معاناة يومية يتكبدها المسافرون عبر الطرق السريعة بسبب توقف حركة السير وبشكل أخص طريق (القاهرة - الإسكندرية الزراعى) ما أصبح يزيد من أعبائهم اليومية، ويجعل من فكرة السفر الكابوس الذي يتمنى كل مسافر ألا يراوده يومًا، "بوابة الأهرام" خلال هذا التقرير ترصد معاناة العالقين في زحام السفر كالتالي: إذا شاهدت شخصًا يترجل من الوسيلة التي يستقلها على الطريق الزراعي ويقرر استخدام قدميه فلا تستغرب، فهذا دليل على أن الزحام المروري قد بلغ درجة الاختناق والانتظار لم يعد مجديًا، ويكون عليهم وقتها اتخاذ القرار الأصعب وهو أن يعودوا أدراجهم إلى منازلهم ويمتنعون عن الذهاب للعمل. مصطفى عيد (موظف بوزارة الصحة) أحد شهود العيان على مأساة الزحام اليومية يقول: "المسافة من قليوب إلى ميدان المؤسسة بمدخل القاهرة، أصبحت تشكل معاناة شديدة لكل من يرتاد هذا الطريق، ويوميًا تستغرق هذه المسافة أكثر من ساعتين، ما يؤدى إلى تأخرنا على الذهاب لأعمالنا وقضاء مصالحنا، كما أننا نقضي ساعتين من الانتظار داخل السيارات في ظل هذه الحرارة الشديدة والصيام". ويتابع متسائلا: "أين الرقابة المرورية على الطريق؟، لماذا لا يتم تطبيق القانون الذى يقضى بمنع سير النقل الثقيل إلإ فى المساء كما كان يحدث منذ سنوات". خليل مرزوق (موظف بالأوقاف) من جهته يطالب الأجهزة الأمنية بوضع دوريات مرورية على الطريق الزراعى وإيجاد حلول لمنع المعاناه التى يتعرض لها المسافرون يوميا ذهابًا وإيابًا، ويعتقد مرزوق أن هناك تقصيرًا متعمدًا من قبل الأجهزة الأمنية والمرورية، ويجب معاقبة المقصرين، مشتركًا مع مصطفى عيد في اتهام سيارات النقل الثقيل وتحميلها جزءًا كبيرًا من الأزمة. منال تمام تلفت النظر إلى الخطورة الحقيقية التي يشكلها هذا الزحام الخارج عن المألوف من حيث صعوبة وصول كثير من الحالات الحرجة إلى المستشفيات بالسرعة الكافية مؤكدة: "أستغرق يوميًا ما يقرب 5 ساعات ذهابًا وإيابًا رغم أن المسافة لا تستغرق أكثر من ساعتين". من جهته أكد مصدر أمنى بمرور القليوبية أن الأزمة تعود إلى زيادة سيارات النقل الثقيل على الطريق والتى كان يمنع مرورها إلا فى أوقات معينة قبل الثورة، ولكن بعد الثورة عادت مرة أخرى بكثافة أكثر حيث كان هناك بعض السائقين يستقلون الطريق الصحراوى خوفًا من سحب تراخيصه والآن أصبح يستقل الزراعى بعد الثورة ودائما ما تحدث مشاجرات مع رجال المرور بسبب ذلك الأمر. وأكد المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أن الحل يتطلب قرارات رادعة لمنع النقل الثقيل من المرور إلا فى أوقات محددة غير أوقات الذروة وزيادة الكثافة المرورية على الطريق، والتزام السائقين بآداب الطريق وكل فى الحارة المخصصة له. فتري هل السبب هو النقل الثقيل؟ أم غياب المرور؟ أم الزيادة السكانية؟ لا أحد يعرف على وجه الدقة المسئول عن انسداد ذلك الشريان الحيوي لأهالي وجه بحري الذي يربطهم بقاهرة المعز، ولكن الأكيد أن الآلاف يعانون يوميًا ظروفًا غير آدمية ويتكبدون حرًا شديدًا وتتعرض أرواحهم للخطر بسبب توقف الطريق وتعثر الوصول للمستشفيات في الوقت الملائم، فهذا هو الحال والمدارس والجامعات في فترة توقف صيفي، فكيف سيكون الحال بعد استئناف الدراسة، ناقوس خطر ندقه قبل أن تستفحل الكارثة.