مع اقتراب شهر رمضان وبدء الموسم الدرامى الرمضانى لهذا العام، بدأت أغلب القنوات الخاصة المصرية والعربية التكالب على شراء المسلسلات التركية ذات الحلقات الكثيرة التى تصل فى بعض الأعمال إلى 150 و200 حلقة، وفى المقابل مازالت المسلسلات المصرية تسير فى إطار خفض عدد الحلقات عن 30 حلقة هربا من المط والتطويل مما ساعد على انتشار الدراما التركية. وذكرت مجلة "الأهرام العربي" في تقرير لها في عددها الصادر غدا أن ذلك يطرح تساؤلات مهمة، لماذا لا تكون هناك مسلسلات مصرية بهذا العدد الكبير من الحلقات، لصد هذا الغزو التركى بعد النجاح الكبير الذى حققته هذه الأعمال فى العامين الماضيين؟ فى البداية تحدث الناقد «طارق الشناوى»، قائلاً : النجاح الذى حققته الدراما التركية يرجع لعدة أسباب أسهمنا نحن بأنفسنا فيها، فخلال العشر سنوات الأخيرة مع انتشار الفضائيات الخاصة أصبحت المنافسة على كم الأعمال المعروضة وليس على عامل الجودة فقط، ففى السابق كان المسلسل يباع باسم المؤلف والمخرج قبل اسم النجم، أما الآن فالوضع مختلف تماماً، لأن الفضائيات تشترى المسلسلات باسم النجم قبل حتى بداية تصويرها، هذه النقطة جعلت المنتج يلهث وراء النجم ويرضى بشروطه وينسى باقى عناصر العمل الدرامى، فى هذا الوقت ظهرت الدراما السورية على استحياء بعملين أو ثلاثة فى السنة، لكنها لم تكن منافسة بالمعنى الحقيقى لعدة أسباب يشعر بها المشاهد أكثر وهو وجود النجوم العرب داخل الأعمال المشتركة أو الأعمال المصرية، فعلى سبيل المثال نجاح جمال سليمان، وسلاف فواخرجى، فى أعمالهم داخل سوريا رشحهم للعمل فى المسلسلات المصرية، لذلك لم يشعر المشاهد العربى أن هناك منافسة حقيقية، أما الأعمال التركية التى انتشرت فى الفترة الأخيرة فيرجع نجاحها لأسباب مختلفة أولها اختيار قصص الحب الرومانسية التي تدور حولها تلك المسلسلات فى الوقت الذى يفتقد فيه المشاهد العربى هذه النوعية منذ فترة طويلة، بالإضافة للمناظر الطبيعية التي تسهم في زيادة غنى تلك المشاهد الرومانسية، وهو ما يشعر به الجمهور خصوصاً بعد أن تم استهلاك معظم أماكن التصوير فى الأعمال العربية . وتلتقط الناقدة «خيرية البشلاوى» طرف الحديث وتقول المشاهد المصرى تحديداً أصبح مظلوماً لأن ما يعرض أمامه يصيبه بالملل فى وقت يعانى فيه أزمات اقتصادية جعلته يلهث وراء لقمة العيش حتى يوفر لأولاده عيشة كريمة، فهو يخرج من بيته صباحاً ويعود آخر الليل، هذا المشاهد عندما يجلس أمام التليفزيون يبحث عن أعمال تحترم عقله أولاً، ثم يريد الاستمتاع البصرى ثانياً، هاتان النقطتان يفتقدهما منذ سنوات نظراً لمط الأحداث داخل المسلسل برغم أن هناك بعض الأعمال الناجحة، لكن الغالب هذه الأيام يعتمد على تطويل الحلقات التى لابد أن تصل إلى ثلاثين حلقة برغم أن السيناريو نفسه لا يحتمل أكثر من خمس عشرة حلقة، وفى نفس الوقت نجد أن هناك تكراراً فى أماكن التصوير والديكور، فى المقابل تعتمد المسلسلات التركية على وسامة الأبطال، ثم التصوير فى الأماكن السياحية التى تعطى للمشهد نوعاً من الجمال بجانب القصة الرومانسية التى يفتقدها المشاهد العربى حالياً والغوص داخل النسيج الاجتماعى للأسرة بالإضافة لعملية الدبلجة التى تتم باللهجة الشامية التى يحبها المشاهد المصرى من باب التغيير، لذلك أقبل الجمهور على متابعة هذه الأعمال وأصبح يحفظ أسماء الأبطال مثل «مهند ونور» وغيرهما، مما جعلها منافساً قوياً أمام الدراما العربية، لكن علينا أن نذكر أنه ليس كل الأعمال التركية على نفس المستوى فهناك أعمال مستواها عادى جداً يتم فرضها على المشاهد من خلال بعض القنوات التى تشترى الأعمال بأسعار رخيصة مقارنة بالأعمال المصرية.