إلى محراب أفكارى * ومهبط وحي أشعارى إلى القلب الذى ح رك بالاشجان اوتارى إلى الروح التي أحيت*** من نفسى و أوطارى إلى جنة أحلامى * إلى نزهة ابصارى إلى الفجر الذى * رصع بالأنداء نوارى إلى الطير الذى * آنس بالتغريد أسحارى أقدم كأس أشعارى * و أهدى غض أزهارى تحل اليوم الجمعة، الذكرى ال39 لرحيل قامة الشعر العربي و أحد أبرز رموز الفن في مصر في القرن الماضي شاعر الشباب أحمد رامي ، الذي رحل عن دنيانا في الخامس من يونيو عام 1981م بعد رحلة عطاء طويلة للفن و الشعر و الأغنية في مصر تردد صدى كلماته فيها طوال أكثر من 60 عاما في جميع أنحاء الوطن العربي ما بين المحيط و الخليج، ارتقى فيها بمستوى الذوق العام و كان اللاعب الأبرز في ساحة الرومانسية و أغاني العشق في حياة المصريين. شاعر مصر الكبير " أحمد رامي " أشتهر دوما ك شاعر الشباب و شاعر الرومانسية والحب . بعد أن نجح بشعره الرومانسي باللغة العربية الفصحى و باللهجة العامية أيضا في أن يخلد إسمه لدى العامة و بسطاء الناس فهو أكثر الشعراء شهرة لدى عامة المصريين طوال نصف قرن إرتبط فيها إسمه بعشرات الاشعار الغنائية الشهيرة التي تغنت بها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم و التي شكلت روائع مازالت محفورة في وجدان الشعب العربي إلى الآن. تنوعت أعماله وإنتاجه الأدبي الغزير مابين الشعر والأدب والترجمة تجعلنا نستدعيه بعد رحيله بأربعة عقود وكأننا نستعيد به وبأعماله قطعة عزيزة من نفوسنا وأرواحنا ارتبطت به وبأغاني أم كلثوم . من يتسى الإنسان المبدع الرقيق والرجل الوفي " أحمد رامي " الذي أصيب بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة محبوبته، الملهمة الأساسية له " أم كلثوم " التي رفض أن يكتب أي شي بعد رحيلها حتى توفي و لحق بها بعد وفتها بست سنوات مخلدا أخر إنتاجه مزينا بأسمها بعد أن قدم ل كوكب الشرق أكثر من مائتي أغنية من أروع ما غنت. ولد شاعر الشباب أحمد رامي في نهايات القرن التاسع عشر في أغسطس من عام 1892م بالقاهرة ، لأب مصري من أصل شركسي فجده لأبيه الأميرلاي الشركسي "حسين بك الكريتلي"، نشأ و ترعرع فى حى السيدة زينب في قلب القاهرة ، ودرس في مدرسة المعلمين حتى تخرج منهاعام 1914 م ليسافر بعدها إلى باريس في بعثة من أجل تعلم نظم الوثائق و المكتبات و اللغات الشرقية و حصل خلال بعثته على شهادة فى المكتبات و الوثائق من جامعة السوربون، و درس فى فرنسا أيضا اللغة الفارسية فى معهد اللغات الشرقية و ساعده ذلك فى ترجمة " رباعيات عمر الخيام "، عين بعدها كأمين لمكتبة دار الكتب المصرية كما حصل على التقنيات الحديثة فى فرنسا فى تنظيم دار الكتب ، ثم عمل فى عصبة الأمم، عاد بعدها إلى مصر ليستقر بشكل نهائي عام 1945 حيث عين مستشار للإذاعة المصرية ،فعمل فى الاذاعة ثلاث سنوات ثم عين نائبا لرئيس دار الكتب المصرية . ونال أحمد رامي تقديرا عربيا وعالميا واسع النطاق حيث كرمته مصر عندما منحته "جائزة الدولة التقديرية" عام 1967م كما حصل علي "وسام الفنون والعلوم" ونال أيضا "وسام الكفاءة الفكرية" من الطبقة الممتازة حيث قام الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتسليمه الوسام بنفسه وانتخب أحمد رامي رئيساً لجمعية المؤلفين وحصل علي "ميدالية الخلود الفني" من أكاديمية الفنون الفرنسية وقبل وفاته ببضع سنوات