حالة من الهوس أصابت البنات فى مصر وكل أنحاء الوطن العربى بعد عرض أولي حلقات المسلسل التركي العشق الممنوع الذي يقوم ببطولته فيه كيفانشي تاتيليتوج .. وهو الممثل نفسه الذى قام ببطولة مسلسل نور الشهير .. مركز الترجمة التي تقوم بأعمال الدبلجة للمسلسل استغل شعبية مسلسل نور وأطلق على كيفانشي اسم مهند للمرة الثانية رغبه في استثمار الشهرة التي حققها خلال العامين الأخيرين ، وهى نفسها الفترة التى شهدت عرض مسلسل ثالث لهذا الممثل وهو ميرنا وخليل .. لكنه لم يحظ بنفس القدر من الشهرة والنجومية التي حققها المسلسل الحالي – العشق الممنوع - والذي تجاوز به شهرة مسلسل نور ، وهو ما يتضح من خلال عدد الإعلانات في أثناء المسلسل والتي تتجاوز تقريباً نصف وقت الحلقة الواحدة. علي موقع الفيس بوك هناك أكثر من 17 جروب يحمل اسم المسلسل حظيت بنسبة مشاهدة كبيرة جدا وصلت إلي ما يقرب من 76 ألف متفرج رغم أن المسلسل في بداياته .. .. بالإضافة لمواقع كثيرة تبث حلقاته على رأسها اليوتيوب والذى زاره لمشاهدة المسلسل أكثر من ربع مليون مشاهد .. ولكن يبق السؤال : لماذا كيفانشي - أو مهند – بالذات الذى يتمتع بشعبية كبيرة خاصة لدى البنات ؟! تقول إيمان علاء الدين: ربما تكون متابعتي للمسلسل بسبب وجود مهند به ..ولكن في الحقيقة قصة المسلسل جذابة جدا وهو أقوي دراميا من مسلسل نور وأحداثه شيقة جدا لدرجه أني بعد انتهاء كل حلقة أحاول متابعة الحلقة التالية لها علي الانترنت ، أما نهي جابر فتقول : رغم أن مسلسل نور كان قوياً ولفت انتباهنا إلي الدراما التركية ..ولكن هذا المسلسل قصته أجمل بكثير وأحرص دائما علي متابعته كل يوم وحتى في الإعادة لدرجة أنني حفظت المسلسل , فمهند نفسه طريقة أداءه للدور أفضل بكثير من مسلسل نور وأيضا أفضل من مسلسله السابق ميرنا وخليل . إيمان مصطفي تقول : أشعر بحالة من السعادة بعد مشاهدتي لكل حلقة مش عارفة ليه ولكن المسلسل فعلا جميل وكل حلقة تجذبني أكثر من الحلقة اللي قبلها وأحيانا لا أذهب إلي الكلية يوم الخميس لأنهم يعرضون حلقات المسلسل طوال الأسبوع كلها مجمعة . وأمام مهند سيكون هناك رأي مختلف تماما للأولاد .. حيث يعترض سامح سلامة علي تهافت البنات لمشاهدة هذا المسلسل والذي يعرض أحداثاً لا توجد سوي في المسلسلات ولا علاقة لها بأرض الواقع ، ويقول : عندما شاهدت بعض الحلقات شعرت بالملل وقررت ألا أشاهده مرة أخري ولكن، ربما البنات تحب مشاهدته لوجود مهند الوسيم ..كما أن البنات بطبيعتها تحب مشاهدة المسلسلات أماالأولاد فيفضلون الأكشن . ويعلق الناقد الفني طارق الشناوي علي حالة الالتفات المتزايدة للمسلسلات التركية خاصة مع مسلسل العشق المنوع قائلاً: المسلسلات التركية لم تعد ظاهرة علي الإطلاق بدليل إنها استمرت وأصبحت موجودة وبقوة ولم تختف, وأري أن وجودها لصالح المشاهد وصناع الدراما بشكل عام ..حيث أصبح هناك منافس قوي كل فترة يزداد تألقا , ووجوده يحمينا من إطار الدخول في إطار من التقليدية, وقد أنعكس تطوره علي الدراما المصرية علي المستوي التقني والذي لاحظناه بوضوح في المسلسلات خلال موسم رمضان وتحديدا في مسلسلات مثل أهل كايرو والجماعة والحارة وهو ما كنا نفتقده في وقت سابق. وعن تفوق سوريا والأردن في أعمال الدبلجة وأسباب ابتعاد مصر عن هذه المنطقة يقول : كنا أول من خاض تجربة أعمال الدبلجة في المنطقة العربية وقتما كانت الدولة تتوجه للاتحاد السوفيتي وكانت تتم أعمال الترجمة وأحيانا الدوبلاج للأفلام الروسية لكن بشكل سيء ..فنحن عندنا مشكلة في عنصرين من عناصر العمل الفني وهما الدوبلاج والماكياج ، فهما الأضعف دائما ..وعندما نريد أن نعمل ماكياجاً نحضر خبيراً إيرانياً لصنعه وتجاربنا في الدوبلاج محدودة وغير ناجحة علي الإطلاق. أما الناقدة ماجدة موريس فتضيف قائلة: هناك مجموعة أسباب كافية لحدوث انجذاب من الأسر العربية بشكل عام وليست المصرية فقط تجاه المسلسلات التركية باستمرار رغم أنها مليئة بالتطويل والمط في أحداثها ..وقد شاهدت مجموعة مسلسلات تركية لأسباب اجتماعية وليست فنية ..فنجد أن أسلوب الحياة التركي يبهر المجتمعات العربية ..كما أن الاختلاف بين الأعمال التركية وأي عمل آخر سواء كان أوروبي أو أمريكي هو أنه لا يوجد هذا العائق النفسي الذي يحدث لنا عند مشاهدة أحد الأعمال الأمريكية أو الأوربية لكونهم مسلمين مثلنا ومجتمعهم ربما يكون له معظم عاداتنا وتقاليدنا الشرقية بشكل كبير ونفس القيود والمحاذير ، مما جعل لدينا نوعاً من التماهى لأننا نريد أن نري أنفسنا ومجتمعاتنا فيهم ، فهما بالنسبة لنا الحلم المفقود الذي يحاولون أن يبعثوه في مجتمعاتنا العربية ..وكلنا نتمني أن تكون شوارعنا نظيفة وكذلك بيوتنا والرجل يعامل زوجته أو حبيبته بهذا الأسلوب الراقي ,فهذه المسلسلات تداعب أحلام الناس في أن يكونوا أفضل .