أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025    مدبولي: مشروع توسعة شارع النقل والهندسة بمحور المحمودية من أعمال المنفعة العامة    تويوتا تضيف فئة كهربائية إلى عائلة الشاحنة الخفيفة هيلوكس    عاجل- الكونجرس الأمريكى ينهى أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة بعد 43 يومًا من الشلل الإداري    الجيش السوداني يتصدى لمسيرات الدعم السريع شمالي البلاد    الجيش الروسي يسيطر على ثلاث بلدات في زابوريجيا وأوكرانيا تخوض معارك طاحنة لصد الهجوم    منتخب مصر يختتم استعداداته لأوزبكستان قبل انطلاق البطولة الودية في الإمارات    الطقس اليوم.. الأرصاد تحذر من حالة عدم استقرار وأمطار غزيرة واحتمالات لتساقط الثلوج بعدة مناطق    محمد صبحي يوجه رسالة لزوجته في عيد جوازهم عبر صفحته الرسمية: أفتقدك كثيرا وقد اقترب اللقاء    من عثرات الملاخ وتمرد عادل إمام إلى عالمية حسين فهمي، قصة مهرجان القاهرة السينمائي    مواقيت الصلاه اليوم الخميس 13نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا    فلسطين سيئة وتل أبيب تبادلنا الود، تصريح مثير من وزير خارجية تايوان عن دول الشرق الأوسط    أسعار الخضروات والفواكه اليوم الخميس بشمال سيناء    الإسكان: طرح 25 ألف وحدة عبر منصة مصر العقارية بتقسيط حتى 7 سنوات وسداد إلكتروني كامل    احذر طقس الخميس.. الأرصاد تحذر من تقلبات جوية وأمطار رعدية    وزير الخارجية: استمرار الحرب في السودان أمر موجع.. ومصر تتحرك لحماية وحدة الدولة الشقيقة    الصحة: خلو مصر من التراخوما إنجاز عالمي جديد.. ورؤية الدولة هي الاستثمار في الإنسان    10 صيغ لطلب الرزق وصلاح الأحوال| فيديو    صدام وشيك بين الأهلي واتحاد الكرة بسبب عقوبات مباراة السوبر    عوض تاج الدين: الاستثمار في الرعاية الصحية أساسي لتطوير الإنسان والاقتصاد المصري    صاحب السيارة تنازل.. سعد الصغير يعلن انتهاء أزمة حادث إسماعيل الليثي (فيديو)    مصمم أزياء حفل افتتاح المتحف المصري الكبير: صُنعت في مصر من الألف للياء    تراجع جديد.. أسعار الفراخ والبيض في أسواق الشرقية الخميس 13-11-2025    مؤتمر حاشد لدعم مرشحي القائمة الوطنية في انتخابات النواب بالقنطرة غرب الإسماعيلية (صور)    عباس شراقي: تجارب توربينات سد النهضة غير مكتملة    فائدة تصل ل 21.25%.. تفاصيل أعلى شهادات البنك الأهلي المصري    استخراج الشهادات بالمحافظات.. تسهيلات «التجنيد والتعبئة» تربط أصحاب الهمم بالوطن    الولايات المتحدة تُنهي سك عملة "السنت" رسميًا بعد أكثر من قرنين من التداول    قانون يكرّس الدولة البوليسية .."الإجراءات الجنائية": تقنين القمع باسم العدالة وبدائل شكلية للحبس الاحتياطي    نجم الزمالك السابق: «لو مكان مرتجي هقول ل زيزو عيب».. وأيمن عبدالعزيز يرد: «ميقدرش يعمل كده»    حبس المتهمين بسرقة معدات تصوير من شركة في عابدين    حبس المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات زوجية    احسب إجازاتك.. تعرف على موعد العطلات الدينية والرسمية في 2026    التفاف على توصيات الأمم المتحدة .. السيسي يصدّق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد    القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا 22 عملية أمنية ضد "داعش" طوال الشهر الماضي    إعلام: زيلينسكي وأجهزة مكافحة الفساد الأوكرانية على شفا الحرب    غضب واسع بعد إعلان فرقة إسرائيلية إقامة حفلات لأم كلثوم.. والأسرة تتحرك قانونيا    فرصة مميزة للمعلمين 2025.. التقديم الآن علي اعتماد المراكز التدريبية لدى الأكاديمية المهنية    الاحتلال الإسرائيلي يشن سلسلة اقتحامات وعمليات نسف في الضفة الغربية وقطاع غزة    بتروجت: اتفاق ثلاثي مع الزمالك وحمدان لانتقاله في يناير ولكن.. وحقيقة عرض الأهلي    بدء نوة المكنسة بالإسكندرية.. أمطار متوسطة ورعدية تضرب عدة مناطق    فيفي عبده تبارك ل مي عز الدين زواجها.. والأخيرة ترد: «الله يبارك فيكي يا ماما»    قرارات جديدة بشأن مصرع وإصابة 7 في حادث منشأة القناطر    مرور الإسكندرية يواصل حملاته لضبط المخالفات بجميع أنحاء المحافظة    الإنتاج الحربي يلتقي أسوان في الجولة ال 12 بدوري المحترفين    المستشار بنداري: أشكر وسائل الإعلام على صدق تغطية انتخابات نواب 2025    يقضي على ذاكرتك.. أهم أضرار استخدام الشاشات لفترات طويلة    حيثيات حبس البلوجر «سوزي الأردنية»: «الحرية لا تعني الانفلات»    تأكيد لليوم السابع.. اتحاد الكرة يعلن حرية انتقال اللاعبين الهواة بدون قيود    «يتميز بالانضباط التكتيكي».. نجم الأهلي السابق يتغنى ب طاهر محمد طاهر    خبير لوائح: قرارات لجنة الانضباط «تهريج».. ولا يوجد نص يعاقب زيزو    محمود فوزي ل"من مصر": قانون الإجراءات الجنائية زوّد بدائل الحبس الاحتياطي    قد يؤدي إلى العمى.. أعراض وأسباب التراكوما بعد القضاء على المرض في مصر    مقرمش جدا من بره.. أفضل طريقة لقلي السمك بدون نقطة زيت    قصر صلاة الظهر مع الفجر أثناء السفر؟.. أمين الفتوى يجيب    رئيس الإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء يتفقد مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن الكريم بالعريش    انطلاق اختبارات «مدرسة التلاوة المصرية» بالأزهر لاكتشاف جيل جديد من قراء القرآن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



18 مليون مراهق يطلبون الرعاية.. المراهقون في دائرة الخطر!
نشر في بوابة الأهرام يوم 06 - 12 - 2020

د. ممدوح وهبة: المراهقون يمثلون 18% من المجتمع ال مصر ى
د. لوليتا منصور: لابد من فتح قنوات للتواصل بين الآباء والأبناء
د.هبة فتحي: 16% يعانون اضطرابات نفسية
أحمد باغة : «خمسة لصحتك» فى الإذاعة المدرسية.. وتدريب كوادر للتثقيف الصحى
أرينى لطيف: أطالب بعودة الزائرة الصحية إلى المدارس
كيف نتعامل مع أطفالنا فى سن المراهقة ؟ وهل نتبع ما يقتضيه العقل و الأساليب التربوية فى إرشادهم؟.. وما السبل المثلى لتجاوز شطحاتهم النفسية والعقلية والسلوكية الناجمة عن التغيرات البيولوجية؟.. وكيف نستفيد من شحنة الاندفاع السلوكى بهدوء وتذليل مصاعبها لتعليمهم ما يتوجب عليهم تعلمه؟ وما الذى نحاوله مع تداعيات سلوكياتهم الجديدة التى يحاولون من خلالها البرهنة على أنهم أصبحوا بالغين؟.. كيف تتصرف الأسرة بحكمة إزاء السلوكيات الجديدة لأبنائها فى تلك السن؟
سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة فى هذا التحقيق.
