وسط كل هذا القبح الذى يحيط بنا من تشويه للأسوار والمبانى بإعلانات عن مراكز للدروس الخصوصية، ومقابر وأحواش بالتقسيط وغيرها مما يصادفنا يومياً، للأسف بعضه مكتوب بمعرفة خطاطين، وبعضه بالبرونز اللامع ليجذب عيوننا لنفاجأ بعشوائية وتشويه متعمد. وسط كل هذا جاء شاب من الأقصر ليقدم درساً فى الذوق الفنى الرفيع عندما رسم مناظر طبيعية بالألوان على كبائن الكهرباء المنتشرة فى بعض الأحياء على شكل أكشاك كبيرة صماء، رأيت بعض صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، رسم جدول ماء ينساب، ولولا أن المنظر المحيط بكشك الكهرباء ظاهر فى الصورة لظننت أننى أمام نبع مياه بالفعل، صور أخرى تنبض بالحياة، وكأنك أمام جزء من الطبيعة الجميلة التى يقطع الناس مسافات طويلة ليشاهدوها ويريحوا عيونهم من القبح الذى يطاردهم فى كل مكان. هذه «المبادرة» من ابن الأقصر الشاب تجعلنى أسأل: هل من أحد يتبناه أو ينشر هذه المبادرة لتجميل وجوه شوارعنا خاصة مع اقتراب تطبيق منظومة جديدة للنظافة تعالج كل سلبيات المنظومة السابقة للشركات الأجنبية التى جعلت كل مكان فى شوارعنا مقلباً للقمامة ومرتعاً للحشرات والقوارض ومفرخة للأمراض المعدية، فضلاً عن تشويه متعمد للجماليات يفسد الذوق العام للمصريين. لا أطالب الحكومة وحدها بتبنى مثل هذه المبادرة ونشرها،.. فلرجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدنى وكليات الفنون الجميلة والتطبيقية وغيرها دور مهم وحيوي، وللفنانين التشكيليين دور كبير فى المشاركة والإشراف واختيار النماذج والأشكال التى سيتم تنفيذها..وأذكر عندما كانت جدران البيوت فى القرى- حتى الفقيرة منها- لوحات جدارية يتبارى الموهوبون من أبناء القرية فى تزيينها وتجميلها،.. فهل تتزين شوارعنا ومياديننا وتتجمل؟ لمزيد من مقالات نجوى العشرى