هذه قضية كتبت عنها سلسلة من المقالات في العشرين سنة الأخيرة، وتقريبا كنت أكتب عنها سنويًا بشكل متكرر خاصة في شهور الصيف عندما يأتي موعد الإجازة الصيفية ونذهب إلى الساحل الشمالي بحثًا عن نسمة هواء على شاطئ البحر المتوسط هربًا من ضوضاء وقيظ الصيف بالقاهرة. وكان دافعي للكتابة دوما باعتباري متخصصا في الكتابة في شئون السياحة هو أنني كنت أراقب الملايين من السياح على شواطئ دول المتوسط فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان واتحسر على أن شواطئ الساحل في مصر - وهو نفس البحر - لا يرتادها السياح من كل العالم برغم أن رمال الساحل في مصر ولون المياه الأزرق أروع وأجمل. وطبعا كان لا يخفى على المتخصصين أن ظروف مصر كانت لا تسمح بالاهتمام بالسياحة في الساحل فضلا عن عدم وجود فنادق لاستقبال السياحة الدولية التي هي الأساس في تحويل أي منطقة إلى مقصد سياحى، من هنا تسللت الغابات الأسمنتية، أو ما يسمى القرى السياحية للمصريين إلى الساحل الشمالى خاصة في المائة كيلومتر الأولى من الإسكندرية إلى مارينا. وأذكر أن أول مقال لنا عن هذه القضية كان تحت عنوان "العجمي سقط سهوا.. والساحل الشمالى لا يجب أن يسقط عمدا" من على خريطة السياحة بالطبع، ثم تعددت المقالات عن تنمية الساحل الشمالى سياحيًا حتى الصيف الماضي. والسؤال: ما مناسبة هذا الكلام اليوم؟ باختصار كنت هناك في الساحل الشمالي يوم الجمعة الماضي لحضور افتتاح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار وبحضور اللواء خالد شعيب محافظ مطروح ومحمد العبار رئيس شركة إعمار الإماراتية لأحدث فندق بمنطقة مراسي سيدى عبدالرحمن ضمن سلسلة الفنادق الفخمة "العنوان" الشهيرة وهو أول فندق تقيمه الشركة خارج الإمارات. لكن المهم وما أريد أن أقوله اليوم إننى في الطريق إلى سيدى عبدالرحمن بعد نهاية طريق وادي نطرون تقريبًا لمحت عن بعد على طريق الساحل أبراج مدينة العلمين الجديدة (20 برجًا) التي ترتفع إلى أكثر من 40 طابقًا ثم لمحت مبنى مجلس الوزراء الجديد ترتفع أمامه المسلة الفرعونية الشهيرة التي انتقلت من حديقة الأندلس بالقاهرة، ورأيت حركة عمران في العلمين الجديدة مذهلة، وسمعت عن فندق الماسة هناك ومشروعات لفنادق أخرى وأماكن ترفيهية وسكنية سياحية ستنقل الساحل الشمالى نقلة كبرى على خريطة السياحة العالمية، وبدأت أشعر بسعادة غامرة وأنا أرى كل هذه الحركة من البناء التي جعلتني أقول إننا بالفعل امام "مصر جديدة " في الساحل الشمالى. إن هذا الإنجاز المذهل الذي يقوده الرئيس عبدالفتاح السيسي في الساحل الشمالى يشعرك بالفخر والاطمئنان على مستقبل مصر والساحل الشمالى تحديدًا، وأننا بالفعل على طريق وضعه على خريطة السياحة العالمية، وهو ما يسعد كل مصري بما ستضيفه السياحة من دخل وضرائب وتوفير فرص عمل لشباب مصر، وهو الهدف الأكبر للرئيس السيسي. لا يمكن أن تخطئ عيناك كل هذه الثورة العمرانية في الساحل الشمالى والتى يشارك فيها القطاع الخاص والاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية بتشجيع من الرئيس السيسي بالطبع، ولعل ذلك ما أكده د.خالد العناني وزير السياحة والآثار عند افتتاح الفندق الجديد في مراسي قائلا: "إن هذا الفندق يعتبر بداية لإنشاء فنادق أخرى بنفس المستوى الراقي في ظل تشجيع الدولة للاستثمار"، مشيرًا إلى أن محافظة مطروح بها حاليًا نحو 4 آلاف غرفة في نحو 34 فندقًا. ولعل فيما قاله محمد العبار إن استثمارات الإعمار في مصر حاليًا بلغت 200 مليار جنيه، وهو ما يثلج الصدر، وأن منطقة الساحل الشمالى ليس لها مثيل في العالم من الجمال، واستثماراتهم فيها نحو 55 مليار جنيه، ولذلك نحن نستثمر في مصر وأعيننا على المستقبل الواعد لمصر وسنضيف سياحات جديدة للجولف واليخوت الأعلى إنفاقا في العالم ونثق أن مصر ستحول الساحل الشمالى إلى مركز سياحى عالمى. ولعلنا هنا نناشد السيد العبار الإسراع باستكمال خطته لبناء الفنادق الجديدة التي ستصل إلى 3 آلاف غرفة في مراسي الساحل في العامين القادمين. إن ما يحدث في العلمين الجديدة وفي كل الساحل الشمالى في مارينا وسيدي عبدالرحمن وحتى مطروح وتطوير المطارات يجعلك بالفعل تشعر أننا أمام "مصر جديدة"، وأن ما كتبناه طوال السنوات الأخيرة وطالبنا به بدأ يتحقق على أرض الواقع بفضل رؤية واهتمام وفكر الرئيس السيسي وأن مصر الجديدة هذه التي ستكون في الساحل ستضعه على خريطة السياحة العالمية، فهذا الساحل المصري ليس أقل من شواطئ فرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليونان بل يتفوق عليها، فهو بالفعل أكثر جمالًا وأكثر سحرًا.