يقول د.ممدوح وهبة استاذ طب المراهقين : يوجد فى مصر حاليا أكثر من 18 مليون مراهق فى الشريحة السنية من 10الى 18 يمثلون نحو 18% من الشعب ال مصر ى ، هذه الشريحة السنية هى من أهم مراحل الحياة وأكثرها دقة وحساسية لأنها تشكل مستقبل الفرد والوطن وتحدد اتجاهات الانسان وتوجهاته وتصرفاته وممارساته وبالتالى تؤثر على تكوين شخصيته وصحته فى الحاضر والمستقبل وقد أكدت الدراسات أن 60% من الأمراض التى يعانيها الكبار بدأت جذورها فى مرحلة المراهقة وقد وصف بان كى مون أمين عام الأمم المتحدة سابقاً هذه المرحلة السنية بأنها أكثر طاقة بشرية غير مستغلة فى كل العالم وقام بإضافة الشريحة إلى سياسات الأمم المتحدة وخصص لها 30 مليار دولار حتى عام 2030. هؤلاء المراهقون أو اليافعون كما يسميهم بعض الدول العربية هم حاضر الوطن ومستقبله ولديهم قدرات وامكانات ومواهب فريدة ومتميزة ومن أهم خصائص هذه المرحلة أن المراهق يعتد بنفسه ويقدر ذاته ولا يريد أى مقابل مادى نظير تطوعه وعمله الاجتماعى ومشاركته فى برامج التنمية، والمراهق يتعرض إلى مخاطر صحية ونفسية واجتماعية كبيرة بسبب أن هذه المرحلة بها تغيرات هرمونية تجعل المراهق بطبيعته يحب التجارب والمخاطر ولا يقدر العواقب ويتأثر بأصدقائه وهذه الأمور تجعله عرضة للأمراض والمخاطر وهو يحتاج الى رعاية واهتمام من جميع شرائح المجتمع المتعاملة معه كالأسرة والأصدقاء والمدرسة والإعلام.
دون هوية
ويضيف: وإذا تطرقنا إلى الرعاية الصحية فهؤلاء اليافعون لا يرحبون بأن يداويهم طبيب أطفال رغم أنهم بحكم اللوائح والقوانين ما زالوا فى نظر المجتمع صغارا، وطبيب الكبار لا يجيد التعامل معهم ولا يتفهمهم ولا يتفهم التغيرات التى تؤدى الى تغيير سلوكياتهم من أجل هذا كان الاتجاه فى العالم كله الى تأسيس تخصص جديد يعرف بطب المراهقين فى عام 1956 وانتشر فى كندا واستراليا وأمريكا الجنوبية ثم أوروبا، وللأسف لا يوجد اهتمام أو حتى معرفة بهذا التخصص فى كثير من الدول ماعدا المملكة السعودية ولبنان وأخيراً مصر ، ولكن الاهتمام بمرحلة المراهقة نفسها له مكانة خاصة ومتميزة فى الاستراتيجيات الصحية والاجتماعية لدول الخليج العربى ، حيث أعدت برامج مؤثرة تعنى بصحة ونمو ورفاهية المراهق . وجميع المنظمات العالمية خصصت إدارة خاصة لصحة المراهقين فى هيكلها التنظيمى واهتمت الكثير من الدول بهذه المرحلة السنية ووضعت لها استراتيجيات وبرامج وأنشطة معززة لصحتهم. أما فى مصر ، فللأسف الشديد لا يوجد اهتمام كاف بهذه المرحلة السنية، بل قد يكون حتى وصف المراهق غير مقبول لدى البعض ويوحى بتصرفات صبيانية أو جنسية أو مفاهيم يرفضها المجتمع. ومن ضمن البرامج العالمية الهادفة إلى تعزيز صحة المراهق ما أعلنته منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والبنك الدولى و اليونيسكو للمدارس المعززة للصحة عام 2000 ولهذه المبادرة أنشطة متعددة أقرتها هذه المنظمات بعد دراسات قامت بها فى عدد كبير من دول العالم. والتزم العالم كله تقريبا بهذه المعايير وأصبحت معظم المدارس معززة للصحة حسب ما وضعته المنظمات العالمية. هذا تم فى معظم الدول العربية ليس من بينها مصر .
