أعلن القضاء الروسي الثلاثاء، فتح تحقيق بتهم "افتعال أعمال شغب على نطاق واسع" وهي جريمة تعرّض المدان بها للحبس لمدة تصل إلى 15 عاما، وذلك على خلفية التظاهر نهاية الأسبوع للمطالبة بانتخابات نزيهة. وأعلنت لجنة التحقيق فتح تحقيقات بارتكاب أعمال عنف ضد عناصر الشرطة ومسئولين، مضيفة أن التحقيق لن يقتصر على المنظّمين بل سيشمل المشاركين في التظاهر. وجاء في بيان للجنة أن "التحقيق خلُص إلى أنه قبل تظاهرة غير مرخّص لها نشر عدد من الأشخاص مرارًا على الانترنت دعوات للمشاركة فيها، مدركين تمامًا أن هذه الأفعال قد تؤدي إلى أعمال شغب على نطاق واسع". وأضافت اللجنة أن المشاركين في تظاهرة السبت خرقوا النظام العام واستخدموا العنف ضد السلطات و"شلّوا حركة السير" في وسط العاصمة الروسية. وقال نائب المدعي العام الروسي الكسندر بوكسمان إن القضاء "يجب أن يمنع بقسوة أي عمل للمنظمين والمشاركين في أعمال عامة غير مشروعة او غير مرخص لها" كما نقلت عنه وكالة الانباء ريا نوفوستي. وبعد ثلاثة أيام على قمع تظاهرة غير مرخّصة في موسكو أدت إلى توقيف حوالى 1400 شخص، دعا بوكسمان الى أن يتم "لهذه الغاية استخدام إجراءات ردع" يملكها القضاء الروسي. من جهته، أعلن المدعي العام يوري تشايكا في خطاب أمام زملائه أن "إجراءات مراقبة فعالة يجب أن تتخذ خلال التحضير وإجراء الانتخابات" معتبرًا أنه "من الضروري جدًا ألا تتكرر الأحداث التي وقعت في موسكو في الآونة الأخيرة". والثلاثاء أعلنت المحاكم الروسية أنها أمرت باعتقال ستين شخصًا، وحكمت على أكثر من 160 بدفع غرامات بعد تظاهرات السبت، وأودع متظاهر اتهم بالقاء صندوق قمامة على شرطي، السجن لمدة شهرين بانتظار محاكمته، وقد يتعرض للسجن حتى خمس سنوات. وتندد المعارضة برفض ترشيحات مستقلين للانتخابات المحلية المرتقبة في 8 سبتمبر والتي تبدو صعبة للمرشحين الذين يدعمون السلطة في جو من النقمة الاجتماعية. ومن المرتقب تنظيم تظاهرة جديدة للمعارضة في موسكو السبت، ورخصت لها بلدية موسكو بحسب المنظمين لكن المكان الذي تقترحه السلطات، جادة ساخاروف في وسط المدينة، لم يرض المعارضين. واذا رفضت المعارضة التجمع في جادة ساخاروف واختارت مكانًا آخر، فإنه من الممكن أن تعد التظاهرة غير مرخص لها. واتهم رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين المعارضة ب"التحضير لاستفزاز جديد" في 3 أغسطس، وشكر الشرطيين على قمع تظاهرة السبت، التي اضطروا خلالها "لاستخدام القوة" وتصرفوا "بالشكل المناسب". وأعلنت المعارضة الثلاثاء اعتقال أحد قادتها ميخائيل سفيتسوف على أيدي شرطيين لم يبرروا سبب توقيفه.