جاء إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، استقالتها من رئاسة منصب رئيسة الوزراء، ومن رئاسة حزب المحافظين، لتنهي مرحلة امتدت 3 سنوات من حكم ماي، فشلت فيها في الوصول لاتفاق لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي. وتعليقا على الاستقالة تقول آية عبدالعزيز، الباحثة بالمركز العربي للبحوث والدراسات، والمتخصصة في الشئون الأوروبية، إن تلك الاستقالة جاءت في محاولة لكسر حالة الجمود التي تشهدها المملكة المتحدة على خلفية مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي، لاختيار زعيم آخر لحزب المحافظين، يساهم في حسم ملف "البريكست"، ولكنها ستسمر في منصبها حتى 7 يونيو، أي إنها ستظل في مهامها إبان زيارة الرئيس الأمريكي إلى المملكة التي من المفترض أن تكون في بداية الشهر المقبل. وتتابع: أن استقالة ماي، جاءت وسط حالة من الغضب، واستمرار الضغوط عليها نتيجة انتهاجها سياسات غير فعالة، وغير حاسمة بشأن بالبريكست، وإصرارها على طرح خطة بديلة للخروج أدخلت عليها عدد من الإجراءات الجديدة، كان أبرزها منح أعضاء البرلمان حق التصويت على استفتاء ثاني إذا أيدوا مشروعها الجديد للخروج، إلى جانب استقالة أندرياليدسوم، زعمية الأغلبية في البرلمان، والمسئولة عن تقديم مشروع القانون المتعلق بالخروج من الاتحاد إلى البرلمان، اعتراضًا على خطة ماي، لتعد بذلك الاستقالة رقم (21) للمسئولين الذي استقالوا بسبب مفاوضات البريكست. وأضافت عبدالعزيز، أن القرار تزامن مع توجه البريطانيين للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي التي تعد استفتاءً ثانيا للبقاء في إطار المشروع الأوروبي الاندماجي، كما تعكس المشاركة فشل اليمين المتطرف في سياساته القومية والحمائية الهادفة للخروج من الاتحاد، وعدم الالتزام بسياساته، لذا من المتوقع أن يكون هناك تصويتًا عقابيًا من المواطنين إبان المشاركة الانتخابات على السياسات اليمينية المتزايدة التي أثرت على حياتهم اليومية بشكل كبير. وأكدت الباحثة، أن قرار الاستقالة يساهم في تنامي حالة التباين والانقسام الداخلي الذي تشهده المملكة المتحدة منذ أن بدأت في إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيؤثر يشكل عميق على اقتصاد المملكة، وعدم استقرار قيمة العملة الوطنية التي تعكس حالة عدم الاستقرار الداخلي، فضلاً عن عدم قدرة المملكة على حسم علاقاتها الاقتصادية والتجارية والأمنية مع الاتحاد الأوروبي. "آية عبدالعزيز" الباحثة بالمركز العربي للبحوث والدراسات والمتخصصة في الشئون الأوروبية رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي