د. عمرو عبدالسميع يكتب: حالة حوار تذكرون نظرية خيرت الشاطر والإخوان التى تؤكد ضرورة إنشاء جيش مواز وشرطة موازية، على غرار الحرس الثورى الإيراني، وما تردد عن زيارة سرية قام بها قاسم سليمانى قائد الحرس الثورى الذى تم قتله منذ شهور للتنسيق مع الإخوان فى سبيل إنشاء هذا الجيش الموازى الذى له عقيدة قتالية وفكرية مختلفة عن الجيش النظامى المصري، تلك الفكرة السوداء لم يكتب لها التحقق خلال عام حكم الإخوان الأسود، ولكن يعاد إنتاجها حاليا على يد تركيا، فالجيش التركى كان هاجسا يؤرق الإسلامويين فى تركيا وبالذات ذراعهم الحاكم الآن وهو (حزب العدالة والتنمية). إذ كان الجيش هو النصير الأول للعلمانية والشوكة التى تردع أوهام مشروع الخلافة العثمانى الإخواني، ومن ثم استهدف أردوغان الجيش مرتين، الأولى عقب انقلاب عام 2016 الفاشل وما تلاه من اعتقال وتسريح آلاف الضباط الأتراك، وتصفية وضع المؤسسة العسكرية كمركز قوة داخل النظام التركي. أما الاستهداف الثانى فكان إنشاء ذراع عسكرية لحزب العدالة والتنمية يمول من الحزب وقطر وتنظيم الإخوان متمثلا فى شركة (سادات) للخدمات الاستشارية فى مجال تنظيم وتنسيق القوات المسلحة والأمنية داخل تركيا وعلى امتداد العالم الإسلامي، وكذا تقديم الاستشارات فى مجال الصناعات العسكرية، إذن (سادات) تمارس نشاطا خارج إطار الجيش، لا بل وقام أردوغان بإسناد مهمة إعادة هيكلة الجيش التركى بأكمله إلى شركة (سادات) بمعنى أنها أصبحت رئيسة (عمليا) للجيش التركي، وسنادة المجموعات الإرهابية المتطرفة سواء فى ليبيا، أو فى الشام حيث تقوم شركة سادات بدعم وتعزيز وضع الجيش السورى الحر فى سوريا.. المشروع الإخوانى الإسلاموى يناصب الجيش العداء فى دولة يحاول الإخوان التمكين لسلطتهم الفاشية الغاشمة، وهم لذلك يحاولون دائما إنشاء جيش مواز يصبح جزءا من مشروعهم الذى يعمد إلى تغيير هوية أى دولة عصرية لتتحول من دولة (مدنية) إلى دولة (دينية) وتصبح أداة فى يد الخلافة ورموزها. رئيس شركة (سادات) المؤسس هو جنرال متقاعد اسمه عدنان تانرى فردي، وهو أحد عناصر جماعة القطبيين التى تنتسب إلى سيد قطب زعيم إحدى موجات المد الإخوانى قبل القبض عليه وإعدامه شنقا حين أراد قلب نظام الحكم فى منتصف الستينيات.