يستطرد: للأسف الشديد، هناك أسر مصر ية تعانى عدم فهم المراهق والتغيرات السلوكية التى يفاجأ بها الجميع من الطفل الودود، المطيع الذى كان يستمع وينصت ويلتزم وفجأة تغيرت الحال وأصبح كما يعلم الجميع غير قابل لأوامر وغير مستعد للسيطرة، يهوى الاستقلالية يتجه نحو أصدقائه ويترك العائلة، يتأثر بالأقران، عنيدا، عنيفا، لا يتحكم فى انفعالاته ولا يقدر عواقب ما يفعله هو أو هى ويتعمد ذلك.. ولكن الأب والأم يجب أن يتفهما طبيعة هذه المرحلة التى يمر بها الأولاد وهنا يأتى دور المدرسة والاعلام، الإعلام مهم جدا لأنه مؤثر للغاية ويعد من أكثر مصادر المعرفة ذات العائد الاقتصادى المجدى بجانب ضرورة معرفة خصائص المرحلة فيجب على الأسرة أن تراعى خصوصية المراهق وتعمل على تدعيم إحساسه بالانتماء للأسرة وأنه عضو مهم وفاعل فى هذا الكيان الاجتماعى وتحدد له الدور الذى يقوم به حتى ولو كان دوره بسيطا، ويجب ملاحظة أن الهوايات والرياضة من أكثر ما يحمى المراهق من التوجهات و السلوكيات الخاطئة وأيضاً إشراكه فى الانشطة المجتمعية التطوعية التى يبدع فيها ولا ينتظر أى مكسب مادى ولكن كل ما يسعى إليه هو الاحساس بالذات وتقدير الآخرين.

سؤال مطروح
لماذا دائما.. تحدث المشكلات مع المراهق فى المنزل؟
تجيب لوليتا منصور الإخصائية التربوية والنفسية: يتطلب التعامل مع المراهقين فى المنزل مراعاة الرؤى والفهم لأفكارهم ومعتقداتهم وتصرفاتهم.. هم يتعاملون بمنطق العقل الوجدانى أكثر من العقلانى عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات.. بمعنى أن أفعالهم تكون منبثقة أكثر من المشاعر دون الاهتمام بالعواقب أو التبعات.. فهم ينظرون تحت أقدامهم وليس إلى المستقبل ويبحثون عن المكاسب قصيرة الأجل دون النظر الى المكاسب المستقبلية، فهذا أمر لا يعنيهم وخارج حساباتهم.
تضيف: والمراهق يصعب عليه التمييز بين الاحتياجات والرغبات. هم يهتمون أكثر بتقدير الذات والبحث عن المتعة والمرح.. وتكمن أولوياتهم فى الاحساس بالأمان والانتماء والمحبة وتقدير الآخرين.وهذا ما حدده إبراهام ماسلو فى التسلسل الهرمى لاحتياجات التميز للإنسان.. بينما نجد أن الآباء يحرصون أكثر على الأفكار والقرارات الأكثر عقلانية ذات العائد طويل الأجل.. وهذا سبب التضارب الواضح بين فكرهم وفكر أولادهم.. والمعادلة الصعبة هى تحقيق كلا الأمرين معاً، مع ضرورة فهم أن رؤية المراهق ليست بالضرورة تحديا متعمدا.. ولهذا علينا أن نعمل على إيجاد شعور المراهق بالأمان والانتماء والحب.. بالإضافة إلى التقدير لأفكاره وذاته.. وإضفاء روح المرح والبهجة والحب داخل المنزل.
وتضيف أن معظم النزاعات بين المراهق و أولياء الأمور تندرج تحت اختلاف الرؤية والهدف.. ونظرة المراهق إلى الأمور بأسلوب وجدانى.. وميلهم إلى الاستقلالية والبحث عن المتعة. لذا لابد من تفهم أولياء الأمور لهذه الحقائق والتى هى من طبيعة هذه المرحلة الحرجة وعليهم مراعاة تقدير واحترام الذات وفتح قنوات التواصل وإيجاد الثقة فى المعاملات والبعد عن السيطرة والهيمنة وإعطاء الأوامر.

