يحتفل العالم العربى غدٍ الثلاثاء بذكرى رحيل شاعر الشباب أحمد رامى، صاحب السجل الحافل بالإنجازات والإبداعات الشعرية، التي من بينها ما يقرب من مائتي أغنية تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم. ولد رامي بحي السيدة زينب في 1892م، وتخرج في مدرسة المعلمين عام 1914، ليسافر بعدها إلى باريس في بعثه لتعلم نظم الوثائق والمكتبات واللغات الشرقية، ثم حصل علي شهادة في المكتبات من جامعة السوربون. نال رامي تقديرًا عربيًا وعالميًا واسع النطاق، حيث كرمته مصر عندما منحته جائزة الدولة التقديرية بالآداب عام 1967، ووسام الفنون والعلوم، بينما منحه الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات درجة الماجستير الفخرية في الفنون، كما سلمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب وسام الكفاءة الفكرية من الطبقة الممتازة بنفسه، وانتخب رئيسًا لجمعية المؤلفين وحصل علي ميدالية الخلود الفني من أكاديمية الفنون الفرنسية. ولرامي سجل حافل بالإبداعات الشعرية، بينها ديوان من أربع أجزاء:" أغاني رامي، غرام الشعراء، رباعيات الخيام"، كما يرجع له الفضل في ترجمة رباعيات الخيام من الفارسية إلى العربية، هذا بالإضافة إلى تأليفه ما يقرب من مائتي أغنية تغنت بها أم كلثوم. وأصيب "شاعر الشباب" بحالة من اكتئاب شديدة بعد وفاة أم كلثوم، ورفض أن يكتب أي شي بعدها حتي رحل في 4 يونيه عام 1981، باستثناء أغنية واحدة فقط هى "أول ماشوفتك حبيتك " لميادة الحناوى، حيث رثى "كوكب الشرق" بكلمات بعد رحيلها قال فيها: ما جال في خاطري أنّي سأرثيها بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها قد كنتُ أسمعها تشدو فتُطربني واليومَ أسمعني أبكي وأبكيها وبي من الشَّجْوِ..من تغريد ملهمتي ما قد نسيتُ بهِ الدنيا وما فيها وما ظننْتُ وأحلامي تُسامرني أنّي سأسهر في ذكرى لياليها يا دُرّةَ الفنِّ.. يا أبهى لآلئهِ سبحان ربّي بديعِ الكونِ باريها مهما أراد بياني أنْ يُصوّرها لا يستطيع لها وصفاً وتشبيها ورحل رامى فى ذكرى النكسة الخامس من يونيه، التى ظل بسببها فترة طويلة لم يكتب حرفًا من الشعر، إلا أنه كتب بعدها مجموعة من أفضل أغانيه، مثل: دليلي احتار، وعودت عينى، وهجرتك، وحيرت قلبى، وأقبل الليل.