د. حاتم عبدالمنعم أحمد ترددت أنباء عن عودة بعض الانشطة الجماعية خلال الشهر القادم مثل الدوري الممتاز لكرة القدم والألعاب الأخرى وفتح حضانات الأطفال؛ حيث أعلن الأستاذ عمرو الجنايني عن نية اتحاد الكرة فى عودة الدورى فى يوليو القادم وهذا يعنى ضرورة البدء فى التدريبات الجماعية قريبا وسريعا؛ لأن التوقف عن الكرة ثم العودة يحتاج لتدريبات بدنية ومباريات ودية متدرجة القوة لعدة أسابيع قبل بداية الدورى أى التدريبات يجب تبدأ الآن أو قريبا جدا مما يعرضنا جميعا لخطر تزايد العدوى وانتشار المرض، في حين أن ما يحدث فى دول العالم الأخرى يجعلنا نتريث كثيرا. ففي الصين مثلا رغم النظام الشيوعى الصارم والمنضبط ونجاحها الكبير في مواجهة أزمة كورونا وعودة الدراسة بالمدارس إلا أنها بعد فترة قصيرة أعلنت إغلاق المدارس مرة أخرى بعد عودة المرض للظهور والانتشار. وعلينا بداية أن نتريث ثم نتناول كل نشاط على حدة؛ لأن المخاطر والأهمية تختلف من نشاط إلى آخر فمثلا الاختلاط والخطورة تزداد فى بعض الألعاب ذات الاحتكاك المباشر مثل كرة القدم وتقل الخطورة والاختلاط فى لعبة كرة اليد لوجود شبكة عازلة بين الفريقين وضرورة فتح المصانع مثلا تختلف عن ضرورة فتح الملاعب، كما أن حضانات الأطفال يصعب إلزام أو التزام الطفل بقواعد الأمان والتباعد، ويسهل انتقال العدوى؛ سواء بالنسبة للألعاب الجماعية أو حضانات الأطفال، كما يوجد مشكلة كبيرة بالنسبة لعودة الألعاب الجماعية مثل كرة القدم؛ حيث لو أصيب لاعب واحد فقط يجب عزل الفريق بأكمله لمدة أسبوعين فكيف نكمل المسابقة وهذا وارد جدا؛ حيث معروف إصابة ثلاثة حكام كرة قدم بدون عودة النشاط كما يوجد إصابات ب كورونا لدى أسر بعض اللاعبين. وبالتالى يجب عزلهم بمعنى أن إصابة لاعب واحد فى أى فريق يعنى عزل الفريق كله وتوقف المسابقة أو إلغاءها وبالطبع هذا وارد جدا واحتمالاته كبيرة؛ ولذلك علينا التريث خاصة فى عودة الأنشطة الترفيهية وغير الضرورية مثل الألعاب الرياضية بوجه عام؛ خاصة وأن الموسم الجديد يجب أن يبدأ فى أغسطس وبالطبع لو تم استكمال الموسم الحالى فسوف يؤدى ذلك لمشاكل وضغوط أخرى للموسم القادم، وكذالك حضانات الأطفال تحفل بالعديد من المخاطر وهل من الطبيعى أن تعود كرة القدم فى حين أن معظم جلسات المحاكم باستثناء الأحوال الشخصية مؤجلة منذ مارس الماضى حتى الآن، وأن كثيرًا من القضايا والنزاعات مؤجلة ومتراكمة من عدة شهور؛ مما يزيد من الاحتقان وزيادة الخصومات والعنف وتأجيل رد كثير من الحقوق المؤجلة أصلا لتراكم وتزاحم القضايا وما يترتب على ذلك من سوء استغلال البعض لتوقف الجلسات والتمادى فى الاعتداء على حقوق الآخرين نتيجة التأجيل المتكرر للجلسات بحقوق المواطنين تؤجل ومباريات الكرة تعود. مطلوب إعادة دراسة كل هذه المشكلات من منظور شامل لكل الانشطة قبل عودتها، وحسب أهمية كل قطاع وضرورته؛ فمثلا القضاء والتعليم على وجه التحديد آن الأوان للاعتماد على المنظومة الإلكترونية والعمل عن بعد وللتعليم السبق فى هذا المجال وعلى القضاء سرعة التكيف والاقتداء بمنظومة التعليم حيث لا يوجد أى مانع فى كثير من أعمال المحاكم والقضاء أن تتحول للعمل فى كثير من جوانبها للعمل عن بعد (أون لاين) وهذا موجود فى الخارج من سنوات طويلة، وهذا قد يسهل سرعة العمل والإنجاز وتوفير الوقت والمجهود للجميع. وهناك ملاحظة هامة حول مواعيد الحظر التى تقرر أن تبدأ من الرابعة فجرًا إلى الساعة الثامنة مساء؛ حيث إن موعد الرابعة مبكرًا ومعظم الأفراد نيام؛ مما قد يعطى الفرصة لبعض اللصوص سواء لسرقة السيارات أو المنازل فلماذا لا يكون الموعد من خمسة فجرا إلى التاسعة مساء مثلا بنفس عدد ساعات الحظر؛ حيث يبدأ النشاط البشرى بوجه عام والتوجه للأعمال بعد الخامسة ويكون الوقت أكثر أمانا وبالنسبة لعودة الصلاة للمساجد يصعب تصور عودة الأنشطة الرياضية مع استمرار غلق المساجد؛ لأن الخطورة أكبر فى الألعاب الجماعية؛ وخاصة التى تتضمن الاحتكاك الجسدى وأحيانا العنف الجسدى، وهذه قضية يجب التعامل معها بحذر حتى لا نعطى الفرصة للبعض لإثارة الفتن والمشاكل؛ لأن السماح بعودة الكرة مثلا يجب أن يسبقه عودة الصلاة فى المساجد.. وهكذا يجب النظرة المنظومية الشاملة فى كل هذه المشكلات وأن تكون الأولوية للقطاعات الأكثر أهمية وأقل خطورة وأكثر قدرة على الضبط والسيطرة. مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الأزمة قد تستمر لفترات الله وحده يعلمها. فماذا نحن فاعلون فى حالة استمرارها وعلى كل قطاع أن يستعد ويدرس ويضع تصوره للعمل فى ظل توقع استمرار الأزمة للبدء الفعلى لتغيير نظم العمل التقليدية؛ مثل قطاعات القضاء والتعليم والتجارة وغيرها والله الموفق.