خلفت الروائية الأمريكية ذات الأصول الإفريقية "توني موريسون" ميراثًا كبيرًا من الأدب والمقالات لكن الأهم كان الميراث الذي خلفته للنساء صاحبات البشرة السوداء على مدار أكثر من 60 عامًا هى مدة مسيرتها الأدبية. بدأت موريسون التي توفيت أمس عن عمر يناهز 88، رحلتها في الإنتاج الأدبي عام 1969، برواية "العين الأكثر زرقة" بعد أن لاحظت من خلال عملها كمحررة لإحدى دور النشر عن ندرة الأعمال المقدمة عن ذوات البشرة السوداء، فتناولت في الرواية معاناة النساء ذوات الأصول الإفريقية والبشرة السوداء وصورت من خلالها الحياة النفسية والاجتماعية لهن بالولايات المتحدة وكذلك الرجال الذين يحاولون تخطي صدمة العبودية وتبعاتها النفسية والاقتصادية خلال القرن ال19 وما خلفه، تلتها برواية "سولا" عام 1973، التي قدمت فيها تباينا صارخا ومكثفا بين امرأتين من ذوات البشرة السوداء احداهما متمردة والأخرى منصاعة للواقع، وبحسب صحيفة الجارديان فقصتيهما وصراعهما مع بعضهما البعض ومع مجتمعيهما كان بمثابة نقطة ارتكاز لأعمالها فيما بعد. من أبرز أعمالها رواية "المحبوبة" عام 1988 والتي حازت جائزة البوليتزر ومن بعدها أصبحت الأولى من ذوات البشرة السوداء التي تفوز بجائزة نوبل للآداب وذلك عام 1993 عن مجمل أعمالها، التي وصلت إلى 11 رواية وقصص للأطفال ومسرحيتين ونصّ أوبرالى. ويتميز أدب موريسون أنه يجمع بين النجاح الجماهيري واشادة النقاد، وهو منُصب بالأساس على التاريخ والواقع الأمريكي لذوي البشرة السوداء، وعرفت كذلك بنشاطها الواسع واسهاماتها في مجال حقوق المرأة والأقليات، فقالت عنها الروائية الكندية الشهيرة "مارجريت اتوود"، بأنها: "عملاقة عصرها وعصرنا التي سنفتقد صوتها القوي الآن، في الوقت الذي يتجدد فيه استهداف الأقليات بالولايات المتحدة وفي أماكن أخرى، وهو مأساة لبقيتنا". ونعى الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" موريسون عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قائلاً: "كانت توني موريسون كنزًا وطنيًا، كتابتها كانت تحديًا جميلًا ذا معنى لضميرنا وخيالنا الأخلاقي، يا لها من هدية أن تتنفس الهواء الذي تتنفسه، ولو لفترة قصيرة" ويذكر أنها حازت على تكريم من الرئيس أوباما وأعطاها ميدالية الحرية الرئاسية عام 2012.