الصحة المدرسية
وتقول د. خلود طايل أستاذ ورئيس قسم الصحة المدرسية وطب المراهقين بالمعهد العالى للصحة العامة جامعة الاسكندرية : الصحة المدرسية هى مجموعة من المفاهيم والمبادئ الصحية تقدم من خلال أنشطة وبرامج وخدمات مصممة لتعزيز صحة الطلبة والطالبات والعاملين بالمدارس ومن ثم تعزيز صحة المجتمع. وتهدف الصحة المدرسية الى رفع المستوى الصحى للطلاب من خلال الخدمات الوقائية والعلاجية واكساب الطلاب وأسرهم والعاملين بالمدارس المعلومات والاتجاهات والمهارات و السلوكيات التى تمكنهم من اتباع أنماط حياة صحية سليمة والوصول الى بيئة خالية من المخاطر على الصحة ومعززة للصحة والتعلم.
وتضيف: كما تهدف الصحة المدرسية للوصول الى المعلم ذى الممارسات و السلوكيات المعززة ليصبح قدوة للطلاب والى أفضل حالة غذائية صحية لطلاب المدارس واكسابهم السلوك الغذائى السليم مدى الحياة ورفع مستوى اللياقة البدنية بين طلاب المدارس. كذلك تعمل على رفع مستوى ووعى الصحة الاجتماعية والنفسية لدى الطلاب وأولياء الامور ودعم وتعزيز الممارسات الصحية للطلاب واشراك المجتمع فى تخطيط وتنفيذ برامج الصحة المدرسية لرفع المستوى الصحى للطلاب من خلال مشاركة الأهل والمجتمع. ويبلغ عدد طلاب المدارس نحو 20 مليون طالب بمراحل التعليم المختلفة بالجمهورية مما يؤكد ضرورة توفير خدمات صحية متكاملة وشاملة لهم لضمان تكوين جيل متميز يتمتع بكامل صحته ويتمسك بالعادات الصحية السليمة.

كوادر طبية
توضح : وللحاجة الماسة لتكوين كوادر طبية قادرة على التعامل مع مشكلات وسلوكيات هذه الفئة الحساسة من الأطفال و المراهقين فى السن المدرسية، تبنى المعهد العالى للصحة العامة جامعة الاسكندرية انشاء تخصص للصحة المدرسية وصحة المراهق. وقد حصل عدد من الأطباء على هذه الدرجات العلمية لكن بقدر لا يفى باحتياجات المجتمع. كما قام المعهد بتنفيذ العديد من ورش العمل والدورات التدريبية سواء لأطباء الصحة المدرسية أو الممرضات أو الاخصائيات الاجتماعيات بالمدارس التى أمدتهم بالمعلومات الضرورية لرفع كفاءتهم ولرشادهم عن الطرق السليمة للتعامل مع الطلاب. وعلى الرغم من أهمية تأهيل الكوادر من أطباء الصحة المدرسية فان كلا من وزارة الصحة والهيئة العامة للتأمين الصحى تحجم عن ارسال البعثات الدراسية لتخصص الصحة المدرسية وصحة المراهق رغم ندرة الأطباء المتخصصين فى هذا المجال.

اضطرابات نفسية
وتقول د. هبة فتحى أستاذ الأمراض النفسية بجامعة القاهرة: الاضطرابات النفسية منتشرة بنسبة غير قليلة لدى المراهقين ..شباب وبنات.. وتقدر عالميا بنسبة 16% منهم وتختلف هذه النسبة بين المجتمعات المختلفة وبين أفراد هذه المجتمعات حسب الظروف البيئية والاجتماعية والاقتصادية لهم..وغالباً ما يبدأ ظهور الاضطراب النفسى عند سن 14 سنة.. ولكن للأسف فإن كثيراً من الحالات لا يتم تشخيصها أو ملاحظتها مبكرا وهذا يؤثر على سهولة التعامل معها وعلاجها وقد يؤدى الى تأخر نموهم الجسدى وتفاعلهم الاجتماعى وقدراتهم الأكاديمية.
