ، التى تضم أكثر من 30 نجعا و4 قرى، لعمليات تجميل وتزيين الشوارع. نقلا عن صحيفة الأهرام