حديث الصور أمام باب زويلة وفي حارة مصرية فى منطقة الخيامية تقبع ورشة عم سلامة العربي . ذلك الفنان البالغ من العمر 67 عاما يجلس فى دكانه الصغير الذى تعلوه ورشة التصنيع. من هذا المكان البسيط تخرج مصنوعات بديعة من الجلد الطبيعي في هيئة حقائب ومحافظ يد لتعرض بعد ذلك في كبرى المحال بأشهر أحياء القاهرة الراقية جنبا إلى جنب بجوار الماركات العالمية. تحف فنية تنافس في السوق بقوة من حيث جودة الخامات وإتقان الصنعة، وفوق هذا، فإن سعرها لا يتعدى نصف قيمة نظيرتها التجارية.. ولما لا وقد امتهن عم سلامة تلك الحرفة وهو في السابعة من عمره عندما تعلمها علي يد والده وجده وظل يعمل طوال حياته بجد واجتهاد. سلامة العربي لم يتوقف يوماً عن العمل حتى بعد أن وصل لهذا العمر وبدأت يداه ترتعشان وقدماه لم تعودا قادرتين على حمله. رزقه الله بأربعة أبناء إلا أنهم جميعاً لم يتعلموا منه حرفته وحرفة جدوده والتحقوا بالجامعات، مما سبب له حزنا شديدا كما يقول: "بعد موتنا ستندثر تلك الحرف اليدوية ولن نجد من يستكمل مسيرتنا". سلامة العربي الحال عند سلامة العربي هو حال الجميع من الركود، فقد كان اعتماده الأكبر على التوزيع بمناطق شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان، كما أن نقل المدابغ لمنطقة الروبيكي زاد عليه تكلفة النقل وسبب له عبئا إضافيا لكنه مازال يجلس في ورشته يبتكر ويصنع الحقائب حتى تعود الحياة من جديد. نقلا عن صحيفة الأهرام