وقعت لجنة تحكيم جائزة البوكر، في أزمة أثناء محاولاتها اختيار فائز لجائزة البوكر لعام 2019، حيث وقع اختيارها على عملين ليفوزا بالجائزة هما "الوصايا" لمارجريت أتوود، و"فتاة، امرأة، اخرى" لبيرناردين إيفاريستو، ما يعد كسرا لقواعد الجائزة التي تنص على وجوب اختيار فائز واحد فقط. قال بيتر فلورنس، رئيس لجنة تحكيم الجائزة، في المؤتمر الصحفي لإعلان الجائزة: "قيل لنا بوضوح إن القواعد حازمة بشأن اختيار فائز واحد فقط، لكن ببساطة لم نستطع سوى أن نحتفي بفائزين بإجماع جميع أعضاء اللجنة". ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتسام الجائزة، فبحسب الموقع الإلكتروني للجائزة، في عام 1974 تم اقتسام الجائزة بين ناردين جوردماير وستانلي ميدلتون، كذلك عام 1992 بين مايكل اونداتشي عن روايته "المريض الإنجليزي" وباري انسورث عن رواية "الجوع المقدس"، لكن بعد ذلك قام منظمى الجائزة بإلزام اللجنة اختيار فائز واحد فقط، لتفادي هيمنة كتاب على الآخر. وبحسب جريدة نيويورك تايمز، قال جابي وود، المدير الأدبي لمؤسسة جائزة بوكر، إنه منذ ذلك الحين وحاول العديد من لجان التحكيم مشاركة الجائزة، لكنها استقرت على فائز واحد بالنهاية بعد ان قيل لهم بأنها قاعدة إلزامية. ويبدو أن قرار تمرد لجنة التحكيم لهذا العام لم يكن سهلا، فاللجنة المكونة من خمسة أعضاء، ظلت لأكثر من ثلاث ساعات في محاولة اختيار فائز قبل أن يسألوا عما إذا كان بإمكانهم اختيار الاثنين، وكانت الإجابة بأنه أمر غير مسموح، وقال فلورانس إنهم كانوا "مرعوبين" من النتيجة، حيث إنهم قضوا حوالي ساعة ونصف أخرى في محاولة للمفاضلة وإيجاد حل للمشكلة لكنهم في النهاية خلصوا إلى وجوب اختيار فائزين، ليكون الرد للمرة الثانية بأنه أمر غير مقبول، وفي محاولة ثالثة، بعد 30 دقيقة أخرى، وافق أمناء جائزة بوكر على القرار. ويبدو أن اختيار فائزين في هذا العام ليس الخبر الاستثنائى الوحيد، لكن كل فائز كذلك ميزته الخاصة فالكندية مارجريت اتوود، البالغة من العمر 79عامًا، والتي تعد ربما الأبرز في العالم الآن، تعد الأكبر سناً بين كل الحاصلين على الجائزة، أيضا البريطانية بيرناردين إيفاريستو، ذات الأصول النيجيرية، تعد الأولى من ذوات البشرة السوداء التي تفوز بالجائزة منذ انطلاقها. وقد تهربت اتوود من الإجابة عندما سُئلت عما إذا كانت تؤيد النتيجة النهائية، فقالت "أنا أؤيد الآلية التي اتخذ بها القضاة قرارهم". والروايات التي وصلت للقائمة القصيرة هي: "10 دقائق و38 ثانية في هذا العالم الغريب" للتركية اليف شافاق، ورواية "أوركسترا الأقليات"، لتشيجوزي أوبيوما (نيجيريا)، ورواية "الوصايا"، للكاتبة الكندية مارجريت آتوود، ورواية "فتاة، امرأة أخرى"، للكاتبة برناردين إيفاريستو، و"كيشوت " للكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، ورواية "بط نيوبريبورت" للأمريكية البريطانية لوسي إلمان. ومقارنة بالسنوات السابقة، التي كان فيها المؤلفون الأمريكيون متواجدين بكثافة بالجائزة، خلا هذا العام من الأمريكيين عدا لوسي إلمان التي تعيش الآن في اسكتلندا.