وتضيف : تظهر الاضطرابات النفسية للمراهقين على هيئة قلق وتوتر واكتئاب أو متلازمة نقص الانتباه وفرط الحركة أو على هيئة سلوكيات مرضية فى الأكل.. ويعتبر الاكتئاب أكثر شيوعاً واكثر خطورة.. فكثير من حالات الانتحار حدثت بين مراهقين كانوا يعانون الاكتئاب.
وتؤكد أن هناك عوامل بيولوجية كثيرة تساعد على حدوث الاضطرابات النفسية لدى المراهقين مثل رغبتهم فى الاستقلالية وتأثرهم بالأقران والأصدقاء وتوجههم نحو الجنس الآخر وتعرضهم الطويل لوسائل التواصل الاجتماعى. ويعتبر المنزل والحياة الأسرية لهما العامل الأكبر فى الاستقرار النفسى للمراهق..وكذلك العلاقات الاجتماعية سواء مع الوالدين أو الأصدقاء أو المعلمين أو الجنس الآخر.. كذلك التعرض للعنف أو التنمر أو القهر أو التعايش مع الظروف الاقتصادية والمعيشية الحرجة بما فى ذلك الحروب والنزاعات والهجرة..والتى لا تخلو منها البلدان العربية الآن.. والمراهقون الذين يعانون أمراضا مزمنة مثل السكر والربو والصرع لديهم قابلية أكثر للتعرض للاضطرابات النفسية كذلك وايذاء الذات المتعمد أو الانتحار هى من المضاعفات الخطرة لعدم الاستقرار الوجدانى لدى المراهقين .. وتعتبر من ثالث أسباب الوفيات بينهم.
وتؤكد أنه من المهم جداً أن يتفهم من يتعامل مع المراهقين سواء فى المنزل أو المدرسة العلامات الخطرة لبداية المرض النفسى، بحيث يكون من الأسهل علاجها وتجنب مخاطرها.. تظهر هذه العلامات الخطرة فى كثرة القلق من كل شيء والخوف وكثرة التساؤل عن المرض والموت.. التغيب عن المدرسة أو التأخر فى التحصيل الدراسى واهمال المذاكرة.. عدم الاهتمام بالمظهر أو النظافة الشخصية.. الانعزال المجتمعى وعدم المشاركة فى أى نشاط أو الرغبة فى القيام بأى مجهود ومصاحبة أصدقاء السوء..طبعاً من الصعب مواجهة المراهق بأن لديه مشكلة نفسية..ولكن يجب التعامل المتعقل معه ولابد من مواجهة الأمر وبسرعة.
خمسة لصحتك
ويقترح أحمد باغة مدرس فيزياء فى احدى مدارس الدقهلية الثانوية: هناك ضرورة ملحة للتثقيف الصحى من خلال برنامج بسيط عنوانه «خمسة لصحتك» يقوم على اعداده مدرسو العلوم بشكل عام ويقدمه الطلبة من خلال الاذاعة المدرسية فى طابور الصباح. كما يمكن عمل منشور صحى يهتم بالتثقيف الصحى، كذلك يمكن ان تتم الاستفادة من الصحافة المدرسية والاعلام التربوى ومجلة الحائط فى مناقشة مثل تلك الأنشطة. وبالطبع يمكن استغلال مواهب الطلبة وادماجهم فى مسابقات اعلامية ورسم لوحة فنية عن أضرار التدخين، أو المشروبات الضارة وخطورتها على الصحة ، كما يمكن استغلال مواهب محبى الموسيقى والغناء بعمل أغنية لتوصيل المعلومة بسهولة لزملائهم. ويمكن أيضاً من خلال التمثيل عمل مسرحية عن التدخين والعادات الغذائية السائدة.. والحمد لله لدينا فى المدارس مواهب متنوعة يمكن الاستفادة منها. ونحن كمدرسين نناشد الوزارة بتعديل المناهج وتدريب الكوادر المختلفة كأخصائى الصحافة ومسئول المواهب..وفى مدرستى شرفت بتولى هذا الملف ونقدم أنشطة مسرحية وفنية مختلفة.
