حديث الصور.. بالقرب من نهاية شارعنا وعند تلك البناية الأنيقة ذات الثلاثة أدوار والتي تبدو وحيدة ومميزة وسط العمارات الشاهقة التي غزت الحى تباعا، وقفت تلك الشجرة وارفة الظلال تبدو وكأنها جزء من الشارع .. عجوز طيبة يحبها كل أطفال المنطقة .. كانت أبصارنا تتعلق بفروعها القوية ذهابًا وإيابًا وأحيانًا كنا نرسل بعثة استكشافية من الأولاد لتسلق هذا الجذع الضخم والفروع الأبعد عن أعيننا، لعلها تخفي البشائر التي ننتظرها بفارغ الصبر.. فطرحها لثمار التوت هو بمثابة الإعلان عن قدوم الصيف وذلك وفقا لتوقيت طفولتنا. وما أن ينبئنا البشير بظهور الثمار حتي نعد العدة للفوز بها، ونستعد لمعاركنا الصغيرة.. فبالرغم من أنها في شارعنا لكنها تجذب الزوار من الشوارع المحيطة.. فالمحصول للأسرع جنيا ! كنا نخرج مجموعات في محاولات فاشلة لهز الجزع الضخم وأخرى تتسم بالرعونة لقذف الأحجار نحوها لعلنا نحظى بأكبر قدر من الثمار، ولكن تسلق البعض لها و هز فروعها كان دائما الحل الأفضل مع حفظ نصيب المتسلق من الثمار المتساقطة. مرت الأيام وكبرنا وتوقفنا عن تلك المغامرة .. ولكن كلما مررنا عليها وجدنا أطفالا آخرين يخوضون نفس المعركة الصيفية.. يتسلقون شجرة التوت ويبحثون عن الثمار الصغيرة الشهية .. تبدو المغامرة كحدوتة تتوارثها الأجيال.. لكنها حدوتة بلا نهاية .. ف توتة توتة وتستمر الحدوتة. نقلا عن جريدة الأهرام " توتة توتة ".. وتستمر الحدوتة " توتة توتة ".. وتستمر الحدوتة " توتة توتة ".. وتستمر الحدوتة