اعتقلت الشرطة الروسية، اليوم الأحد، أكثر من 1000 متظاهر، جاءوا إلى موسكو للمطالبة بمشاركة أعضاء من المعارضة في الانتخابات المحلية المقررة في 8 سبتمبر القادم، في واحدة من أكبر الحملات في الآونة الأخيرة على المعارضة. وأفادت شرطة موسكو -في أرقام رسمية- بأن نحو 3500 شخص بينهم نحو 700 صحفي ومدون شاركوا في المظاهرة، لافتة إلى توقيف 1074 شخصا؛ لارتكابهم مخالفات مختلفة. واستُنفرت قوى الأمن بأعداد كبيرة وأوقفت المحتجين الذين كانوا يتدفقون إلى الساحة الرئيسية في موسكو، ساحة تفيرسكايا، هاتفين "يا للعار" و"نريد انتخابات حرة"، ودفعتهم نحو الشوارع المحيطة، وقامت شرطة مكافحة الشغب بضرب بعض المحتجين واحتجاز آخرين. ومعظم عمليات التوقيف كانت عنيفة، فقد أصيبت إحدى المتظاهرات بجروح في الرأس، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت متظاهرة تدعى أناستاسيا زاباليويفا، 27 عاما: "كنا نتظاهر بشكل سلمي، لم يكن معنا سلاح.. لم نعطهم أي مبرر ليقوموا بعمليات توقيف عنيفة لهذه الدرجة". من جهته، قال المعارض إيليا ياشين على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "لقد فقدت السلطات كل منطق: إن سلوكها بات شبه سادي"، معلنا عن "مظاهرة جديدة كبيرة" في موسكو في 3 أغسطس المقبل. بدورها، انتقدت منظمة العفو الدولية "استخدام القوة المفرطة" من جانب الشرطة الروسية، داعية إلى "الإفراج الفوري عن المحتجين السلميين". وكانت السلطات أعلنت من قبل عدم قانونية الاحتجاج وسعت لمنعه لكن عدة آلاف انضموا إلى المظاهرة التي أصبحت واحدة من أطول الاحتجاجات في السنوات الأخيرة. ورفضت السلطات تسجيل حوالي 60 مرشحا لانتخابات برلمان موسكو، بسبب مخالفات في جمع التوقيعات اللازمة للترشح، كما أعلن رسميا. وندد مرشحون مستقلون استُبعدوا من الانتخابات، بوجود مخالفات ملفقة بالكامل، كما اتهموا رئيس بلدية موسكو الموالي للكرملين، سيرجي سوبيانين، بأنه يريد خنق المعارضة، وفقا لوكالة رويترز. وعلى الرغم من أن الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس برلمان موسكو ليست انتخابات عامة إلا أن نشطاء المعارضة يعتبرونها فرصة لمحاولة إيجاد موطئ قدم لهم في العاصمة الروسية، حيث تراجع التأييد للمرشحين المدعومين من الكرملين في مناطق أخرى بالبلاد.