قالت الدكتورة جلسن صالح، رئيس قسم التغذية العلاجية بمستشفى سرطان الأطفال مصر 57357، خلال جلسة علمية انعقدت مؤخرا في أحد فنادق القاهرة، ضمن المؤتمر الموحد الأول لأمراض الجهاز الهضمي والكبد، بحضور كبار خبراء الكبد والجهاز الهضمي والتغذية في مصر، إن التغذية العلاجية تلعب دورا مهما في علاج أورام الجهاز الهضمي، لأن المرض والعلاج يؤثران على الحالة التغذوية للمريض، حيث يحتاج العلاج لتعاون كل الفريق الطبي من الطبيب المعالج للأورام والتغذية والصيدلى الإكلينيكي المختص بالتغذية، وأخصائيو التغذية، وصحة وسلامة الطعام، وممرضة متخصصة في تنفيذ بروتوكول العلاج التغذوي. ويعمل هذا الفريق في تناغم، مما يتسبب في ارتفاع نسبة الشفاء وتخفيف الأعراض الجانبية للمرض والعلاج، وزيادة المناعة، وتحسين جودة الحياة الصحية للمريض. وأشارت إلى أهمية علم "النيتروجينومكس" وهو تأثير الطعام على الجينات، وهو علم جديد يرصد تأثير أنواع المغذيات الطبيعية على الجينات، والمحيط الكيميائي للخلايا السرطانية، وهو ما تسعى مستشفى 57357 لتحقيقه، من خلال الأبحاث ووجود معمل متقدم لتطبيق هذا العلم الحديث. أما علم "النتيتروجينتك" وهو تأثير الجينات على التمثيل الغذائي لمكونات الأطعمة المختلفة، وتحرص مستشفى 57 على تطبيق هذا العلم خلال الفترة المقبلة، حيث يتم من خلاله إعداد بروتوكولات التغذية للأطفال مرضى السرطان الذين يعانون من أمراض جينية أو وراثية في المستشفى، لكل حالة على حدة، طبقا للخريطة الجينية لكل مريض. وعرضت الدكتورة جلسن أهمية البدء مبكرا في بروتوكولات التغذية العلاجية للمرضى بسرطان الجهاز الهضمي، منذ اليوم الأول لتشخيص الحالة وتأكد الإصابة بالمرض، وإجراء التقييم التغذوي السليم بصفة دورية، لمنع حدوث سوء التغذية أو استمرارها في حالة وجودها قبل التشخيص. وأكدت على اختلاف طرق التغذية في سرطان الجهاز الهضمي بناء على الحالة التغذوية للمريض، وكفاءة جهازه الهضمي، ويتم التقييم في هذه الحالة بناء على الكشف الطبي، وتطور المقاييس الجسمانية "الوزن – الطول – وتقييم الكتلة الدهنية والعضلية في الجسم"، ونتائج الفحوصات المعملية، والتاريخ التغذوي للمريض، فإذا كان الجهاز الهضمي يعمل بكفاءة، يجب اللجوء إلى التغذية عن طريق الفم أو التغذية الأنبوبية في بعض الحالات، ومن الممكن اللجوء للمكملات الغذائية حيث غالبا ما يعاني مريض الجهاز الهضمي من فقدان الشهية، أو صعوبات الهضم، أو القئ والإسهال كأثر جانبي للعلاج الكيماوي، مما يترتب عليه عدم حصوله الجسم على ما يحتاجه من غذاء. وقالت الدكتورة جلسن صالح، إنه في حالة سوء التغذية الشديد قد يتم اللجوء إلى التغذية الوريدية، والتي يجب أن تم تحت إشراف طبي كامل، وعدم إجراءها في المنزل، حيث تتطلب لإجراءات تعقيم مشددة وإجراء فحوصات معملية يومية، وعدم تعرض المريض لآثار جانبية خطيرة، حيث أن المغذيات الوريدية تدخل الدم مباشرة، دون المرور بالمراحل الطبيعية "فيسيولوجية" التي خلق الله الإنسان بها، وبالتالي قد تعمل على تغيير مكوناته. وأكدت على مشاركة مستشفى 57357 في المؤتمر الموحد، من أجل توضيح الدور الهام للتغذية العلاجية كفريق عمل متكامل في علاج السرطان وخاصة الجهاز الهضمي منها.