أكد د.عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة "الأهرام" أن مؤسسة "الأهرام" بصدد التحول من مؤسسة صحفية إلى مؤسسة إعلامية، وذلك في إطار مواكبة التطورات العالمية في مجال تكنولوجيا الإعلام والصحافة. وشدد د.عبد المنعم سعيد -في إطار ورشة العمل التي نظمها معهد "الأهرام" الإقليمي للصحافة لكبار محرري "الأهرام" بعنوان ( تطوير العمل الإخباري في الأهرام)- على أهمية التطوير ومواجهة نكسات الصحافة، لأن التغيير في أنماط المعرفة مستمر، والتطور الجاري له تأثير واضح على العملية التحريرية، مؤكداً أن "الأهرام" بصدد التحول إلى شركة إعلامية. أضاف أن "الأهرام" لها مكانة خاصة وسط الصحافة العالمية، ويوجد بها 10 آلاف موظف، وكل الصحف تواجه نكسات، بسبب تغيير أنماط المعرفة، ولكن الحكمة والقرار الصائب بتحويل المؤسسة من شركة للنشر إلى شركة إعلام، بوضع خطط دراسية لموارد المؤسسة بكل قطاعاتها من إعلانات وتوزيع وطباعة واستثمار وقطاع تكنولوجي ومعلوماتي.. بالإضافة إلى المخرجات بطرفيها المطبوع والرقمي، كما أننا نعمل الآن على الجانب التليفزيوني والتوسع في إنتاجه مع قسم المعلومات ومركز تكنولوجيات المعلومات وأرشيف الصور والترقيم للمعلومات. ويضيف د. سعيد قائلا: إننا نركز على الجانب البشري الذي يعاد تأسيسه من زاويتين، أولاهما: إيجاد الأساليب الحديثة، وهو الجانب التنظيمي للاستفادة من الأفراد المختلفين، وثانيتهما: تجهيز الشكل الهندسي للأهرام، لكي يتواءم مع التطور الحديث، وهو القلب الجديد للمؤسسة، ويتمثل في صالة التحرير، لإنتاج المطبوع والرقمي والفضائي في ذات الوقت. ويؤكد الدكتور سعيد أنه يجرى الآن تجهيز الدورين الرابع والخامس، وسيتم البدء بالدور الخامس، ويتم نقل صالة التحرير إليه، وتكون الصالة مرتبطة بشكل عضوي بالأرشيف والمكتبة، ثم يجري ترتيب الدور الرابع ليكون وحدة متكاملة من بيانات وأخبار ومعلومات وذلك قبل نهاية العام القادم. وعن ثروة الأهرام من المقتنيات الفنية أكد د. عبد المنعم سعيد أن "الأهرام" لديه 850 عملاً فنياً كبيراً تم ترميمها وتحويلها، وهي ثروة وقيمة كبيرة للأهرام، بخلاف معرض المقتنيات الفنية. وأكد الأستاذ أسامة سرايا، رئيس تحرير "الأهرام" أن "الأهرام" الآن يضع أسلوبا جديدا للعمل المتطور الجيد، وأن المصدر ليس ملكا واحتكارا لأحد، وانتهى الشكل التقليدي للمصدر، لأن الخبر أسرع من حركة الصحفي، ونحن الآن بصدد إعادة النظر في الخريطة الإخبارية الموجودة بالسوق. أضاف سرايا أن هناك جهات أخرى الآن صانعة للخبر بخلاف الوزارات، مثل مؤسسات المجتمع المدني والمندوب في الشارع والتحاور على الإنترنت وجهات عديدة متنوعة ومختلفة، وحذر سرايا من تفتت الأقسام بالصحيفة، لأن هذا يخلق مزيدا من البيروقراطية، وهذا التفتت يحجب الشباب الطموح عن العمل ويسهم فى تهميشه، وتحدث سرايا أيضا عن تطور الأخبار على الميديا، وأهمية السبق الصحفي وسط هذا الزخم الإعلامي الكبير، وأوضح سرايا أهمية رئيس القسم في توجيه المحرر، لوضع العمل في إطار إستراتيجي حتى يعمل الجميع دون تهميش أي صحفي. كما أكد سرايا أن هناك مقاييس لصالة التحرير الجديدة بالدور الخامس تزيد ب150 مترا على صالة الدور الرابع، ووعد سرايا بأنه ستكون هناك ثلاث صالات للتحرير بالأهرام اليومي. وشدد على أهمية القيمة المهنية، وستكون صالة التحرير الجديدة بالدور الخامس لمن يحقق نجاحا ويثبت كفاءة من خلال اختبارات وإثبات مهارات، ولن يكون الجدول الزمني مفاجأة لأحد. أما الأستاذ مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين فكان له رأي آخر، مؤكدا أن "الأهرام" لابد أن يكون في المقدمة وسط هذا الزخم الإعلامي، وأن يدخل الأهرام عصرا جديدا من المنافسة أمام تلاميذ تخرجوا منه، وإلى متى يعيش "الأهرام" على الضغط الذاتي في زمن بدأت فيه المنافسة الصحفية من جديد؟ وتضاعفت القوة الإخبارية للأخبار (40 مرة عن سابقها) وكان الأهرام يخرج بجهد (40 فردا) لأن الكل ينافس من أجل الأهرام، وتساءل النقيب عما يدهشه حينما يعمل الصحفي في دسك الأهرام ثم يعمل في دسك أي صحيفة أخرى منافسة؟ وأكد النقيب أن سبب المشكلة في "الأهرام" الخلط بين الإعلان والتحرير، ولابد أن يكون الحافز من خلال نسب توزع على الجميع حتى نقضي على المنافسة داخل البيت الواحد، وتعود روح "الأهرام" كما كانت عليها. وأكد د. حسن أبو طالب، مدير معهد "الأهرام" الإقليمي للصحافة، أن الورشة تهدف إلى تطوير الأداء المهني للأقسام المتخصصة ووداعا لطرق الكتابة التقليدية. وناشد كل صحفيي "الأهرام" الاهتمام بالمشاركة في الدورات التدريبية التي ينظمها المعهد، وأن محافظة المتدرب على اهتمامه بالتدريب والتزامه بالحضور، سيطور بها نفسه ويخدم جريدته في ظل هذه المنافسة الشرسة والصعبة في سوق الصحافة. وأشار د. أبو طالب إلى أن النظام الجديد لصالة الأخبار يتيح الفرصة لكل المحررين، للمشاركة بكتاباتهم وتحقيقاتهم المتنوعة. وفي اليوم الثاني من ورشة العمل، وصف رومان جالو، الخبير التشيكي صالة التحرير الجديدة وصفا كاملا، وعرض عدة نماذج من صالات التحرير العالمية التي ساهم في إنشائها بالفعل، ومنها صالة تحرير المستقبل بإحدى الصحف الكبرى في جمهورية التشيك، وكذلك إحدى الصحف السعودية الصادرة حديثا. وأكد جالو أن الإنتاج الجديد للمؤسسات الإعلامية الصحفية يختلف عن الماضي، وأكد أهمية تحويل "الأهرام" من دار للنشر إلى مؤسسة إعلامية كبيرة لديها مواقع للإنترنت ومحطات فضائية، تمثل مخرجات أخرى للمعرفة بخلاف الصحافة الورقية، كما أن الصحفي الشامل هو الذي يقوم بمتابعة الحدث والكتابة والتصوير الفوري، للحدث وإرساله لجريدته ليتم وضعه في نفس اللحظة على موقع الجريدة، وبالطبع هذا الصحفي يختلف عن صحفي المدونات لأن الصحفي الشامل دائما، هو صحفي محترف يتفوق ويختلف عن صحفي المدونات، وأن التفوق يكون للمضمون وللصحفيين المحترفين. أما الدكتور حمدي حسن، نائب رئيس جامعة مصر الدولية، فتحدث حول "المهام الإخبارية لكبار المحررين"، وأشار إلى أن كبار المحررين هم أعمدة الجريدة التي تميزها عن غيرها. وأكد أن الصحف العالمية تضع الآن المعايير الدولية للصحافة المتميزة، وركز د. حمدي على الصحافة التحليلية، والصحافة التنبؤية والتي بدأ الكثير من الصحف تنظر لها برؤية المستقبل لهذه الظاهرة، وأكد أن الأطر الإخبارية الآن تتمثل في تبعات اقتصادية وإنسانية وصراع ومسئولية قيم وأخلاقية. كما أكد أن مفاتيح البقاء هي لغة الكتابة الصحفية الحديثة، وتطوير قوالب التحرير الصحفي. وسرد سامي متولي، مستشار رئيس التحرير، العديد من القصص التي أثبتت كفاح قدامى المحررين في الصحيفة، وكيف أن هؤلاء القدامى أثبتوا مصداقية "الأهرام" أمام كل القراء عبر إثبات الحقائق كاملة.