22عامًا مرت على ذكرى الغزو العراقي للكويت، يسترجعها كل من عاش على أرضها في أصعب مرحلة إبان الاحتلال الغاشم والذي استمر لسبعة أشهر، أحدث فيها العراقيون ما أحدثوه بالبلاد من فوضى عارمة تضرر منها القاصي قبل الداني. وقدمت الكويت 1344 شهيدًا خلال السبعة أشهر، كما قدمت من أجل تحريرها من العدوان الصدامي الغاشم كوكبة من الشهداء ضمت 887 شهيدًا بين عسكري ومدني من 14 جنسية خليجية وعربية ومن المقيمين بصورة غير قانونية (غير محددي الجنسية) وجنسيات غير عربية. وأكدت الوكيل المساعد في الديوان الأميري المدير العام لمكتب الشهيد التابع للديوان فاطمة الأمير، أن مكتب الشهيد يفخر بأنه يعمل دائمًا من أجل تخليد شهداء الكويت الأبرار وتعزيز مفهوم الشهادة وإعلاء شأن المواطنة والفداء. وأشارت إلى صروح للشهداء أقامها المكتب في محافظات البلاد الست يحمل كل منها أسماء شهداء كل محافظة على حدة، وأن المكتب يستعد حاليًا لإقامة "صرح الشهيد العام" في العاصمة يحمل أسماء جميع شهداء الكويت "ليكون تجسيدًا للوحدة الوطنية وتماسك الكويتيين وتمسكهم بأرضهم والتفافهم حول شرعيتهم ومعلمًا مهمًا يضاف إلى معالم البلاد الوطنية والحضارية والفنية". وقد تم إنشاء مكتب الشهيد في يونيه 1991 بموجب مرسوم أميري يهدف إلى تكريم شهداء الكويت وتخليد بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وكرامته إضافة إلى تقديم أفضل أنواع الرعاية لذوي الشهداء. وخلال سبعة أشهر، قام النظام العراقي بإحراق (737) بئرًا نفطًا كويتيا قبل خروجه مهزومًا على يد قوات التحالف، وقد استمر اشتعال النيران فترة تصل إلى تسعة أشهر من بعد انتهاء الحرب، وتعتبر هذه الحرائق من أعقد وأكبر كوارث التلوث البيئي التي عرفها العالم في التاريخ الحديث، وراح ضحية هذا الغزو مئات من الشهداء والأسرى والمفقودين، إضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد، ونهب المؤسسات والمنشآت مما نجم عنها خسائر مادية كبيرة.