للعام الثاني على التوالي، أقام مسيحيو بريطانيا المصريون حفل إفطار للمسلمين المصريين ، تأكيدا علي التلاحم وفي دعوة من الجميع للاتحاد في مواجهة خطر الفتنة في الوطن الأم. وفي كلمته في الحفل، قال شنودة شلبي أمين عام اتحاد المصريين في بريطانيا: إن اجتماع المسيحيين والمسلمين في هذه المناسبة "رسالة تؤكد إنه يصعب أن تنجح أي محاولة للتفريق بين المصريين سواء في مصر أو الخارج". ويذكر أن هذا هو العام الثاني على التوالي الذي يقام فيه مثل هذا الحفل. وقال شنودة "رغم الخلافات التي لا يمكن إنكارها فإن تحكيم العقل وجعل مصلحة مصر الوطنية فوق كل اعتبار كفيلان بتسوية الخلافات وضمان الوحدة". من ناحيته، قال القس إبراهيم السايح، ممثل الكنيسة الإنجليكانية المصرية: إنه " لاشئ يفصلنا طالما بقيت مصر في قلوب المصريين مسيحيين ومسلمين". وعبر عن سعادته بأن أصبح هذا الإفطار الرمضاني عادة سنويا. وقال: إنه يأمل أن يقام هذا الإفطار العام المقبل في ظروف أفضل. وقال الشيخ حامد خليفة، إنه يرفض وصف المصريين بأن هذا مسيحي وهذا مسلم. وأشار إلى إن هذا "ما زاد من الفرقة ويجب أن يتذكر الجميع دائما أننا جميعا مصريون". وذكر خليفة، الحاضرين بقول البابا شنودة الراحل عندما سئل عن قانون الأحوال الشخصية إنه "يحتكم إلى الديانة الإسلامية وليس إلى الديانة المسيحية". وناشد منظمي الحفل الإكثار من هذه المناسبات حتي تتعزز الوحدة. ووصف آندي سلوتير، نائب البرلمان وزير الدولة لشئون العدل في حكومة الظل العمالية المعارضة ، الجالية المصرية ، مسيحييها ومسلميها، بأنها واحدة من أفضل الجاليات في المملكة المتحدة . وأبدى إعجابه بالتكاتف بين المسيحيين والمسلمين المصريين رغم الصعوبات والمشاكل الطائفية في مصر. ووصف مصطفى رجب ، رئيس اتحاد المصريين في المملكة المتحدة ومدير البيت المصري في لندن ، الجالية بأنها " أقوى جالية من حيث مستوى التعليم والثقافة والالتزام بالقانون". وقال إنه طوال السنوات الماضية ، "لم يكن هناك للتوصيف الديني أي أهمية في تعاملات المصريين مع بعهضم البعض في بريطانيا". وعبر عن اعتقاده بأن مثل هذه المناسبات هى أفضل مناخ كي يناقش المصريون هموم ومشاكل الوطن الأم. وقال إن وحدة المصريين في بريطانيا ، في التعامل مع الأحداث السلبية في الوطن، يبعث برسالة قوية تؤكد أن المشاكل الطائفية تعكس أزمة وعي لدى الناس بحقيقة الدين المسيحي والإسلامي في مصر. من ناحيته أشاد السيرجنت تيرتل كبير مفتشي الشرطة في منطقة وايت سيتي، التي يقع فيها مقر اتحاد المصريين في بريطانيا، بدور الجالية المصرية في تحقيق الاندماج والتفاهم بين الأديان في بريطانيا. وقال في كلمة في حفل الإفطار، إن اتحاد المصريين ، مسيحيين ومسلمين ،" يؤدى دورا مؤثرا ونشطا في أعمال لجنة التفاهم بين الأديان وإقامة الجسور بين المؤمنين فيها في بريطانيا".