د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة فوجئت بشدة بنبأ القبض على القيادى الإخوانى المهم محمود عزت فى منزل له بالقاهرة، لأننى كنت أتصور أنه لا بد أن يكون موجودا بالخارج، وفى بريطانيا غالبا، غير أن بيان وزارة الداخلية الذى أذاعته يوم الجمعة الماضى (28/8) كشف لنا عن أنه كان مختبئا طوال السنوات السبع فى عدد من المنازل بالقاهرة والساحل الشمالى! أى أننا إزاء ضربة قوية سجلتها أجهزة الأمن المصرية تستحق التحية عليها. إن أهمية محمود عزت (76 عاما) أنه على الأرجح القائم حاليا بمهام المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ، وتعتبره وزارة الداخلية المسئول الأول عن تأسيس ونشاط الجناح المسلح للتنظيم. وصدر ضده حكمان بالإعدام وحكمان بالسجن المؤبد فضلا عن عدد من القضايا الأخرى! غير أننى بهذه المناسبة أطرح تساؤلا أعتقد أنه مهم ...وهو، ماذا تعلم الأجيال الجديدة الصاعدة فى مصر عن الإخوان؟ ومن أى المصادر يمكن أن يستقوا تلك المعلومات..؟ .. إن للإخوان اليوم أيها السادة قنواتهم المتعددة التى تبث دعاياتهم والتى تصل إلى كل أنحاء مصر بسهولة شديدة، وأتفق هنا مع الأستاذ حافظ أبو سعدة عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان أن الإخوان سوف يسعون لخلق مظلومية جديدة وبكائية جديدة. فماذا تفعل, لا أقول الدولة أو الأجهزة الأمنية, وإنما أيضا الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى للتبصير بحقيقة الإخوان المسلمين، وتحويلهم الدعوة الدينية إلى دعوة سياسية للعنف والتطرف؟ سألنى بعض الأشخاص...لماذا ترفض بريطانيا والولايات المتحدة اعتبار الإخوان منظمة إرهابية، كما تفعل مصر وعديد من الدول الأخرى. فقلت لهم لأن بريطانيا هى تاريخيا التى رعت نشأة الإخوان منذ نشأتهم الأولى فى الإسماعيلية عام 1928 لمحاربة حزب الوفد ذى الشعبية الجارفة فى عز الحركة الوطنية ضد الاحتلال بقيادة حزب الوفد، واستعملتهم أمريكا فى حربها الضارية ضد الشيوعية وفى معاركها السياسية التالية ضد الحركات الوطنية والقومية!وهؤلاء أناس, للأمانة, لايخذلون عملاءهم!. * نقلًا عن صحيفة الأهرام