شهد مجلس الشورى اليوم الخميس حالة من الجذب والشد بين نواب المجلس ورئيس المجلس القومى لرعاية أسر شهداء ومصابي الثورة، أثناء مناقشة تقرير الذي أعدته لجنة حقوق الإنسان بالمجلس عن سياسات المجلس القومى. ووجه النائب الوفدى صلاح الصايغ انتقادات عنيفة للمجلس، قائلاً: هذا الكيان المسمى بالمجلس القومي لرعاية أسر الشهداء يمكن أن نوصفه بمجلس العذاب والإذلال، لأنه أذاق المصابين وأسر الشهداء ألوان العذاب. وأوضح الصايغ أن المطالب التي يطلبها هذا المجلس من المصابين واسر الشهداء لصرف مستحقاتهم من أصول أوراق ومستندات يصعب استخراجها وحينما حصلوا عليها وسلموها لهذا المجلس تسبب في ضياعها دون مبالاة، متسائلا: " هل هذا رد الجميل لمن ضحوا بأرواحهم ومستقبلهم من أجل مصر؟". وأضاف النائب أن أسر الشهداء والمصابين حينما قابلوا رئيس المجلس بعد ضياع أوراقهم طالبهم بالذهاب لمؤسسة اجتماعية لثبات أحقيتهم، وقال: قدمت صورة رسمية لأحد الشهداء في محافظة الإسماعيلية إلا أنهم رفضوا هذه الأوراق ووصفوا الشهيدين بأنهم قتلى ثورة وشغب،وهو ما يدل على أنهم في المجلس القومي لا يعترفون إلا بشهداء القاهرة فقط واعتبار شهداء باقي المحافظات الأخرى قتلى ثورة وشغب. وأشار الصايغ إلى أنه بعد مخاطبة عدد من المسئولين حول هذين الشهيدين تم التأكيد على صرف مستحقاتهم منذ أكثر من عدة شهور إلا أنه لم يتم صرف أي مستحقات لذويهم حتى الآن، رغم الاتصال بهم عدة مرات، في الوقت الذي يلقي هذا المجلس بالمسئولية في عدم الصرف على التأمينات مرة ووزارة المالية مرة أخرى، وطالب النائب باستقالة رئيس المجلس القومي لحقوق الشهداء والمصابين. كما طالب الصايغ رئيس الوزراء الجديد بحل هذا المجلس وإنشاء مجلس أعلى لرعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة تحت رعاية رئيس الجمهورية، كما طالب رئيس الجمهورية بالوفاء بوعوده اتجاه الشهداء والمصابين. من جانبه قال الدكتور حسني صابر رئيس المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين أن إنشاء صندوق المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء والمصابين جاء في وقت محاصرة وزارة المالية وعدم توفر المكاتب أو الموظفين للمجلس في الوقت الذي احتشد فيه أكثر من ألف شخص من أسر الشهداء والمصابين، و ضرب عدد كبير من الموظفين ومحاصرة المجلس القومي. وتابع :كنت أحارب عند المجلس العسكري للحصول على 3200 درجة وظيفية في الحكومة للمصابين الذين جلسوا لأكثر من سنة لم يجدوا "لقمة العيش" بسبب ظروفهم العصيبة بعد أن فقدوا صحتهم من أجل الوطن، ولكننى فوجئت بمحاصرة عدد كبير من المصابين للمجلس القومي. وأوضح أنه يعمل في ظل ظروف صعبة منها أنه حتى الآن ، منها عدم وجود ميزانية للمجلس القومي فضلا عن البيروقراطية التي تعاني منها الدولة، وأكد أن المجلس أنجز استكمال مصاريف حقوق الشهداء والمصابين لعدد 5350 شخص، بما يعادل 95% بحد قوله. وكان التقرير الذى تلاه د. ايهاب الخراط رئيس لجنة حقوق الإنسان تناول كيفية توزيع المبالغ المالية والتعويضات على المصابين وأهالى الشهداء وما شاب هذا الموضوع ممن عشوائية، وكفاءة العلاج طويل المدى للمصابين وطبيعة الخدمة المقدمة، حيث تم اكتشاف قرارات لم يتم تفعيلها وحالات مستعصية تحتاج إلى علاج فى الخارج. وأشار الخراط الى كشف التقرير عن إهمال شديد فى طبيعة المعاملة من الموظفين بالمجلس تجاه اهالى الشهداء والمصابين بالاضافة لعدم وجود تعاون بشكل جيد تجاه المصابين.