بعث الدكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى، بتقرير مفصل وشامل إلى الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، حول الإجراءات التى اتخذتها وزارة الرى لمواجهة المخاطر الناجمة عن سوء الأحوال الجوية التى تعرضت لها البلاد خلال الموسم الشتوى الحالى وتحديداً "نوّة قاسم " يوم السبت 11 ديسمبر. ونجمت عنها زيادة سرعة الرياح صاحبتها سقوط أمطار غزيرة وبمعدلات عالية..وارتفاع في أمواج البحر وصلت إلى 6 أمتار "وهي ظاهرة لم تحدث منذ أكثر من ثلاثين عاماً" مما أدي إلي ارتفاع المياه بالمناطق المنخفضة داخل القري والمدن بمحافظات السواحل الشمالية وارتداد المياه داخل مصبات المصارف علي البحر وعند البواغيز وارتفاع مناسيب المياه في جميع البحيرات الشمالية وخاصة إدكو والبرلس. وتناول د.علام فى تقريره، جهود وزارة الموارد المائية والري لدرء المخاطر عن منطقة الساحل الشمالى خصوصاً شمال الدلتا من خلال تنفيذ خطة متكاملة للتعامل مع أزمة زيادة معدلات الأمطار علي السواحل الشمالية ودفع كافة إمكاناتها البشرية والفنية والمعدات والأجهزة للحفاظ علي المواطنين و الرقعة الزراعية حتى تمت السيطرة على الموقف تماما بفضل التحرك النشط والسريع. وشرح التقرير بداية النوة وكيفية التعامل معها حيث بدأت النوّة المعروفة ب "نوّة قاسم" مساء الجمعة10 ديسمبر وتزايدت هذه النوّة مع صباح السبت حيث نشطت رياح شديدة محملة بالأتربة وأمطار غزيرة ببعض المحافظات الساحلية، مع ارتفاع في أمواج البحر مع حدوث مد للبحر تجاه السواحل الشمالية أثر كل ذلك - في المجموع العام -على كفاءة محطات الرفع والتي تصرف علي البحيرات الشمالية وبالبحر المتوسط.. وقد قدرت كميات المياه التي تم ضخها ورفعها بواسطة المحطات بما يزيد على 500 مليون متر مكعب من المياه. كما أدت النوة إلى ارتفاع مناسيب طرد المحطات بدرجة تخطت المناسيب التصميمية مما تأثرت معه كفاءة المحطات بالسلب، وغرق بعض الأراضى الزراعية بالمياه والتى زادت كمياتها على السعة التصميمية لشبكات الصرف وكذلك سعة المحطات. فيما أدت الرياح الشديدة إلى قطع التيار الكهربائي مما تزايدت معه خطورة الموقف في معظم مناطق الري المطور ومحطات الرفع التي تعتمد في تشغيلها على التيار الكهربائي. وحدد التقرير المحافظات التى تأثرت بهذه الأحوال الجوية وكان أكثرها تأثراً (الإسكندرية – البحيرة – كفر الشيخ – منطقة غرب الدقهلية). وعن الإجراءات التي اتخذتها أجهزة وزارة الرى قال الدكتور علام: إنه تم على الفور تخفيض التصرف من السد العالى والحصص المائية بهذه المناطق على الفور واحتواء مقدار التخفيضات بالبرك الرئيسية والثانوية والرياحات والترع الرئيسية بالوجه البحري ومنها الرياح البحيري والرياح الناصري والرياح العباسي وفرع رشيد وترعة المحمودية. كما تم تزويد المواقع الشمالية بوحدات الطوارئ اللازمة لصرف المياه الزائدة عن المعدلات الطبيعية.. وقد تم تحريك حوالي (150) وحدة طوارئ "بتصرف يتراوح من 1-4م3/ث للوحدة" .. وذلك للمواقع المختلفة. وشرح الوزير بالتفصيل الإجراءات التى بكل محافظة على حدة حيث تم فى محافظة الإسكندرية نقل وتركيب وتشغيل 123 وحدة بطاقة إجمالية 18م3/ث (1.5مليون م3/يوم) وبصفة خاصة عند مواقع محطات الطابية والحارس والدشودي ومعسكر القوات البحرية الملاصق لمصرف غرب النوبارية. وفي محافظة كفر الشيخ تم الدفع بستة عشر وحدة طوارئ بطاقة إجمالية 20م3/ث (1,7مليون م3/يوم ) لمواقع محطات زغلول والبرلس وتيرة وحفير شهاب الدين وقلابشو وغرب البرلس. كما تم الدفع بمحولات وكابلات ومعدات كهربائية لتشغيل وحدات الطوارئ الكهربائية بمواقع هذه المحطات. وشملت الإجراءات إنشاء سدود ترابية مؤقتة لسد جميع فتحات طرد محطات الرفع القديمة لإمكان السيطرة على الموقف. ولمواكبة إجراءات تخفيض تصرفات العديد من الترع الرئيسية مع الالتزام بعدم الإضرار بكافة الزراعات علي مستوي المحافظات الشمالية "باستثناء غرق زمام محدود يقدر بحوالي 15 فداناً بالأراضي غير مقررة الري" بنهاية فرع رشيد. منوهاً إلى التنسيق مع الأجهزة الأخري ذات الصلة (أجهزة المحافظات المعنية – أجهزة المحليات – الأمن- أجهزة وزارة الكهرباء لضمان عدم قطع التيار الكهربائي عن هذه المناطق). وأشار علام الى استمرار متابعة غرف الطوارئ المركزية والإقليمية بالمحافظات للموقف على مدار الساعة والإبلاغ بأية متغيرات مع متابعة اتخاذ كافة الإجراءات و تحريك المعدات والأجهزة اللازمة. وفى نهاية تقريره أشاد الوزير بأداء المهندسين وأجهزة الوزارة المختلفة وقدم لهم الشكر على جهودهم فى التعامل مع الأزمة الفجائية للمناخ.