*أخذنا خطوات إستباقية للحد من الإصابة بالفيروس قبل ظهور أول حالة فى مصر * مريض السرطان لديه مشكلة فى الخلايا المناعية لذا كان لابد من وضع خطةمتكاملة للحفاظ على أطفال 57357 * لاتوجد دراسة مؤكدة تحسم إن كان الفيروس تحور للأضعف أم لا التغذية العلاجية الآن هى أحد أهم سبل التعامل مع بعض الأمراض والأعراض المتصلة بها وتتوقف طريقة العلاج بالتغذية على التاريخ الطبى للمريض، ويعمل هذا النوع من العلاج على الحد من مضاعفات أى مرض خاصة الأمراض الخطيرة مثل السرطان والسكر والضغط .. وفى هذا الحوار تحدثنا أ.د ياسمين سعد الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة وإستشارى التغذية العلاجية بمستشفى سرطان الأطفال 57357، عن أهمية التغذية العلاجية فى التغلب على العديد من الأمراض وخاصة فيروس كورونا المستجد والدور الذى قام به قسم التغذية العلاجية فى الحفاظ على مناعة أطفال 57357 فى ظل جائجة كوفيد19 . توقعت منظمة الصحة العالمية إنخفاض عدد الإصابات فى مصر مع بداية شهريوليو ولكن ما حدث كان العكس ومازالت نسب الإصابة كبيرة .. فما هى رؤيتكللموقف الأن؟ حقًا نسب الإصابة مازالت كبيرة خاصة أن الأرقام المعلنة لاتمثل الواقع بدقة لأنها تحدد بناء على الأشخاص الذين ذهبوا بأنفسهم لمستشفيات وزارة الصحة دون حساب الأشخاص الذين تعاملوا مع الأمر من خلال مستشفيات خاصة أو من البيت وبالتالى نحن لانملك إحصائيات دقيقية تحدد لنا نسب الإصابة بالضبط، ولكن مما لاشك فيه أن منحنى الإصابات بدأ فى الإنخفاض بالفعل وهذا ملحوظ من خلال الضغط على المستشفيات فالأمر لم يعد مثلما كان عليه فى بداية الجائحة والأمور أصبحت أكثر هدوء، والحقيقة أن الأطباء فى مصر قاموا بدور بطولى فى مواجهة هذا الفيروس الخطير، وهذا الدور كان له فضل كبير فى ثبات منظومة الصحة فى مصر وقدرتها على مواجهة الموقف وأتصور أن نسب الإصابة ستستمر فى الإنخفاض فى الأيام القادمة . ما تفسيرك لإصابة نسبة كبيرة جدا من الشباب ووفاة بعضهم رغم عدم وجودأمراض مزمنة؟ أولا دعينا نؤكد أن المصريين عن حق تعاملوا مع الموقف من بدايته بجدية، ولولا الوعى فى إرتداء الكمامة والتباعد والإلتزام بتعليمات الدولة من أول يوم لاختلفت النتائج تماما، ولكن فيما يتعلق بالشباب تحديدا فالسبب فى ارتفاع نسب الإصابة والوفاة أحيانًا فى ظل عدم وجود أمراض مزمنة سابقة هو التعرض لعدد كبير من جسيمات الفيروس؛ مما يستلزم أن يقوم الجسم بإنتاج أعداد هائلة من الخلايا المناعية المضادة، وإذا لم تكن هذه الخلايا المناعية كافية تبدأ المشكلة . ماذا عن دور الذى قامت به حملات التوعية بأهمية التغذية العلاجية فى التغلب علىهذا الفيروس؟ معظم المصريين أصبح لديهم وعى بأهمية التغذية العلاجية وقدرتها فى مساعدة العلاج الدوائى للتغلب على بعض الأمراض ولكن فى هذا الفيروس تحديدا أصيب الناس بنوع من الهلع خاصة فيما يتعلق بالأدويا الوقائية خاصة فيتامين سى والزنك مما دفعهم الى تخزين أكبر كم منها بغض النظر عن الأثار الجانبية المترتبة عليها، ولكن عندما هدأت الأمور عاد الناس إلى الإهتمام بأنواع الغذاء التى تحتوى على هذه الفيتامينات نظرا للدور الكبير الذى تقوم به فى تحسين جهاز المناعة دون الخوف من أى أثار جانبية . ما هى الأضرار التى تترتب على العشوائية فى التعامل مع الفيتامينات ؟ ربنا سبحانه وتعالى خلق فى جسمنا قدرة على ضبط كميات الفيتامينات فى الدم طالما تم الحصول عليها من الغذاء وحتى عندما تزيد نسبتها عن ما نحتاجه يتم التخلص منها بشكل طبيعى وهذا عكس المركبات الدوائية حيث لايستطيع الجسم التخلص منها لأنها تصل الى الدم وبالتالى تذهب الى العضو الذى ستؤثر عليه وبعدما يأخذ إحتياجه منها تبدأ النسبة الزيادة فى الترسب بالجسم وتؤدى الى أضرار مختلفة على حسب نوع الفيتامين والعضو الذى سيتأثر بها يعنى مثلا زيادة فيتامين سى الدوائى قد يترتب عليه ارتخاء فى الأوعية الدموية مما يؤدى إلى هبوط مفاجىء قد يؤثر بدوره على عضلة القلب، كما أنه قد يؤدى الى حصوات فى الكلى أو المرارة وكذلك الزنك حيث أن زيادة نسبته فى الدم تؤثر على عملية الأيض والهضم. إذن الأفضل للوقاية من الإصابة بالفيروس هو إستبدال الفيتامنات الدوائيةبالمنتجات الطبيعية ؟ هذا هو الأهم والمطلوب لأننا حينما نأخذ الزنك أو فيتامين سى أو د من الغذاء فالجسم هنا يأخذ إحتياجاته فقط ويتخلص من الزيادة ومن أفضل الأشياء التى تعمل على تحسين جهاز المناعة بشكل عام هو إتباع الهرم الغذائى الأساسى والذى تمثل قاعدته أو الدور الأول منه الفاكهة والخضار أى أننا لابد أن نتناول من خمس الى ثمان ثمرات من الإثنان مع مراعاة إختلاف الألوان والأمراض المزمنة ويمثل الدور الثانى النشويات سواء البسيطة أو المعقدة والأفضل لجسمنا المعقدة الموجودة فى الأرز البنى والحبوب الكاملة كالشوفان والقمحوالعيش البلدى الأسمر وليس السن لأنه مكون من الردة فقط مما يؤثر على إمتصاص الكالسيوم وبالتالى يضعف العظام أما الدور الثالث فهو البروتين الحيوانى المتواجدة فى الأسماك واللحوم البيضاء واللحوم الحمراء وأخيرا قمة الهرم تأتى فى منتجات الألبان والجبن قليلة الدسم والسكريات على حسب الوزن والحالة الصحية العامة . ما رأيك فيما يقال أن الفيروس أصبح أضعف مما كان عليه فى بداية الجائحة؟ هناك عدة أنواع لهذا الفيروس وما ظهر منه فى الصين مختلف عن النوع الذى ظهر فى أمريكا أو مصر والدليل على ذلك إختلاف اعداد الإصابات ونسب الوفاة فى كل بلد وباتالى نحن لانستطيع أن نجزم أن الفيروس الأن أضعف مما كان عليه فى بداية الجائحة لأننا لم نقوم بعمل دراسة على مجال واسع، كما أننا لم نقوم بعمل فصل لجين الفيروس ومقارنتها بالأصل الذى ظهر به فى الصين حتى نقرر أن كان هناك تحور جينى للأضعف أم لا وبالتالى هذا الكلام غير صحيح طالما أنه لم يبنى على أسس علمية دقيقية . هل هناك إحتمال لتعرض مصر لموجة ثانية من الفيروس فى أكتوبر ونوفمبر؟ هذا ما أقرت به منظمة الصحة العالمية وهو كلام علمى وطبيعى ولكننا لانستطيع أن نحدد طبيعة الموجة الثانية ودرجة حدتها وقوتها وإن كنت أتصور أنها ستكون أقل حدة نظرا لزيادة وعى الناس بالإضافة الى أن الأطباء أصبح لديهم خبرة بالتعامل مع الفيروس وبروتكول العلاج وهذا من شأنه أن يجعل الموجة الثانية أكثر هدوء. مريض السرطان خاصة الطفل ربما يكون أكثر عرضة للإصابة من غيره .. فكيف تعاملت 57357 مع هذه الجائحة لتجنب إصابة الأطفال ؟ دعينى أوضح أولا الأسباب التى تؤدى الى أن مريض السرطان أكثر عرضة للإصابة والعدوى وذلك لأنه قبل البدء فى العلاج يكون لديه مشكلة فى الخلايا المناعية وبعد البدء فى العلاج خاصة الكيماوى تظل هذه القابلية للعدوى موجودة أيضا بسبب أن العلاج الكيماوى بجانب تأثيره على الخلايا السرطان ية هو أيضا يؤثر على الخلايا المناعية لذا فبمجرد ظهور هذا الفيروس المستجد وحتى قبل وجود أى حالات فى مصر قامت إدارة مستشفى 57357 بخطوات إستباقية لحماية أطفالها حيث قامت بتشكيل لجنة لإدارة الأزمات مكونة من رؤساء أقسام الجودة ومكافحة العدوى بهدف إتخاذ حزمة من إجراءات التوعية للأطفال وذويهم سواء داخل المستشفى أو خارجها أو داخل غرف إقامة الأطفال والعيادات الخارجية وعيادات الDay careكما أننا خصصنا شاشات داخل المستشفى لتعليم الأهالى سبل الوقاية وكيفية حماية الأطفال من التعرض للعدوى أثناء تواجدهم فى البيت أو خارج المستشفى بشكل عام كما تم توفير جميع أنواع المواد المطهرة بكل دور فى المستشفى هذا بالإضافة الى توافر أجهزة قياس درجة الحرارة والماسكات والتعقيم على جميع أبواب دخول المستشفى هذا بالإضافة الى أننا خصصنا مرافق واحد فقط لكل مريض سواء الأب أو الأم أو المسئول عنه وتم تحديد وقت الزيارة لمدة ساعتين فقط وقصرها على الأب أو الأم فقط ومن الخطوات الهامة جدا التى حرصت الإدارة عليها خفض عدد المتواجدين فى العيادات الخارجية عن طريق تحديد موعد خاص لكل مريض بحيث لايتواجد فى صالة الإنتظار أكثر من 25% من السعة الأساسية حفاظا على إجراءات التباعد والوقاية حتى المصاعد تم تحديد عدد الركاب بها بما لايتجاوز أربع أفراد وهذا بدوره ساهم فى خفض عدد الإصابات بنسبة كبيرة. وما هى الاستعدادات التى تم إتخاذها فى حالة إصابة طفل بالفيروس ؟ قامت الإدارة بتجهيز مستشفى كامل للعزل فى أحد المبانى الخارجية والإستعانة بمجموعة من أكفأ أطباء الصدر بالقصر العينى والتمريض كما تم توفير جميع الأجهزة التى يتطلبها علاج الفيروس تحسبا لإحتمال إصابة أى طفل خاصة أن المستشفى به عدد كبير جدا من الأطفال الذين يأتون الى عيادات الرعاية اليومية فى مواعيد ثابته لتلقى جرعات العلاج سواء الكيماوى أو الإشعاعى أو المتابعة وبالتالى نحن لانعلم ما تعرضوا له من إحتمالات الإصابة بالفيروس أثناء وجودهم خارج المستشفى ونظرا لأننا لانتعامل مع أطفالنا فيما يتعلق ب السرطان فقط وإنما نحن مسئولون عنه فى حالة الإصابة بأى مرض أخر وخاصة هذا الفيروس الخطير الذى يؤثر على جهاز المناعة لذا كان لابد من تجهيز غرف عزل متكاملة للأطفال الذين تعرضوا للإصابة بالفيروس من خارج المستشفى وهذا حدث مع الأطفال التى يتم علاجها منذ سنوات والحالات الجديدة أيضا. وماذا عن الإجراءات الخاصة بوحدة التغذية العلاجية لتحسين كفاءة جهاز المناعةللأطفال ؟ بالتأكيد نحن فى وحدة التغذية العلاجية لدينا حزمة من الإجراءات التى يتم تطبيقها بمنتهى الحسم على جميع أنواع الغذاء التى تدخل المستشفى؛ ضمانًا لسلامة الغذاء وجودة المنتج كما أننا نقدم لكل مريض وجبة مختلفة بناء على حالته حيث أن كل حالة تختلف عن الأخرى فى احتياجاتها لوجبات غنية بالأملاح أوالمعادن أو مضادات الأكسدة أن أنواع معينة من الفيتامينات بما يساعد على تحسين كفاءة جهاز المناعة .