كرمه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات حيث منحه درجة الدكتوراه الفخرية في الفنون. من أهم أعمال شاعر الشباب ، ديوان رامي بأجزائه الأربعة – أغاني رامي – غرام الشعراء – رباعيات الخيام قدم ل أم كلثوم أكثرمن مائة أغنية ، منها: على بلد المحبوب 1935 - كيف مرت على هواك القلوب 1936 - افرح يا قلبى 1937 - النوم يداعب جفون حبيبي 1937 - فاكر لما كنت جنبى 1939 - أذكريني 1939 - يا ليلة العيد 1939 - ياطول عذابى 1940 - هلت ليإلى القمر 1942 - غلبت أصالح 1946 - غنى الربيع 1946 - ياللى كان يشجيك انينى 1949 - سهران لوحدى 1950 - يا ظالمنى 1951 - أغار من نسمة الجنوب 1954 - ذكريات 1955 - عودت عينى 1958 - دليلي احتار 1958 - هجرتك 1959 - حيرت قلبي معاك 1961 - أقبل الليل 1969 - جددت حبك ليه 1952 ماذا قال أحمد رامي في رثاء أم كلثوم عام 1976 ؟ ما جال في خاطري أنّي سأرثيها بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها قد كنتُ أسمعها تشدو فتُطربني واليومَ أسمعني أبكي وأبكيها وبي من الشَّجْوِ..من تغريد ملهمتي ما قد نسيتُ بهِ الدنيا وما فيها وما ظننْتُ وأحلامي تُسامرني أنّي سأسهر في ذكرى ليإلىها يا دُرّةَ الفنِّ.. يا أبهى لآلئهِ سبحان ربّي بديعِ الكونِ باريها مهما أراد بياني أنْ يُصوّرها لا يستطيع لها وصفاً وتشبيها. حكاية اللقاء ب كوكب الشرق فى منتصف العشرينيات التقى أحمد رامى ب أم كلثوم فإذا به ينصرف عن الشعر إلى نظم الأغنية الدارجة لها فارتقى بهذه اللغة برقى ماتحمله من معان راقية ومشاعر غنية وجعل كلمات الأغنية رسالة إنسانية فى المحبة فارتقى بالأغنية العامية إلى مراتب لم تبلغها من قبل إلا فيما ندر وكانت أولى أغانيه ل أم كلثوم هى أغنية "خايف يكون حبك لى شفقة على" لكن هذا لم يحل دون زيارات متقطعة كان يقوم بها لقصيدة الفصحى المغناة ومع وجود أكثر من ترجمة لرباعيات الخيام تظل قصيدته هى الأفضل والأقرب إلى النص الأصلى حيث ترجمها عن الفارسية مباشرة فضلا عن استعانته باللغة الفرنسية، إذ تأمل الترجمة الفرنسية للرباعيات كتب رامى أولى قصائده وهو فى الخامسة عشرة من عمره. ففى عام 1910 نشرت مجلة الرواية الجديدة قصيدة أخرى، نشر رامى أول دواوينه الشعرية عام 1918 لينطلق بعدها ما بين رحلة تعليمية في العاصمة الفرنسية باريس أثقلته فكريا و رحلة فنية خالدة شاركته مسيرتها كوكب الشرق أم كلثوم التي ملأت روحه وأشبعتها فجعلت منه شاعرا محلقا شغل فؤاد المصريين بكلماته الخالدة وأغانيها التي تجعلنا بعد سنوات طويلة من غيابهما لا نستطيع نسيان أم كلثوم أو شاعرها و شريك مجدها أحمد رامي . إنتاجه الفني و الأدبي ساهم في ثلاثين فيلم سينمائي, إما بالتأليف أو بالأغاني أو بالحوار ، من أهمها: نشيد الأمل - الوردة البيضاء - دموع الحب - يحيا الحب - عايدة - دنانير- وداد، وكتب للمسرح مسرحية غرام الشعراء، ترجم مسرحية "سميراميس". كما ترجم كتاب "في سبيل التاج" من فرانسوكوبيه" - ترجم "شارلوت كورداي" ل يوتسار , ترجم "رباعيات الخيام" و عددها 175 و كانت أول الترجمات العربية عن الفرنسية ، كما ترجم بعض قصائد ديوان "ظلال وضوء" لسلوى حجازي عن الفرنسية. أحمد رامي و أم كلثوم أحمد رامي و أم كلثوم أحمد رامي و أم كلثوم أحمد رامي و أم كلثوم أحمد رامي و أم كلثوم أحمد رامي و أم كلثوم أحمد رامي أحمد رامي أحمد رامي أحمد رامي