ويرى أنه لا بد من تفعيل دور الزائرة الصحية داخل المدرسة يومياً وكذلك يمكن الاستعانة بطبيب المستشفى لإلقاء محاضرة طبية للطلبة من حين لآخر.

صحة مدرسية
وتقول أرينى لطيف مدرسة لغة انجليزية بمدرسة جزيرة الطويرات الابتدائية: لا يوجد صحة مدرسية ولا أرى وجود لهذا الملف فى مدارس أخرى بحكم أن لى أبناء فى مراحل التعليم الثانوى والاعدادى..للأسف الشديد اذا شعر طفل بالاعياء كل ما استطيع فعله هو الحصول على خطاب تحويل للتأمين الصحى.. فى الماضى كان هناك زائرة صحية ولها مكتب، هذا التخصص اختفى منذ عام 2002.. وعندما يتعرض أحد الأطفال لحادث من اى نوع، يتم ابلاغ أهله وهو ما حدث مع طفلة فى الصف الثالث الابتدائى تعرقلت قدماها وجرحت فى جبينها..قمنا باخطار أهلها فنقلوها الى المستشفى العام وتم عمل اللازم. وعندما يعانى طفل من مغص أو تقلصات، فأقصى شىء يمكن تقديمه هو كوب ينسون...لذا فإن عودة الزائرة الصحية الى المدارس ضرورة ملحة وأكيدة.
ويقول عادل عارفين محاسب قانونى عن تجربته فى تربية أولاده: من أكثر المشاكل التى تواجه العائلة هى بلوغ أحد الأطفال سن المراهقة ، حيث يصاب الأب والأم والأجداد بالدهشة من سلوكيات الابن أو الابنة من تمرد على الثوابت التى طالما زرعوها فى وجدان الأبناء منذ الصغر .

للدين رأي
يقول صبحى سرور الجلب من علماء الأزهر الشريف: لقد اهتم الاسلام بالأطفال والشباب من قبل أن توجد المنظمات الدولية والحقوقية منذ أكثر من 14 قرناً من الزمان، فجاءت تعاليم الاسلام السامية لتهتم بهم وعاملهم النبى صلى الله عليه وسلم أحسن معاملة وجعلهم ركائز تقوم عليهم الدولة الاسلامية .. والأمثلة كثيرة على ذلك. فعندما نزل الوحى على سيدنا محمد، كان زيد بن ثابت يقوم بكتابته وكان عمره دون العشرين. كما أسند الرسول الى على بن ابى طالب مهمة قضاء الأمانات وهى مهمة ضخمة بالنسبه لسنه التى لم تتجاوز 12 عاما فى ذلك الوقت..كما كان مهتماً بتطبيق العدل العام، فكان يحرص على حضور حلف الفضول فى بيت ابن جدعان، هذا الحلف الذى كان يأخذ حق المظلوم من الظالم.. وقال قوله المعروف بعد الاسلام لو دعيت اليه لأجبت.
وعندما كان صغيرا كان صلى الله عليه وسلم يشارك قومه الجهاد عندما تغير قبيلة على بنى هاشم ويناول أعمامه السهام فى « حرب الفجار ».
كما اختار النبى صلى الله عليه وسلم بيت الأرقم بن أبى الأرقم وكان عمره دون 16 عاماً ليكون مقرا تبدأ منه الدعوة الاسلامية.. وقد وقع اختيار الرسول على هذا الشاب لصدقه وأمانته.
كما ولى الرسول أسامة بن زيد على رأس جيش به الصحابه مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب.
كما علم الرسول الشباب التقوى والعفة والطهارة مؤكدا أن من بين السبعة الذين يظلهم الله تحت عرشه شابا نشأ فى طاعة الله.كما أمر الرسول الشباب بحسن اختيار الزوجة والزوج وحسن اختيار اسم الطفل. وقال : يا أيها الشباب اتقوا الله سبحانه وتعالى فى أمانة التقوى التى أعطاكم الله اياها ولا تضيعوها فيما يغضب الله سبحانه وتعالى ولكن قوتكم فى طاعة الله وفى بناء وطنكم لأن الأمم لا تقوم الا على همم الشباب.
نقلا عن صحيفة الأهرام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.